[Nihal Atsiz]

أولا و قبل الحديث عن تركمان سوريا, لابد لنا من معرفة دلالة كلمة تركمان و ماذا تعني و هل هناك فرق بين التركمان و الأتراك:

الأتراك و التركمان: كثيرا ما يلتبس على الناس أمر هذين الاسمين و لذلك لابد من أن نوضح بأن التركمان هم شعبة مهمة من شعب الأتراك و وأما كلمة تركمان كإسم, فقد لازم تاريخيا مجموعتين شهيرتين من القبائل التركية و هي قبائل ( الأوغوز Oghuz ) و كذلك القارلوق (Karluk ).
وأما أصل كلمة تركمان فمختلف عليه:
فالكاشغري في كتابه ديوان لغات الترك يقر بأن كامة " تركمان " هي الكلمة الفارسية ( ترك ماننده Turk*manand ) وتعني "أشباه الترك" لأنهم كانوا أقرب الأتراك شبها بالايرانيين من حيث الملامح و السمات.
وتروي مصادر اخرى بأن أصل هذه الكلمة يونانية أطلقها الاسكندر المقدوني على القبائل التركية الرحل التي واجهها أثناء فتوحاته الشهيرة في بلاد ما وراء النهر .
وهناك من المؤرخين (كابن كثير في كتابه البداية و النهاية يرى ان اصل الكلمة عربي وهو ( ترك ايمان ) وأنه اطلق على من امن و اسلم من الترك وهذا الرأي مأخوذ عن بعض الجغرافيين المسلمين الأقدمين:
1- كالمقدسي محمد بن احمد في كتابه ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم)
ويؤيد هذا الرأي من العلماء المحدثين المؤرخ الغربي غولدن الذي يرى ان كلمة تركمان هي في أساس وضعها لم تكن ذات دلالة عرقية وإنما هي تحمل دلالة تكنيكية , فهي وضعت للاشارة الى تلك الكتلة من الشعوب التركية التي تحولت للاسلام.

على أن كلمة تركمان - كما هو متداول اليوم – تكاد تنحصر اليوم في قسم من الأتراك الأوغوز الذين لا يزالون يعيشون في تشكيلات قروية أو ريفية (ضياع وقرى) شبيهة بحياتهم الأولى التي كانوا عليها في بلاد التركستان.
فمن المعروف ان المواطنون الأتراك في جمهورية تركيا ينتمون في معظمهم الى قبيلة الأوغوز أي أنهم تركمان و لكنهم أغرقوا في الحياة المدنية الحضرية فأصبحوا يدعون بالأتراك.