الموضوع: تطرف الضحية
عرض مشاركة واحدة
قديم 23/01/2009   #26
شب و شيخ الشباب توم و جيري
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ توم و جيري
توم و جيري is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
syria
مشاركات:
1,309

إرسال خطاب MSN إلى توم و جيري
افتراضي


النظرة العامة لظاهرة التطرف هي نتاج فكر تكفيري ديني بيد أن الأمر لا يقف عند التعميم بهذه الصورة دون معرفة حقيقة الأسباب والدوافع وراء التطرف وآثاره. بداية لابد من تعريف موجز للتطرف. فهو الخروج على المألوف بالمغالاة في الرؤى والسلوك انطلاقا من منهج خاطئ يقوم على مواجهة ما يراه البعض تطرفاً بتطرف أشد، وأصحاب هذا النهج لا يقبلون الرأي الآخر. لقد وصل الأمر حد الظاهرة في عصرنا فلم يعد التطرف حالات فردية على المستوى الاجتماعي والسياسي بل طوفان يريد حرق الأخضر واليابس وهو في حقيقة الأمر مدمر لنفسه وللآخرين يصل حد العدمية في النظر للأمور الدينية وغيرها. إن إمعان النظر في التطرف المعاصر يجعلنا نقول بأنه لا يقتصر على مجال دون آخر، فهناك تطرف فكري في المجال الديني والسياسي، وهناك تطرف اجتماعي في سلوك البعض وعلاقتهم بالآخرين، وهناك تطرف في المجال الاقتصادي في التعامل المادي البحت بعيداً عن الاعتبارات الإنسانية،


