عرض مشاركة واحدة
قديم 28/01/2006   #2
شب و شيخ الشباب ايلي صقلي
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ ايلي صقلي
ايلي صقلي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
19

افتراضي تتمة أمة فيروز للقمان ديركي


أشار الملازم إلينا وهو يحادث العميد ولكن العميد الذي نهض من على كرسيه البعيد عن فيروز وعوضاً من أن يتجه إلى الملازم وعثمان اتجه نحوي، نعم نحوي.. فقد كنت في تلك اللحظة قد أصبحت واقفاً بهيئة راكع بجانب فيروز، ووقف العميد إلى الجهة الأخرى من فيروز وقال لي: شو مشكلتك؟!.. نظرتُ إليه ثم قلت لفيروز "أنا بحب أبنك زياد"، نظرت إلى فيروز أنا ابن التاسعة عشرة عاماً وسبعة آلاف حالة ارتجاف وخمسة آلاف لون ممتقع وريق ناشف وملايين الملايين من ضربات آلة مسكينة تدعى القلب وقالت لي.. نعم.. قالت لي أنا لقمان ديركي ابن حسين وشاهي مواليد الدرباسية في 1/1/1966 ليلة رأس السنة في الساعة الثانية عشرة وثلاث دقائق.. نعم.. أنا هو الذي قالت له "وهو كمان بيحبك"، نظرتُ إلى العميد بفخر واعتزاز فوجدته في تلك اللحظة يحترمني جداً جداً..

نظر العميد إلى فيروز ثم قال لي بحنان، "شو القصة يا ابني"؟.. قلت له بأن صديقي سجين عندهم وهو لن يخرج إلا بأمر منه شخصياً وأنه وعدنا بإخراجه بعد انتهاء الحفل وأننا ممثلون ولدينا تصوير فيلم سينمائي في تدمر وأضفت بأنني شاعر أيضاً، قلت كل ذلك وأنا أنظر إلى فيروز، قالت لي فيروز.. نعم.. مرة ثانية قالت لي شخصياً "وليش محبوس" حاولت الإجابة ولكن سيادة العميد سبقني وقال لها باعتزاز شديد مبتسماً ومشيراً إلى نفسه "ضربني بقنينة المي على راسي"، نظرت فيروز إلي مستفسرة ومستنكرة ما حدث فخفضت نظري واعترفت لها بالذنب العظيم "أي مظبوط.. ضربه على راسه بالقنينة"، خاف العميد أن تزعل فيروز فقال لها "كانوا عم يلعبوا .. يعني مزح ست الكل"، نظرت فيروز إلي معاتبة وقالت لي بمزاح محبب بل وكادت أن تقرصني من خدي "أي بيستاهل.. لازم ينحبس.. معقول في حدا بيضرب الناس بالقناني بحفلتي"؟... ضحك الحاضرين جميعاً واكتشفتُ لحظتها أن أنظارهم وأسماعهم مشدودة إلى حديثنا بينما كان العميد يؤكد لهم بفخر شديد بأن العبوة وقعت على رأسه هو شخصياً. استغل العميد الحادثة كي يطيل المحادثة مع فيروز وقال لها "ست الكل.. أنا سامحته كرمالك .. وإذا بتسامحيه سيادتك رح بطلعه من الحبس"، نظرتُ إلى فيروز بتضرع كي تسامح أحمد.. استنجدت بعثمان فوجدته يمد يده إلى الطعام ويأكل ما تيسر منه.. بل وشاهدته يسرق حبتي أناناس ويضعهما في حقيبته الثقافية، تابعتُ نظرات التضرع ثم قلت لها.. لفيروز طبعاً.. "حضرتكم بتعرفوا أنوا أنا بحبو لزياد".. وفكرت .. طالما أنني أحب زياد فإنها ستعتبرني مثقفاً وبالتالي فإنها ستعتبر الحالة كلها لعب بلعب كما قال لها الضحية نفسه.. سيادة العميد..

نظرت إلي فيروز وقالت "خلص.. سامحته" ثم قالت للعميد "طلعوه".. انتفض العميد وأعتقدُ أنه ألقى تحية عسكرية لها وقال "حاضر سيدي" ثم قال للملازم "طلعوه" فألقى الملازم بدوره تحية عسكرية للعميد وقال "حاضر سيدي" وقال لي "يا الله أمشي معي" .. لم أمشي بقيت واقفاً، نظرت إلي فيروز مبتسمة وسعيدة بعد أن انتهت المشكلة وفجأة هجمت على يدها وقبلتها ووضعتها على رأسي ثم مضيت خلف الملازم ولمحت في غمرة سعادتي الخرافية عثمان وهو يأخذ صدر دجاجة على الماشي ويركض خلف الملازم.

كانت الساحة في الخارج خاوية تماماً إلا من باصنا المنتظر، وكان الأسير قد تحرر وهو يمشي بجانبي، صعدنا إلى الباص، وانطلق باصنا من جديد، جلس الجميع يستمعون إلى مغامرة أحمد في الأسر في سجون العدو الغاشم وهم يحيون صموده بينما كان عثمان يحاول أن يعرف كيف تؤكل حبات الأناناس دون جدوى، بينما كنت أفكر أنني قابلت الأميرة.. تحدثت مع الملكة.. بل إنها حدثتني أيضاً.. بل ابتسمت لي.. بل ضحكت لي.. كنتُ أنظر إلى الوجوه المرحة في الباص وأقول في نفسي.. "يا إلهي.. إنهم لا يعرفون من أنا.. لو عرفوا.. ماذا كانوا سيفعلون"؟.. نعم.. أنا هو.. بذاته.. من قابل الملكة.. بل وقبًّل يدها أيضاً.. نعم.. سأنجب الكثير من الأطفال.. فقط لأقول لهم أن والدهم فعل ذلك في ليلة خريفية من ليالي عام 1985.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03458 seconds with 11 queries