[*Marwa*]

والله اللي استحو ماتو!

سحر أبو ليل

مهرجٌ يضيْ الشمعة الخامسة فوق كعكة العراق المعجونة بدماء وأشلاء العراقيين الأشقاء، ساخراً من شعوب العالم جميعاً وحوله كل زعماء الاقزام يشاهدون هذه المسرحية التراجيدية التي لا اعرف كيف اضحكتهم وصفقوا " لأبطالها" ، على الرغم من تراجيديتها !

في خطابه الذي نحفظه بمهد نعالنا يدعي حارس المشروع الصهيوني " انه انقذ ملايين العراقيين من رعب لا يوصف تحت حكم صدام " ، وطبعاً فهذا صحيح تماماً لكن وعلى ما يبدو فان الانقاذ بحسب النظرية البوشية معناه تشريد اكثر من خمسة ملايين انسان ، وقتل اكثر من مليون ونصف في العراق ، ولذلك فانه يسمي المقابر الجماعية وإبادة الشعوب بقنابله انقاذاً ...والله صحيح اللي استحوا ماتوا !

لا وبل يدعي هذا المهرج انه " اسقط رمز الشر صدام " ظاناً انه " تيس وبلعب بعقل سخلة " ، ويسخر منا جميعا ، فاذا كان صدام رمزاً للشر فهو اذاً رمز للخير وحمامة بريئة للسلام ؟؟
هذا الذي ارتكبت قواته ابشع انواع التعذيب والمحالفات الدولية في ابو غريب ، واغتصب بجبروته النساء قبل الارض نفسها ، هذا الممثل الفاشل في مسرحية تدور احداثها بسرعة لدرجة انك لن تحصي عدد المجازر بها !
" إن الانسحاب بشكل سريع سيؤدي الى الفوضى ، ويشجع الارهاب " ، حقا! أهنالك أكثر من هذه الفوضى وهذا الدمار ؟ ألم تعث مافيات الحروب فساداً حتى ادخلت عاهات مستديمة لرحم العراق وما حوله ؟ أهنالك نخلة هناك لم تلطم خدودها بعد ؟

جنون البقر بدأ قبل خمس سنوات في " هولوكوست العامرية " ، ولم ينته حتى الآن ، ليضرب اكثر الأرقام القياسية بالجنون والغليان ، ولن ينته قبل تعليق أرجل كل الزعماء العرب في الهواء !

مخطئ من يظن ان احتلال العراق كان مجرد حرب او تحرير كما يدعون فالمخطط لا زال في بدايته ولهذا الفيلم مقدمات عدة ، فما نلاحظه من ركودٍ في الاقتصاد الامريكي وانخفاض سعر الدولار ما هو الا مؤشر على تضرر شعوب العالم الثالث والدول العربية ، فهي اكثر الفئات ضررا من مواجهة هذا الغلاء في المعيشة ، ولا نستطيع إنكار انه مذ بدأت هذه المخططات في العراق الا ورافقها اثارة الفتنة الفلسطينية بمجرد صعود حماس ، وركن القضية الفلسطينية في زاوية لا يدخلها نور التسوية حتى تنهش اسرائيل اكبر قدر ممكن من ارض الضفة والقطاع ..

لم يدخل الامريكيون العراق للاحتفال بهذا العيد الا وفي نيتهم الشريرة الملعونة تقسيم الكعكة الشرق اوسطية بعد نفخها بالفساد والانقسامات الداخلية وبالاخص الطائفية ، والتمهيد للمشروع الصهيوني بشكل اوسع ، ولذلك ..الن تحتاج كلباً للحراسة؟؟