الموضوع: حوارات
عرض مشاركة واحدة
قديم 26/01/2008   #249
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


/: حسنا , في ضوء هذه المجريات على الساحة الأدبية العربية , ما هو رأيك في الإعلام العربي وتعاطيه مع الأدباء ؟ وهل ترى عدلا في سلوكيات الصحف العربية التي تخصص زوايا أدبية على صفحاتها ؟ صار الإعلام بصورة عامة و الإعلام العربي بصورة أخص تجارة تدر على أصحابها الربح الوفير
حتى أن كثيرا من أصحاب وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية صاروا من بين أباطرة المال في العالم
و لا أستثني منهم العرب .
لذلك صار الإعلامي يجري وراء من يزيده أكثر في مدخراته من الدولارات و الأوروات .
لا يهم أن يكون لاعبا مشهورا في كرة القدم أو راقصة مغناجا أو مغنية كاباريه .

و لكنه ماذا سيجني من ربح من وراء أصحاب القلم من الكتاب والمبدعين؟

لا شيء تقريبا سوى وجع القلب .

لذلك يحرض أصحاب هذه الوسائل الاعلامية في الارتباط و ان فعلوا ذلك في بعض الزوايا الخاصة في جرائدهم ومجلاتهم الى استكتاب من توفرت له الشهرة من الكتاب
ليزيد في اقبال القراء على جرائدهم و مجلاتهم و ليزيد في دخلهم المالي لينال هو الآخر من فتاتهم .
/: أترى أن المقاييس التي يعتمد عليها النشر هي ذوق محرر الصفحة الثقافية وعلاقاته أم أن القيمة الأدبية الفعلية هي المقياس العادل والوحيد ؟

للنشر في الجرائد و المجلات المعتمدة في البلدان التي تحترم القراء أصولا أدبية و أكاديمية خاصة اذا كان الموضوع المطروق ذا قيمة عرفانية لذلك يحرص المحررون على استكتاب أصحاب الاختصاص
أما في بلاد العرب فالأمر مختلف .
فيمكنك مثلا أن تكون ذا مال أو جاه أو سطوة أو صديقا لفنانة أو مطرب شعبي أو رياضي مشهور حتى تدلي بدلوك في مثل هذه المواضيع و لو كنت كاتبا من الدرجة الرابعة خاصة وان الكتابة غير مدفوعة الأجر في جل الجرائد والمجلات العربية و إنما هي باب للشهرة لمن يظن أنه حين تظهر صورته في ركن من أركان جريدة ما و لو في الصفحات أنه حاز على قلوب الجماهير .
أما عن قيمة ما ينشر فحدث و لا حرج حتى أن أغلب من يحترم نفسه من القراء لا يلتفت إلى الجرائد العربية , إلا القليل القليل منها ليولي شطر وجهه جرائد الغرب رغم ما فيها من وبال على هذه الأمة المنكوبة
/: الانترنت والنشر الالكتروني وفرا جهدا كبيرا على الكثير من الكتاب بمختلف تصنيفاتهم, واختلف النقاد حول كتاب الانترنت بل وصل الأمر ببعض النقاد باتهام كتاب الانترنت بأنهم يعبثون أو يخرّبون الأدب..

فهل بنظرك هم على صواب وأن الانترنت حمل أثرا سلبيا على الأدب العربي أم أن لهذه والتكنولوجيا فضلا حقيقيا في دعم وتركيز التواصل الأدبي والفكري والارتقاء بالأدب العربي وليس الانحدار ؟

كثيرا ما كان الكتاب العرب يشتكون من عدم التواصل مع انتاجاتهم . وهذا الأمر صحيح بنسبة عالية لأنه من الصعب على كاتب مغربي مثلا التواصل مع كتاب المغرب العربي فما بالك بكتاب الأطراف كاليمن و عمان مثلا.
و لكن الشبكة العنكبوتية و فرت عنا عناء الاتكال على ما تجود به عنا بعض معارض الكتب من إبداعات لهؤلاء الكتاب فأصبحنا بضغطة بسيطة على زر الحاسوب نحل على رغباتنا و من كل أقطار العرب . كما صار بمقدور إرسال نصوصنا حيثما نساء و في طرفة عين .

هذه الايجابيات في التواصل لا تحجي سلبيات الأنترنات التي حولت الكل إلى كتاب في القصة و في الشعر خاصة . ف " ما كل من حرك المنشار نجار " و لكن " كل من دخل الانترنت تحول بمفعول هباءاته إلى كاتب يبحث له عن مكان في هذا الجهاز الرهيب .
أنا ضد التساهل مع هؤلاء . وكثيرا ما دخلت في مناوشات مع من يتوسل بالانترنت لانتزاع اعتراف بأدبية لا يستحقها . لأن الكتابة واحدة سواء كان الأمر على الورق أو على جهاز ال

إن للشبكة العنكبوتية فضل كبير على الأدب العربي خلصته على الأقل من الرقابة المسلطة عليه .
و لكن تبقى رقابة أخرى من المفروض أن تتحكم فيمن يتجرأ على هذا الوسيط ألا وهي الرقابة الذاتية التي يجب أن تتحكم في من يريد إبلاغ صوته إلى الآخر فلا ينشر إلا الجيد من النصوص التي تعبر عما بلغه من نضج في الأدب و الحياة .

فليس الجرم جرم الأنترنات اذا جعلنا الرديء من الأدب يسيطر على الساحة الثقافية العربية و إنما الجرم فيمن يستعملونها .
/: المنتديات على الشبكة العنكبوتية كثيرة جدا , حتى أنها تثقل كاهل الشبكة من كثرتها .. منها الغث ومنها السمين , ما هي مقومات المنتدى السليمة برؤيتك الخاصة وما العوامل التي يجب أن تتوافر في منتدى ما لضمان اعتباره قيّما وحضاريا وليس انحداريا ؟

المنتديات الأدبية على الشبكة العنكبوتية صارت الآن شرا لا بد منه .

لماذا قلت " شرا " و لم أقل " خيرا " لا بد منه ؟

لأنها و ببساطة كبيرة عمت الأمكنة والأزمنة و انتشرت كما لا يمكن للانتشار أن يكون
كانسة في طربقها كل يمكن له أن يعرقل امتداداتها .
فكل من توفرت له الفرصة الأدبية و المادية خاصة خاض التجربة .

و على كل فليس كل ما فيها رديء يل العكس تماما فهناك من المنتديات ما يشرف الأدب والفكر العربيين و هي خاصة تلك التي لا تتيح امكانية النشر على صفحاتها لكل من هب ودب .و إنما تطلب الأعمال الأدبية لتقرأ أولا ثم لينشر منها ما يستحق النشر .

ذلك أن الكاتب نرجسي بطبعه يظن أنه حين يحبر نصا أنه أتى بما لم يسبقه إليه الأوائل و لو كان في نظر الآخرين لا يستحق أن تضيع من أجله دقيقة واحدة من وقتك.

أما الإيجابي في هذه المنتديات فهو أنها تفسح امكانية للتلاقي بين الأدباء من المحيط إلى الخليج
و تمكن متصفحها من القراءة لمن كان يحلم بالوصول إليه مجرد الحلم كما تمكن النصوص الجميلة من الانتشار بسهولة ويسر دافعة الباب في وجه الرقابة التي طالما منعت الكتاب من الانتشار .
من الواجب إذن على من ينشئ منتدى على هذه الشبكة أن يوفر له عوامل النجاح كأن يجمع حوله لجنة للقراءة والتقييم و أن لا يترك الباب على مصراعيه لكل من هب ودب

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05717 seconds with 11 queries