عرض مشاركة واحدة
قديم 07/05/2005   #2
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


توسيع الجبهة هو الحل!



كلما كثر الحديث عن الانفتاح السياسي وتوسيع الطيف السياسي الذي يدير أمور البلاد في سورية؛ جاء الرد بـ "تطوير" الجبهة الوطنية التقدمية، التي تعترف في ميثاقها بأن حزب البعث هو قائدها، وينص ميثاقها أيضاً على أن حزب البعث يستحوذ على 50 في المائة + واحد من عدد الأعضاء في اللجنة المركزية للجبهة، بما يعني أن الأمر لا علاقة له بتحالف أو ما يشبهه، بل تكريس قيادة الحزب الواحد، فما أهمية "التوسيع" أو "التطوير" ما دام الداء الشمولي ينخر أساس الجبهة، وهو ميثاقها؟!

والواضح أن الاتجاه العام في سورية ينحو نحو الإكثار من "الكواكب" الدائرة في "الفلك" دون أن يكون هناك ما يدعو لإتعاب النفس في البحث عن الجديد. فإذا طالب المثقفون والسياسيون بتعددية حزبية قيل لهم إن الجبهة الوطنية التقدمية تستوعب كل الأحزاب، لكن بالطبع بشروط "الحزب القائد".

والغريب في الأمر أن "أحزاب" الجبهة كادت أن تطير من الفرح حين سُمح لها بفتح مقرات في المحافظات، وإصدار صحف خاصة بها، أو ممارسة نشاطها السياسي والاتصال بالجماهير. إذا كان كل ذلك قد سُمح لها خلال السنوات الأخيرة، فكيف كانت تعمل إذاً خلال عقود؟ ما هو الأساس الذي سُميت بموجبه "أحزاباً"؟ لقد كانت هذه الأحزاب، وما تزال، راضية بما أعطيت من المناصب الحكومية والمكاسب الأخرى، دون أن تكون شريكة في السلطة، ما ينتفي معه وصف "التحالف". وعلى ذلك فإن الأحزاب التي لا ترضى بهذا الوضع (مكاسب فقط دون نشاط سياسي "فاقع") ليس لها مكان في هذه "الجبهة"؛ لأنها بسلوكها هذا تزاحم "الحزب القائد" وتخرج عن حدود "المنحة" بالسماح لأحزاب أن تعيش لكن دون السماح لها بالنمو، لأن النمو يرفع سقف الآمال والطموحات، وبالتالي يرفع سقف المطالب وحجم المكاسب، ما يهدد حكم الحزب الواحد والقائد الملهم.

والحق أن قضية الأحزاب في سورية لم تكن قضية ذات بال بالنسبة للمواطن السوري الذي ما زال يرى العمل السياسي "رجساً من عمل الشيطان"، بعد عقود باتت معها "الجريمة" السياسية (أي العمل السياسي غير الموالي) أشد خطراً من الجرائم الجنائية، فكيف والحال هذه يمكن أن يجري الحديث عن تنظيمات حزبية قادرة على البقاء في ظل نظام تعددي مفتوح؟!

المعروف أن الحزب بالتعريف السياسي يقوم على ثلاث ركائز أساسية: المبادئ والأفكار، والرابط التنظيمي، ثم السعي للوصول إلى السلطة، وهذه الأخيرة هي الركن الأساسي الذي يميز الأحزاب عن جماعات الضغط أو المصالح. فإذا كانت "أحزاب" الجبهة على مدى العقود الماضية مكتفية بما تحصل عليه من مكاسب، دون أن يكون لها ذكر في الشارع، فكيف إذاً يمكنها أن تصل بانتخاب حر ونزيه، وبعيداً عن القوائم الجاهزة؟ وللحقيقة، فإن أحزاب الجبهة هي التي "تتطفل" على حزب البعث وتصل على أكتافه إلى السلطة. فالبعث غيّر الدستور وفصله على مقاسه، جعل الجيش أداة للحزب لا للدولة، وفصل القوائم الجاهزة لعضوية "مجلس الشعب"، وجعل الرئاسة ملكاً له .. إلخ، وبالتالي فإنه حين "يمنح" أحزاب الجبهة بعضاً من "مكتسباته" ألا يكون قد تمنن عليها وأنزلها منزلة لم تكن لتحصل عليها لولا تحالفها معه؟! والدليل على ذلك؛ أن الأحزاب الأخرى التي آثرت البقاء في "المعارضة" لم تحصل على أي شيء!!

إن "توسيع" الجبهة الوطنية التقدمية (التي يصفونها بأنها "حاكمة" في سورية!!) لا يخرج عن كونه محاولة لإضفاء الشرعية على أحزاب معينة، في غياب قانون للأحزاب، لكن دون أن يعني هذا تطوراً سياسياً. ذلك أن الموالاة والمعارضة ليست معياراً للشرعية، فهذه لا تمنحها السلطة، وإنما قانون عام لا يأتي مفصلاً على قياس أحد.


رأي أخبار الشرق

-------------------------------------------------------------------------------------
أخبار الشرق - thisissyria-net

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04416 seconds with 11 queries