عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #89
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في الغرض من الملك

وأعلم بأن الغرض من الملك هوحفظ الناموس على أهله أن لا يندرس بتركهم القيام بموجباته، لأن أكثر أهل الشرائع النبوية والفلسفية، لولا خوف السلطان، لتركوا الدخول تحت أحكام الناموس وحدوده وتأدية فرائضه، وأتباع سنته، واجتناب محارمه، وأتباع اوامره ونواهيه.
وأعلم بأن الغرض من حفظ الناموس هوطلب صلاح الدين والدنيا جميعاً، فمتى ترك القيام بواجباته، انفسدا جميعاً، وبطلب الحكمة، ولكن السياسة الإلهية والعناية الربانية لا تتركهما بنفسدان، لأنها هي العلة الموجبة لوجودهما وبقائهما ونظامهما وتمامهما وكمالهما، وكل صورة في المصنوع فإنها أولاً تكون في فكر الصانع وعلمه.
فصل في أن الجسم لا يتحرك من ذاته

وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن موضوعات الصناع ومصنوعاتهم وآلاتهم وأدواتهم وأجسادهم كلها أجسام، والجسم من حيث الجسمية ليس بمتحرك والفعال لا تكون إلا بالحركة، فالمحرك للأجسام جوهر آخر، وهوالذي نسميه نفساً، والنفوس، من حيث النفسية، جوهر واحد، كما أن الأجسام، من حيث الجسمية، جوهر واحد، وإنما تختلف النفوس بحسب اختلاف قواها؛ واختلاف قواها بحسب اختلاف أفعالها ومعارفها وأخلاقها، كما أن اختلاف الأجسام بحسب اختلاف أشكالها، واختلاف أشكالها بحسب اختلاف أعراضها.
وأعلم بأن نفس العالم نفس واحدة، كما أن جسمه جسم واحد بجميع أفلاكه وكواكبه وأركانه ومولداته، ولكن لما كانت لنفس العالم أفعال كلية بقوى كلية، وأفعال جنسية بقوى جنسية، وأفعال نوعية بقوى نوعية، وأفعال شخصية بقوى شخصية، وهي حركتها من المشرق إلى المغرب وبالعكس، ومن الشمال إلى الجنوب وبالعكس، ومن فوق إلى أسفل وبالعكس، سميت هذه القوى بأفعالها نفوساً جنسية ونوعية وشخصية، فتكثرت النفوس بحسب قواها المختلفة، وتكثرت قواها بحسب أفعالها المفتنة، كما تكثر جسم العالم بحسب اختلاف أشكاله، وتكثرت أشكاله بحسب اختلاف أعراضه، فأفعال نفس العالم الكلية هي إدارتها الأفلاك والكواكب من المشرق إلى المغرب بالقصد الأول، وتسكينها مركزها الخاص بها؛ وأفعالها الجنسية ما يختص بكل فلك وكل كوكب من الحركات الست العارضة، كما بينا في رسالة السماء والعالم، وما يختص أيضاً بالأركان الأربعة التي تحت فلك القمر من الحركات الطبيعية، كما بينا في رسالة الكون والفساد؛ وأفعالها النوعية ما يختص بالكائنات المولدات التي هي الحيوان والنبات والمعادن وفعالها الشخصي التي تظهر من أشخاص الحيوانات وما يجري على أيدي البشر من الصنائع التي تقدم ذكرها.
وأعلم يا أخي بأن النفس جوهرة روحانية حية بذاتها، فإذا قارنت جسماً من الأجسام صيرته حياً مثلها، كما أن النار جوهرة جسمانية حارة بذاتها، فإذا جاورت جسماً من الأجسام صيرته حاراً مثلها. وأعلم بأن للنفس قوتين اثنتين، إحداهما علامة، والأخرى فعالة، فهي بقوتها العلامة تنزع رسوم المعلومات من هيولاها، وتصورها في ذاتها، فتكون ذات جواهرها لتلك الرسوم كالهيولى، وهي فيها كالصورة؛ وبقوتها الفعالة تخرج الصور التي في فكرها، وتنقشها في الهيولى الجسماني، فيكون الجسم عند ذلك مصنوعاً لها.
