عرض مشاركة واحدة
قديم 12/04/2008   #2
صبيّة و ست الصبايا The morning
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ The morning
The morning is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
Chicago
مشاركات:
7,423

افتراضي


وفي عام 1918 وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، وتم جلاء الأتراك عن سوريا، وشهدت دمشق في ذلك العام قدوم الأمير (فيصل بن الشريف حسين) على رأس جيش الثورة العربية الكبرى، وهنا أحس عبد الوهاب أبو السعود أن منطلقه الفني يجب أن يبدأ مع منطلق سوريا في الميدان العربي، بعد تحررها من نير الحكم التركي، فراح يعد العدة للظهور على المسرح في عمل كبير، فلجأ إلى معروف الارناؤوط الذي كان يجيد الكتابة المسرحية، وطلب منه أن يكتب على جناح السرعة عملاً مسرحياً يناسب الأحداث، فكتب (الأرناؤوط) مسرحية جمال باشا السفاح، وهو أحد القواد الأتراك، وصاحب المشانق التي علق عليها الأحرار في السادس من أيار من عام 1916، وقد قام عبد الوهاب أبو السعود بتهيئة النص بسرعة مماثلة للعرض، فقد رأى أن دمج الفن بالقومية في عمل واحد من شأنه أن يفتح صدر المجتمع لأعمال فنية قادمة ورأى أن ذلك يخدم القضية القومية قبل أي شيء آخر، وقد شجعه هذان العاملان على افتتاح عمله المسرحي بهذه المسرحية.

قدم هذا العرض دعماً للعهد الوطني في صالة مسرح (زهرة دمشق) باسم نادي (الاتحاد والترقي)، وحضر العرض الأمير فيصل، وضباط الجيش العربي وأعيان دمشق، ورجالاتها، ولم يكن الحفل مقتصراً على العرض نفسه، وإنما كان مهرجاناً تكريمياً للأمير، ألقيت فيه القصائد والخطب.

وقد روى العرض المسرحي كيف حوكم الأبطال العرب (شهداء 6 أيار) من قبل الأتراك، وكيف تصرف (جمال باشا) بالنسبة لهذه القضية، وما هو دور الشيخ سعيد الباني فيها، وينتهي العرض بانتهاء الحرب، وانكسار تركيا، وقدم عبد الوهاب أبو السعود مشهداً خاصاً بين الفصلين الثاني والثالث، صور فيه كيف تم اعدام الأبطال العرب، وكيف عُلقوا على المشانق، فسلطت الأضواء الصفراء على وجوه الممثلين المعلقين على أعواد المشانق، بحيث شعر الجمهور برهبة، واستعاد الصورة الحقيقية لإعدام أبنائه، ورجال وطنه

كان النجاح الذي حققه هذا العرض، سبباً في ذيوع اسم عبد الوهاب أبو السعود في عالم التمثيل، وبحماسة غير عادية تابع ما بدأه. وخلال فترة الحكم الوطني القصيرة ما بين عامي (1918-1920) شهدت دمشق عدداً من المسرحيات التي قدمها عبد الوهاب أبو السعود، مستعيناً ببعض تلاميذه وأصدقائه. غير أن دخول القوات الفرنسية سوريا عنوة عام (1920)، قد حول عبد الوهاب من فنان ماض في رسالته الفنية، إلى مقاوم منخرط في الحركة الوطنية، ثم إلى رجل متوار عن الأنظار، بسبب ملاحقة السلطات الفرنسية له، وخلال هذه المرحلة سكت عن العمل المسرحي بعض الشيء، والتفت إلى الرسم.

من يومها صار القمر أكبر :)

______

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03276 seconds with 11 queries