عرض مشاركة واحدة
قديم 27/01/2006   #6
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


بلوزة سوداء (2)

.....شد البلوزة السوداء التي تفوح منها رائحة الدراق الى جسده تحول ملمس نسيجها الخشن الى حديث ودود بنعومة بشرة أنثى, أحصى خيوطها وقطبها المتوازية كطوابير النمل ودقق حتى في الرقعة البيضاء في أعلى قبتها وحفظ كلماتها الإنكليزية حرف "أس" كبير يتوسط أعلى الرقعة ثم تحتها "قطن 100% صنع في الصين" ورسم لمثلث صغير ومكواة وضعت عليها علامة إكس, هل تعرف الصين أن إحدى منتجاتها ستختلط مع عرق جسد أنثوي كما تختلط مكونات التبولة ثم تتفاعل لتخرج منها رائحة الدراق لو تعرف الصين لأعادت النظر بثورتها الثقافية و سلوكها العنيف في ساحة "تيان مين" ولكان "دينغ بساو" أجل موته قليلا.

لم تخن البلوزة السوداء الجسد الذي كانت تحتضنه واحتفظت بوفاء قطني صرف بالجغرافية الأنثوية, خطان مائلان على جانبيها يوضحان هروبا انسابيا نحو الخصر ودائرتان غير مكتملتين من الأمام جهة الصدر يظهران بكل صراحة تكور النهدين, ويبدو خفر الأنثى جليا في أثار شد النسيج من النهاية السفلى حيث الإطار الذي يطوق الخصر, وتظهر الخيوط التي تلامس العنق أكثر حنانا وقد تشبعت بالنجوى الحميمة التي يحسنها جيد يعرف كيف يسلم نفسه إلى ما يحيط به.

لم يعرف أن رائحة الدراق تتجاوز الأنف وفتحتيه والسائل المخاطي والقصبات الهوائية والرئتين وسائر الجهاز التنفسي, أحس بتلك الرائحة بعد أن تغلغلت في ثنايا جلده وجميع تلافيفه العصبية أن لها تأثيرا على الدماغ فتثبت الذاكرة على مشهد واحد وتوقف تدفق الزمن فتتجلد الثواني ويذوب المكان ويذوي ويتحول إلى نقطة تختصر فيها كل مجرات الكون, وتضيع المسافة التي يتوسدها "المسنجر" بينهما فيصبح قريبا منها أقرب من أنفاسها وأقرب من ثيابها, تعجن عالمه برائحة الدراق, الهواء والماء ,وتحولت الأرض كلها الى دراقة صغيرة يضعها أمامه.

لم يدرك سر الانجذاب الغريب إلى بلوزة سوداء برائحة دراقية وصلته بعد حديث "مسنجري", ولم يحاول أن يسأل لماذا, أراد لشعور النشوة العارم الذي يستبد به كلما نظر إليها أن يستمر، وأراد لوصلات الحوار الأثيرية بينهما أن تزداد طولا, ثم يجمع ضحكتها القصيرة المتلاحقة وحروفها المترددة وكلماتها القليلة المغلفة بالشك, و ينقش الجميع على بلوزتها السوداء.

- لا تخافي
- خائفة.... لا أستطيع
- بلوزتك السوداء عندي.. اسأليها عني..
- كيف أسألها... وهي عندك.....؟! أنت تغش
- أغش أحيانا و لكن لم أغشك
-و كيف أعرف
-استخدمي مجسات الأنثى
-لا أعرف
-لا تعرفي أم لا تريدين
..............................

يعود الصمت من جديد صمت ,و يخيم الخوف والتردد لا تستطيع الحروف المترددة أن تخفيه ,تتلعثم السطور وتختفي الوجوه "المعبرة" يمر إليه قلقها فيحيط به إحباط بطعم الصديد , يتأمل بلوزتها المستلقية على سريره بخدر لذيذ ويدقق في طياتها الخجولة يرتبها بعجل بعينيه ثم يعيد قراءة عباراته المرتبكة بحرص على كل حرف ونقطة..

- طيب.... هل نمت..
- لا لم أنم... أنتظر
- و أنا أنتظر.... كلانا ننتظر
تستعيد تماسك عبارتها وتضرب بعنف على الحروف التي أمامها..

- خلص.... أعد إلي بلوزتي..


عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03400 seconds with 11 queries