تطرف في الملبس والمأكل والتعامل. الأمر الذي يجعلنا نتساءل هل يحدث ذلك نتيجة الواقع الذي نعيشه والذي يشهد اختلالاً على مستويات عدة فانعكس على سلوك الأفراد والجماعات ليصل حد التطرف؟
لقد شهدت جميع الشعوب في تطورها التاريخي أنواعاً من التطرف لكن ما نشهده اليوم في حياتنا العربية وفي مناطقنا وبخاصة التطرف الديني يحتاج إلى وقفة تأمل وتحليل لمعرفة الدوافع الحقيقية ثم أبعاد هذه الظاهرة التي تهدد كثيراً من المنجزات الإنسانية والحضارية كما هددت وتهدد حياة الكثيرين الأبرياء من البشر في مجتمعاتنا.
هناك ثلاث كلمات تشكل مراحل التطور لهذه الظاهرة عموماً هي: التعصب، التطرف، الإرهاب.لا يمكن أن يكون هناك تطرف بدون التعصب لأيديولوجية أو لقبيلة أو لطائفة وهذا التطرف لا يقف عند حد المغالاة والتنظير المتطرف بل يلجأ إلى التعبير عن نفسه بممارسات على أرض الواقع قد تصطدم بالقانون وبالمصالح العامة للأفراد والمجتمع وبحياة الناس أيضاً من هنا يتحول ذلك بطبيعة الحال إلى إرهاب.
يرى البعض بأن أسباب ودوافع التطرف اجتماعية واقتصادية كأن يرى فرد أو مجموعة ظلماً اجتماعياً أو اقتصادياً فيقرر حسب مفهومه إزالته مستخدماً مبررات هي من تراث المجتمع ومعتقداته مثل النصوص الدينية باجتزاء لا يراعي حقيقة مفهوم النص من جهة، ولا يتواءم مع تطور العصر الذي يستوجب فهماً متطوراً للنص، وأحياناً كثيرة يحمل النص ما لا يحتمل مثل قوله تعالى »وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل« المقصود هنا الكفار المعتدين لكن السؤال من هم الكفار؟ وهل قتال المسلمين يجوز بمفهوم هذه الآية الكريمة؟
أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم »من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان« الاختلاف هنا ما هي طبيعة المنكر؟ وهل قتل الأبرياء بالسيارات المفخخة هو عمل ضد المنكر؟
المسألة تكمن في أن ثقافة أحادية تغرس في الناشئة. ولنلاحظ أن 90% من الذين يقومون بهذه الأعمال المتطرفة هم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين، حيث تجلس القيادات ممن هم في سن أكبر في السراديب تخطط، وترسل هؤلاء الشباب إلى الهلاك بعد شحنات ثقافية موجهة ومتطرفة مستغلين الفراغ الثقافي والاجتماعي الذي يعيشه هذا الشباب في حياتنا المعاصرة.
نعم إن بعض الأسباب تعود إلى حالات الإحباط واليأس نتيجة أوضاع اجتماعية أو اقتصادية بيد أن الأمر مختلف عندما نرى أن من بين هؤلاء المتطرفين شباباً يعيشون حالة اقتصادية جيدة، ووضعاً اجتماعياً مستقراً نسبياً.
الإشكالية ثقافية تكمن في وجود جماعات لها فكر متطرف تعمل جاهدة على غرسه في الناشئة في المدرسة، ومن خلال بعض الجمعيات والنوادي والمساكن المؤجرة بعيداً عن رقابة الدولة ومؤسساتها. ولعل هناك مزاجاً إن جاز التعبير لدى بعض أولياء الأمور الذين يعلمون بأن أبناءهم ينخرطون في منظمات وجماعات متطرفة هو ليس في ذلك ضير ما دام يشغل فراغهم، ويبعدهم عن الانحراف والمخدرات وغيرها! ولا يدرك هؤلاء أن النتيجة واحدة.
الانحراف والمخدرات يؤديان إلى تدمير حياة الإنسان وكذلك التطرف الإرهاب يؤديان إلى تدمير حياة الإنسان، لكن التعليل هو أن التطرف الإرهاب الذي سمي جهاداً ظلماً تكون نتيجته دخول الجنة والظفر بالحور العين دون معرفة هذا الشباب المغيب، والذي أخضع لعملية غسيل المخ للأدلجة المتطرفة بأن هذه الأعمال تقود إلى النار وليس إلى الجنة خاصة إذا عرضت حياة الأبرياء للخطر.
ما نريد تأكيده هنا أن ظاهرة التطرف ليست دينية فحسب فقد تكون سياسية أو اجتماعية مادام أساسها التعصب لكن عصرنا يشهد تطرفاً دينياً في مجتمعاتنا، وهذه بدون شك مرحلة لن تستمر، وقد مرت شعوبنا بأنواع أخرى من التطرف في الماضي وكذلك الشعوب الأخرى سواء كان ذلك التطرف عرقياً أو دينياً أو سياسياً، وراح ضحيته أعدادا كبيرة من الأبرياء الذين ليسوا طرفاً في الصراع والتعصب، ومعظم هؤلاء الأبرياء من عامة الناس والفقراء.
إن مشكلة العديد من أطروحاتنا محاولة وصف الحالة أو تشخيصها دون وصف العلاج لها ولذا لابد من الاجتماع في اقتراح حلول لمثل هذه الظاهرة.
بداية لابد من الاعتراف بوجودها، وعدم إنكارها لاعتبارات اجتماعية أو سياسية. ومن ثم لابد من معرفة حجم الظاهرة وآثارها. وتأتي بعد ذلك خطة المعالجة التي تقوم أساساً على وجود ثقافة الحوار والاعتراف بالآخر،
وثقافة التسامح بالتركيز على الناشئة في المراحل التأسيسية للتعليم لكن المشكلة تكمن في أن بعض المعالجات لدى دولنا تحاول ذلك من خلال الجماعات المتطرفة والأفراد المتطرفين أنفسهم، ولدى هؤلاء مقدرة على التكيف لإجهاض عملية مواجهة تطرفهم بالدخول في نسج مؤسسات الدولة أو المجتمع المدني بحجة أنهم يحملون لواء التسامح، وتكون النتيجة أننا نبدأ باستمرار من نقطة الصفر، وتستمر ثقافة التطرف، وتتراجع في المقابل ثقافة الحوار والتسامح.
ذلك لا يعني اليأس في مواجهة هذه الظاهرة من قبل دولنا لكن الأهم دور النخب المثقفة والمستنيرة في مواجهة هذه الظاهرة في مجتمعنا عن طريق مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المتاحة وكذلك عن طريق تعديل مناهجنا الدراسية التي احتوت على الكثير من النصوص والتفسيرات المتطرفة أو التي توحي بذلك،
ومن مسؤولية الدولة وأجهزتها مراقبة الجماعات الحاضنة للتطرف فلدى هذه الجماعات مقدرة اسفنجية على الامتصاص والتكيف عندما تواجه ضغطاً رسمياً أو شعبياً في خروج الخلايا النائمة إلى بلدان أخرى أكثر أمناً لنشاطها.
هل نحن قادرون على مواجهة التحدي أم سيسجل التاريخ عجزنا عن زرع ثقافة بديلة تقوم على الحوار والتسامح والاعتراف بالآخر؟ إن الشعوب التي تضعف فيها ظاهرة التطرف أو تنتهي من المؤكد أنها قد نضجت فكرياً، وتقدمت حضارياً



منقول بس هو تلخيص عن رايي وشكرا ....

أحتاج إلى عاصفة...
تنسيني آثار السكون...
وأنتِ يا سمراءُ عاصفتي
...معذبتي .. قاتلتي..
يا جميلة العيون
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03740 seconds with 11 queries