طفل يرضع الخمر من ثدي الربيع
يرضع العار من صدر الوطن
يقرأ الأبجدية على أطلال المجد
يتعلم بأن أولى الحروف أهرقت على شرف الحرية
وأولى العبارات كتبت على جماجم العشاق
طفل اختصر أبجديته بحروف تحمل في ثناياها موته المبكر
أحبك وليذهبو للجحيم
***
هم أصحاب الضمير الخدر والاحذية الملمعة
يبيعون ارواحهم لقاء علبة تبغ
لقاء عود ثقاب
يبنون أمجادهم الصدئة على جثثنا المسجاة على أعتاب المبادئ
كم كنا حمقى حين اعتنقنى المثاليات
حين امتطينا المبادئ
****
دخان ومقصلة تلوح خلف جدائل شعرك الغجري
يغريني حزنك بالسجود ... بتلاوة صلاتي الاخيرة
قبل انعتاقي من سجن الجسد....
أعتصر قلبي المتقرح من الصمت الطويل
وأسمع وجيب سعالٍ اختبر ذاكرة صدري المشبع بالتبغ , بالآهات
الضالع بثقافة الكبت والصبر والموت البطيئ
***
على الرصيف أهذي كهارب محموم
ينفخ تشرين اوجاعي بتقلباته العصبية المراهقة
وجسدي عارٍ إلا من الظنون
إلا من وشم حبك المتعانق مع الفجر...
كانون يشق عباب الفصول في جعبته المزيد من الظنون
المزيد من الوحدة والالم....
خبئيني تحت جلدك يا حبيبتي...
وانثري شعرك على جراحي المتكاثرة كالجراد..
خلصيني من عقدة الخوف التي تعتريني...
من عقدة الخنوع.... من مذهب الشتات
من رذيلة الصمت
سلاماً ... سلاماً يا وطن الخمر والعواهر والاسنان المسوسة ......