الموضوع: أسبوع وكاتب - 3
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/02/2009   #23
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي



حوار مع ممدوح عدوان حول مسرحيته
" كيف تركت السيف "
أجرت الحوار: د.سمية زباش
قسم اللغة العربية وآدابها
-جامعة الجزائر-


سؤال: لنعد الآن للحديث عن مسرح ممدوح عدوان، ونقف عند واحدة من أبرز مسرحياتك، وهي: "كيف تركت السيف". والمسرحية، كما هو معروف، تقوم على محاكمة شخصية معروفة في التاريخ الإسلامي ألا وهي شخصية "أبي ذر الغفاري". والسؤال الذي يقفز إلى الذهن فيما يتعلق بهذه المسرحية هو: لماذا اختار ممدوح عدوان طريقة المحاكمة لطرح قضيته؟ وهل نستطيع أن نقول بأن المسرحية تمس المقدس في جانب من جوانبها؟
جواب: أولا: المحاكمة أسلوب في الكتابة، أعتقد أنها تحقق إثارة وتولد لدى المتفرج رغبة المتابعة. فأسلوب المحاكمة وفكرة المحاكمة، فيها حرارة حوار، ذلك أن المتفرج يبقى مستثارا ويريد أن يتابع ويعرف ماذا سيحدث خاصة وأن المحكمة تحاكم شخصا متفق عليه أنه جيّد وصالح، وهو "أبو ذر الغفاري". فحين نحاكم أبا ذر الغفاري، فنحن لا نمس شخصية أبي ذر، أي أننا لانمس المقدس، رغم أن هناك اقتراب من المقدس
سؤال: هناك، إذن، خلخلة للثابت في أذهان المتفرجين؟
جواب: فعلا، هناك خلخلة للثابت في ذهن المتفرج أو القارئ، صحيح أن أبا ذر الغفاري عظيم، لكنه ليس العظيم الذي نحتاجه الآن. فنحن الآن لا نريد شخصا عظيما، بل نريد تفكيرا عظيما. لقد كان أبو ذر الغفاري نقيا وشريفا ونزيها ومستبسلا... ولكنه كان وحده، أي أنه في النهاية سيكون شهيدا لا أكثر. ماذا سيفعل؟ ونحن لسنا بحاجة إلى شهداء، فتاريخنا مليء بالشهداء، شعوبنا كلها شهداء، نريد أبطالا يعملون ولا يموتون. هناك حوار يتم في المسرحية حول هذه الفكرة: "مختلفون طوال العمر بين الفعل وبين الكلمة..."، بين أن تكون أنت مثلا أعلى أي أنت موجود في "الفترينة" vitrine ينظر إليه بعظمة ولا يمكن الاقتراب منه، وبين أن تكون مثلا أعلى يمكن تقليده. الأفضل أن يكون مثلا أعلى يمكن تقليده، أي أنه شخص عظيم لكن نستطيع، مع ذلك، أن نكون مثله. لدي مسرحية عنوانها: "زيارة الملكة" تدور أحداثها حول شخص مصاب في الحرب، يفقد ساقيه، وهو إنسان بسيط وعادي، فيحتفل به على أنه بطل، لأنه قام بعمل بطولي شجاع، وظل يصر على أنه إنسان عادي. والكورس (السلطة) في المسرحية يريد أن يصر على أنه إنسان استثنائي. وهو يقول: أخي أنا إنسان عادي، فسئل: لماذا تصر على أنك إنسان عادي وأنت بطل؟ فيقول: لأنني حين أكون إنسانا عاديا يكتشف جميع الناس العاديين أنهم يستطيعون أن يصيروا أبطالا. أما إذا عملنا من البطل شخصا مقدسا واستثنائيا فإنه يصبح فوق الناس، ويصبح وجوده تعجيزا للناس أكثر منه محررا. فأبو ذر الغفاري في المسرحية يحاكم من هذه الزاوية، لماذا أصررت أن تبقى وحدك؟ وتنتهي المسرحية بأن يتعلم أبو ذر الدرس، وحين يكتشف أن خصومه غيّروا ملابسهم وعصرهم وأسلحتهم، يكون الدرس أن تغير أنت أسلحتك وشكلك. ولكن يجب أن تستفيد من الدرس جيدا. انزل بين الناس وتعلم كيف تعمل معهم.
سؤال: ألا يوحي هذا بأن ممدوح عدوان يريد من جهة أخرى، أن يقيم محاكمة أيضا للمثقف العربي؟
جواب: هناك شيء من هذا، دون شك، هناك تنويع على هذه المسألة، فالمثقف العربي يستيقظ دائما وقد فات الأوان.
سؤال: أو يتحدث كثيرا، وعندما يحين أوان الفعل لا يفعل شيئا.
جواب: فعلا، فهو يتحدث بأمور بعيدة عن الفعل
سؤال: كذلك هو الشأن بالنسبة لأبي ذر الغفاري الذي اعتمد الكلمة دون الفعل لاسيما وأن الزمن لم يعد زمن الكلمة.
جواب: فعلا، فخلاصة المسرحية لم تؤذ أبا ذر الغفاري، فقد ظل محترما في نهاية المسرحية، لكن نحن نبحث عن وظيفة جديدة، عن الفعل الثوري، فهو كان شخصا صالحا ولكنه كان يفتقر إلى الفعل الثوري.
سؤال: هل ثمة سببا معينا وراء اختيار ممدوح عدوان لهذه الشخصية بالذات؟
جواب: أنا حين أذهب إلى التاريخ أتمنى أن أجد شخصية يعرفها الناس جميعا، ولا أشغل نفسي بشرح هذه الشخصية. فأنا عندما أقول: "أبو ذر الغفاري"، فإن الكل يعرف من هو أبو ذر الغفاري. وبالتأكيد حين يخرج إلى المسرح ويقول: أنا أبو ذر الغفاري، هناك خلفية مشتركة لدى الجمهور، وهو يعرف من هو هذا الشخص، متفق عليه، ثم نبدأ مباشرة بالدخول في الموضوع، بدلا من أن نمهد، طبعا، من هو هذا الشخص؟ وأين عاش؟ وكيف ولد؟...الخ
سؤال: هناك صدمة بالنسبة للجمهور في هذه المسرحية، ماذا يريد ممدوح عدوان من خلالها بالضبط؟
جواب: صحيح هناك صدمة في النص، لكن حين نحدث صدمة للمتفرج، فنحن نريد أن نهز الثوابت في نفسه، وأن لا يقبل أي شيء على أنه مسلم به. ففي مسرحية "ليل العبيد"، مثلا، نجد "وحشي"، العبد الذي قتل الحمزة، سيد الشهداء، شخصا ملعونا طوال التراث، لكنني أقدمه كشخصية درامية تراجيدية تثير الشفقة، فهو أساء، فعلا، وهو نادم على ذلك، لكن لم يعد لديه حلا، وهو حتى حين ذهب إلى رسول الله، قال له: "داري عني وجهك". إنه شخص أغلقت الدنيا في وجهه. ففي الدراما، إذن، وهذا ما نعلّمه في الكتابة الدرامية، أي أننا حين نتعامل مع شخصية ليس المهم أبدا أن نحكم على هذه الشخصية، بل المهم أولا أن نفهم هذه الشخصية. والمتفرج يجب ألا يكون في ذهنه أن هذا الشخص سيء أو جيد، شرير أو طيب. بل يجب أن يعرف، وهذا هو الأهم، كيف يتفهم هذا الإنسان فيراه أحيانا مخطئا وأحيانا أخرى جيدا.


انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05543 seconds with 11 queries