وكل متعلم علماً فإن صورة المعلوم في نفسه بالقوة، فإذا تعلمها صارت فيها بالفعل؛ وهكذا كل متعلم صنعة فإن صور المصنوعات في نفسه بالقوة، فإذا تعلمها صارت فيها بالفعل. والتعلم ليس شيئاً سوى الطريق من القوة إلى الفعل، والتعليم ليس شيئاً سوى الدلالة على الطريق، والأستاذون هم الأدلاء وتعليمهم هوالدلالة، والتعلم هوالطريق، والمعلوم هوالمطلوب المدلول عليه؛ فنفوس الصبيان علامة بالقوة، ونفوس الأستاذين علامة بالفعل، وكل نفس علامة بالقوة لا بد لها من نفس علامة بالفعل تخرجها من القوة إلى الفعل.
وأعلم يا أخي بأن كل صانع من البشر لا بد له من أستاذ يتعلم منه صنعته أوعلمه، وذلك الأستاذ من أستاذ له قبل وهكذا حتى ينتهي إلى واحد ليس علمه من أحد من البشر، فيكون عند ذلك أحد الأمرين، إما أن نقول إنه استخرجه بقوة نفسه وفكره ورويته واجتهاده، كما يزعم المتفلسفون، وإما أن نقول إنه أخذه عن موقف له ليس من البشر، كما يقول الأنبياء- صلوات الله عليهم.
وأعلم يا أخي علماً يقيناً أنه ليس من البشر أحد يحيط بعلم من العلوم، لا الأنبياء ولا الفلاسفة، ولا غيرهم، إلا بما شاء الذي وسع كرسيه السموات والأرض، ولا يؤوده؛ حفظهما وهوالعلي العظيم، وذلك أن الذين زعموا أنهم استخرجوا العلوم والصنائع بقوة عقولهم وجودة فكرهم ورويتهم، لولا أنهم رأوا وشاهدوا مصنوعات الطبيعة، فاعتبروها وقاسوا عليها، وكان ذلك لهم كالتعليم من الطبيعة، لما اهتدوا إلى شيء منها. والطبيعة أيضاً لولا أنها مؤيدة بالنفس الكلية، والنفس الكلية لولا إنها مؤيدة بالعقل الكلي الذي هوأول الموجودات من الباري- سبحانه- والباري - سبحانه- هوالمؤيد للكل كيف شاء، الذي هوصانع الأسباب، والمؤيد للب ذوي الألباب.
وإذ قد فرغنا من ذكر الصنائع البشرية وموضوعاتها وأغراضها وشرفها ومنافعها، فقد بينا أن خير صناعة تبلغ إليها طاقة البشر وضع الناموس الإلهي، وقد ذكرنا كيفيتها وشرائطها في رسالة الناموس الإلهي، فاجتهد يا أخي في معرفة أسراره، لعل نفسك تنتبه من نوم الغفلة، ورقدة الجهالة، وتحيا بروح المعارف العقلية، فتعيش بعيش العلماء الربانيين، وتنال نعيم عالم الروحانيين في جوار الملائكة المقربين مخلداً أبد الآبدين، فإن لم يستولك ذلك فكن خادماً في الناموس بحفظ أحكامه والقيام بحدوده، فلعلك تنجوبشفاعة أهله من بحر الهيولى، وأسر الطبيعة وهاوية عالم الجسام بالكون والفساد ذوي الآلام، وفقك الله وإبانا- أيها الأخ- للرشاد وجميع إخواننا حيث كانوا في البلاد، إنه كريم جواد، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على رسوله وآله.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04830 seconds with 11 queries