عرض مشاركة واحدة
قديم 08/07/2006   #3
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي الخاتمة.


إن من قوانين الطبيعة الأساسية أن الطاقة لا يمكن أن تفنى لكنها تتحول من حالة إلى أخرى, وهكذا ترانا في مجتمعاتنا نحول الطاقة الجنسية المكبوتة عندنا إلى مختلف السلوكيات السلبية الضارة بالمجتمع بصورة عامة والبعض يوظفها بإتجاهات إيجابية مفيدة. فالذكر الذي يرغب بالجنس ولم يحققه يتحول إلى وجود غاضب وبركان من الانفعالات وفقا للظروف التي هو فيها وكذلك الأنثى تراها في حالة من التوتر الانفعالي الذي يتسبب لها بتفاعلات سلبية مع الرجل وغيره ممن حولها وتتشابك التوترات ويحمي الوطيس وتتطور حالة التفاعل بينهما وتتجاوز درجة الغليان.
إن الحل الصحيح في مجتمعاتنا هو أن يتحقق الزواج المبكر ما بين الذكر والأنثى لكي يتخلصوا من انحباس الطاقة الجنسية ويتفرغوا لبناء الحياة والمستقبل بدلا من هدر حياتهم في الصراعات وفنتازيا النهارات الرغبوية التي تستنزف طاقات الشباب والشابات وتلون أيامهم بالآهات والحسرات وتكسوهما بمزيد من أوجاع الحرمان. إن من يحتقن في دمه هرمون التستوسترون (هرمون ذكري) يكون في أعلى درجات الغضب والثورة . فالهرمونات الذكرية مرتبطة بسلوك العدوانية والعنفوان والتنافس والتعددية .ومن يحتقن في دمائها هرموني الإستروجين والبروجسترون (هرمونات أنثوية) تكون في أعلى درجات سرعة الغضب والانفعال والحزن والحساسية, وينجم عن ذلك تفاعلات ما بين الرجل والمرأة قي غاية الأذى للطرفين. أي أننا أمام حالتين متوترتين متفاعلتين تحدوهما الرغبة والخوف والشعور بالذنب وينجم عنها علاقات ذات اتجاهات منحرفة ومضطربة.
وهكذا فأن علاقة الرجل بالمرأة والعكس في المجتمعات الشرقية ستبقى متأزمة لأن كلا منهما يعيش حالة تأزم هرموني يومية ومتنامية من غير قدرة على تخفيفها. والمشكلة في مجتمعاتنا أن الزواج المبكر تترتب عليه التزامات اقتصادية لا يمكن للشباب والشابات تحملها, فأساليب الرعاية الاجتماعية قاصرة ولا يمكنها أن تصل إلى تلبية هذه الحاجات. بينما الذكر والأنثى في المجتمعات الأخرى يمكنهما أن يجدا المسكن والرعاية إذا أنجبا وهكذا ترى الملايين من الأطفال يولدون كل عام من والدين دون الثامنة عشر من العمر.
إن المشكلة ليست في الرجل الشرقي أو المرأة الشرقية. إن المشكلة في النظام الاجتماعي وعدم توفر مصادر الرعاية والتكافل الاجتماعي وابتكار الصيغ المقبولة لإستيعاب هذه الإندفاعات الطبيعية ما بين الجنسين. وقد عالج الإسلام هذه المشكلة منذ البداية وحث على الزواج المبكر وإسناده لأنه أسلم للجنسين وأحفظ للمجتمع. لكن معظم مجتمعاتنا وعلى مدى قرون لم تستنبط طريقة تنسجم وتقاليدنا لحل مشكلة العلاقة ما بين الذكر والأنثى وفي مراحلها المبكرة وتركتنا في رحلة السعي إلى الزواج التي أصبحت قاهرة على معظم الشباب في أيامنا المعاصرة. وهكذا ستبقى الصورة مشوهة ما بين الرجل الذكر والمرأة الأنثى ما دمنا نعيش حالات احتقان هرموني شديدة واختناقات رغبوية عارمة. فالسلوك البشري مرهون في أحيان كثيرة بالتفاعلات الهرمونية الحاصلة في عروقه والمؤثرة على مراكز الدماغ المسؤولة عن هذا السلوك أو ذاك. ومن يقرأ أشعارنا المسطرة بأقلام الرجال والنساء سيعرف كيف أن الهرمونات تكتب شعرا وكذلك نثرا...!!
