عرض مشاركة واحدة
قديم 30/12/2005   #1
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي لو قلت إني ملحدة!.....د. إلهام مانع


لو قلت إني ملحدة!

د. إلهام مانع





لو قلت إن الله واحد، واكتفيت بهذه العبارة. هل يكون إيماني ناقصاً؟

لو قلت "أشهد أن لا إله إلا الله"، وأكملت، "وحده لا شريك له"، وصمتُ عن النبي الكريم، هل أكون غير مسلمة؟

ولو قلت إن الأنبياء جميعهم يهدفون إلى نشر الرسالة ذاتها، الإيمان بالله عز وجل، وخلق مجتمع إنساني التكافل أساسه، وأن الفروق التي لا نكل جاهدين عن وضعها في طريق كل دين وأخر لا يستفيد منها سوى الشيوخ والكهنة وتجار الدين والساعين إلى تسييسه، هل أكون قد شردت من حظيرة الإيمان؟

ولو قلت إن الوحدانية في رأيي هي الأساس، هي الجوهر، في تعاملي مع الإيمان، هل ستكفرونني؟

الله واحد.

وحدانيته هي التي تجعلني أتعامل مع الكون ككل واحد، أحترمه، وأتعامل مع البشرية بغض النظر عن تنوع ألوانها وأجناسها ومشاربها على أنها جزء من الكل، فيها من نور الله ما يكفي لجعلها مقدسة.



والله نور، لكن أي نور؟

نوره بالنسبة لي يعني شعاع يتجلي في معاني وقيم الحق والعدل والخير والمساواة، قيم يجب علينا أن نصنفها ونحدد مضامينها حتى لا يأتي من يقول لي بعد ذلك إن تلك القيم حكر على فئة دون أخرى من البشر، على جنس دون غيره من الأجناس، وعلى الرجل في بعض المراتب دون المرأة.



لو قلت كل هذا كيف ستردون علي؟



بعضكم سيبتسم لهذا الحديث، ويوافقني قلباً عليه، وغيركم سيمتعض كثيراً ويضعني في خانة "ماسونية" "لا تؤتمن"، وقلة ستقرر أن هذا الحديث "كفر صريح"، "تجب معاقبته".



ورغم تعدد تلك المواقف أقف أمامكم في خانة "آمنة"، لأني أصر في كل سطوري وأحاديثي السابقة على أني إنسانة "مؤمنة".

وأنا لا أتاجر أخوتي بقناعاتي.



لكن ماذا لو قلت إني "ملحدة"؟



ماذا لو قلت "أنا لا أؤمن بالله، هو ربكم ليس ربي"،

"ولا أؤمن بالأنبياء، هم رسلكم لا رسلي"،

"ولا الملائكة، أطياف من خيال لا تقنعني"،

"ولا الكتب السماوية، أنزلت لكم لا لي"..



ماذا لو قلت ذلك؟



وزدتُ بأن شددت إن "الأديان السماوية لا تزيد عن رسائل بشرية، واضعوها بشر، وأن الكون ليس من صنع الخالق، بل هو نتاج صدفة، صدفة أخرجت كل هذا التنوع إلى الوجود"،



وأني لذلك "لا أريد أن تثقلوا على مسامعي بكل هذا الحديث عن الأديان، وعن الإيمان، وعن الشرائع، وعن الصلاة والصيام ... لا أريد ذلك. بل أريد أن تتركوني وحالي، وأن أعيش كما أريد، وكما أؤمن بعدم إيماني".



"كفوا عن هذا الحديث، واتركوني وشأني".



ماذا لو قلت ذلك؟

ماذا لو قلت "أنا ملحدة، وسعيدة بإلحادي".

كيف ستتصرفون؟





عندما أقول ذلك، أكون قد دخلت ضمن فئة من البشر، موجودة، وتعاني كثيراً في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

تعاني لأن وجودها أساساً مرفوض، مشكوك فيه، و لا يُتسامح مع وجوده.

لا نقبل بها، نرفضها، نكرهها، ونسعى جادين إلى محوها محواً من الوجود، وبالقانون نفعل ذلك.



" كيف تقولين إنك ملحدة والإلحاد مرفوض".

"كيف لا تؤمنين، والإيمان إلزام حتمي".

"شئتِ أم أبيتِ عليك أن تؤمني، حتى ولو كان إيمانك لفظياً، لا يزيد عن كلمات تلوكيها بلسانك إرضاء للمجتمع".

"شئت أم أبيتِ عليك أن تمارسي عهراً إنسانياً، يدفعك إلى قول ما لا تؤمنين به، وممارسة ما لا تريدين، والموافقة على ما تكرهين".

"شئت أم أبيت، عليك أن تلغي وجودك، أرائك، وفكرك. عليك أن تكوني كما نكون".





لو قلت أنا ذلك، ورددتم أنتم كما تصورت، فقد تعديتم على حقي.

نعم، هو حقي.

من حقي أن أكون ملحدة، تماماً كما أن من حقي أن أكون مؤمنة.

من حقي أن أكون كما أشاء، لا ما تشاءون.

من حقي أن أكون.

أن أكون.

إنسانة.

فرداً.

يفكر.

بعقله.

وحده.

دون وصاية.

دون خوف.

دون عقاب ينتظره لو فتح فمه بكلمة يؤمن بها، حتى لو كانت هي والإيمان على خصام.



من حقي أعزائي أن أكون ملحدة.

من حقي.

فعدم الإيمان ليس جريمة، يعاقب عليها القانون.



تمعنوا معي لوهلة.

يوم تقررون أن فكرة ما لا تروق لكم، يقرر القانون أن من حقه أن يعاقبكم، بالقتل!

يوم تقررون لأنفسكم، وحدكم، تصبحون خارجين على القانون؟



بالله عليكم، أي قانون هذا؟



لذلك، أعود لأقول لكم

"لو قلت إني ملحدة، أو قلت إني مؤمنة، فهذا شأني"،

" أقبلوا به، أو أرفضوه، لكن لا تعاقبوني عليه".






عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03778 seconds with 11 queries