استحضرني مقطع من كتاب النبي .... للأديب الرائع جبران خليل جبران ...
اذا جاء أحدكم بالزوجة الخائنة الى المحاكمة، فليزن اولا قلب زوجها بالموازين، و ليقس نفسه بالمقاييس.
و كل من شاء ان يلطم المجرم بيمينه يجدر ان ينظر ببصيرة ذهنه الى روح من وقع الجرم عليه.
و ان رغب احدكم في ان يضع الفأس على اصل الشجرة الشريرة بإسم العدالة فلينظر اولا الى اعماق جذورها.
و هو لا شك واجد في ان جذور الشجرة الشريرة و جذور الصالحة و غير المثمرة متشابكة معا في قلب الارض الصامت.
اما انتم ايها القضاة الذين يردون الكل ابرارا، فأي نوع من الاحكام تصدرون على الرجل الامين بجسده السارق بروحه ؟
أم أي عقاب تنزلون بذلك الذي يقتل الجسد مرة و لكن الناس يقتلون روحه الف مرة ؟
و كيف تطاردون الرجل الذي مع انه خدّاع ظالم بأعماله، فهو مُوجَع القلب ، ذليل، مهان بروحه ؟
.
.
.
.
و انتم ايها الراغبون بسبر غور العدالة، كيف تقدرون أن تدركوا كنهها إن لم تنظروا الى جميع الاعمال بعين اليقظة في النور الكامل ؟
أدعى الناس الى الشفقة ذلك الي يحول أحلامه الى الفضىة و الذهب.. جبران خليل جبران
اذا كان العالم اشتراكيا بالفطرة و رأسماليا بالفطرة و ربما قوميا بالفطرة ... فهل يا ترى كان رجعيا بالفطرة ؟
لن نبق اسرى الماضي ...
|