6
أملي أن تخلص من الكتابات الأهوائية السوداوية السالبة التي لا تستند إلى حقائق وإحصاءات ودراسات ميدانية في تناولنا لموضوع المرأة وعلاقتها بالرجل في مجتمعاتنا لأن ذلك لا يحقق فائدة بقدر ما يلحق ضررا ويقدم صورا غير دقيقة عن واقع المرأة في مجتمعاتنا يتم استغلالها لأغراض أخرى. فنحن لا نحتاج معزوفات كلامية على أوتار المشاعر والعواطف والرغبات المختنقة, بل نريد الحديث العلمي النزيه الأمين الذي يناقش الظاهرة بعمق وشمول ويبحث بأسبابها ويطرح الحلول المعقولة ذات الصلة بمجتمع المشكلة. فلكل مشكلة مجتمع وثقافة وظروف وحلول وأسباب خاصة بها لوحدها دون غيرها من المشكلات. ولا يمكننا أن نتوهم بأن ما يصلح لمجتمع ما يصلح لمجتمع آخر. فنحن نعيش في عالم لا يقبل لغة الانفعالات بل يتأثر بالحقائق الموثقة بالأدلة والبراهين الواضحة والأرقام. أرجو أن تكون كتاباتنا في هذا الموضوع مبنية على بيانات علمية وإحصائية نزيهة. فهل لدينا-على سبيل المثال-إحصاءا بعدد الطبيبات العراقيات وحاملات الشهادات العليا في كل الإختصاصات ونسبتهن إلى عدد السكان ومقارنة ذلك بالمجتمعات الأخرى مع الأخذ بنظر الإعتبار عدد سكان تلك المجتمعات والمتغيرات الأخرى . لكي تكون طروحاتنا ذات معنى اجتماعي وإصلاحي مفيد لا بد لها أن تمتلك ما يؤهلها لذلك من الشواهد البيانية والبحثية السليمة.
وللأسف لا توجد كتابات إيجابية عن المرأة في مجتمعنا من المرأة نفسها حتى لو كانت وزيرة أو ذات دور قيادي في المجتمع, بل أنها تنظر إلى نفسها وغيرها عندما تجالس الورق بسوداوية وسلبية ودونية غير مبررة في أكثر الأحيان وتأخذ ببث أفكارها ومشاعرها عن الظلم والمقاساة وهي الطبيبة والمحامية والأستاذة في الجامعة والمهندسة والشاعرة والكاتبة وغير ذلك!؟
وأرجو أن نتعلم الكتابة الإيجابية وننأى عن الطرح السلبي الذي يؤذي ولا ينفع بل يضر كثيرا ويؤلم حقا. لماذا لا نكتب عن قصة نجاح المرأة العراقية أو الشرقية في كل الميادين الثقافية والعلمية والفنية وفي مجتمعها والمجتمعات التي هاجرت إليها. فهناك الآلاف من قصص نجاح المرأة العراقية وعلى مختلف المستويات. ويمكن لكل واحد منا أن يكتب العديد من المقالات عن قصص بنت الرافدين المتألقة النجاح في الحياة. فلينظر كل منا لأخته وأمه وزوجته وأبنته وسيرى كم هو عدد قصص النجاح والفخر وقصص الفشل بينهما. أنا على يقين بأن قصص النجاح هي الراجحة.
وفقنا الله تعالى نساءا ورجالا لخدمة المجتمع وتحقيق المفيد للجميع فلا أظن الرجل سيفرح عندما تحزن المرأة ولا أظن المرأة تفرح عندما يحزن الرجل بل أن المشاعر مشتركة والغايات واحدة والأمل بالسعادة والرفاه والأمن والتقدم والرخاء آصرة تشدهما إلى بعضهما.
وعذرا لصراحتي التي هي تعبير عن لسان حال الطبيعة ونحن منها وعلينا أن نقف إزاءها بثقة وشجاعة وأمل في إيجاد الحلول التي تفيد مجتمعنا وتحفظ قيمنا وتقاليدنا الطيبة العريقة.
يا نساء الشرق يا أرقى نساء
بعفاف ونقاء وبهاء
وحنان واحتمال وامتنان
واجتهاد بالحياة ووفاء
كم حزينا أن ينادوا برياء
إن يقولوا توّجوا الشر بباء
فاسقطوا قولا يريد من عزيز
أن يكون قانطا دون رجاء
ومهانا وذليلا ويعاني
أو كسيرا في محطات البلاء
إنها الأوهام يا أمي وأختي
جردتنا من عناوين البقاء
يا نساءا ورجالا انصفونا
إننا شعب ينير كالضياء

13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04123 seconds with 11 queries