17 - وحش جميل
المرض ذو الشوارب العائمة
يترصّدني
كلّما تتلاقى عيناي اسفل المائدة
يده الموسيقيّة الطويلة
تختبئ بين نهدي
وتخنق الدُمّلة
في البيضة
انفي يسيل وكأنه مجرى
شعري يتساقط حزناً
ونـَتانة الإذلال الطوعي
تعذّبني
أفخاذي تطير عالياً
محارٌ مفتوح، فراء أملس
داعياً الثغورَ الطرية
المقصّاتَ وأحصنةَ البحر ذات المخالب النهمة
ليتقاسموا ملذّاتَهم
ابتساماتَهم، اقفاءَ اكمامِهم
وازرارَ شبابِهم
المُتقيّحة!
إنّها تـَثْلج يا قناعاً جميلاً
والسجّاد الذي لا يُسْبَر، صمتُه الساخر
يغلق عـينيكَ الحجريتين
ذا أنا أبكي لكن ما الفائدة
امرأة شائخة في الثلاثين
دوامة النعاس تثبّت شعري على عنقي
الثلج يتساقط مريضاً والعطش يسـيّر
أصابعَهُ الطويلة المزيّنة بالريـش
فوق جسدي
أصرّ أسناناً هـائجةً مِن أن يُعرَفَ امري
لم يبق سوى جدار بيني والداء
سوى حجر مغطى بأخر الأوراق!
18
على الرمل الأبيض زنجيّةٌ ميّتةٌ
بلا أفكار ولا رائحة ولا ثياب
بين فخذيها يتسلّل الريحُ
تضغط الشمس شفاهاً حارقة
فوق خاصرتها المرضوضة
فوق عينيها المفتوحتين
جيئةً وذهاباً يترصّد الموجُ الخبيثُ
لذّتَها!
19
اِفتح أبوابَ الليل
تر قلبي معلّقاً
في الصِوان الذكيّ برائحة الحـب
معلّقاً بين ملابس الفجر الوردية
مقروضاً بالعثّ، الأوساخ والسنوات
معلقاً بلا ثياب، سلخه الأملُ سلخاً!
قلبي ذو الأحلام الغرامية
لا يزال حيّاً!
20
أريد أن أتعرى أمام عينيك المغردتين
أريد أن تراني أصرخ لذةً
أن تتلوى أطرافي تحت وزن جد ثقيل،
أن تدفعك إلى أعمال كافرة
أن يتعلّق شَعري الأملسُ،
شَعرُ رأسي المُهْدى
بأظافرك المقوّسة غيظاً
أن تقفَ أعمى ومؤمناً
ناظراً من فوق إلى جسدي المنتوف الريش!
21
فليستفزك نهداي
رغبةً في غضبك
أريد أن أرى عينيك تتثاقلان
ووجنتيك تبيضان والوهن يعتريهما
فإني أبتغي ارتعاشاتك?
أريدك أنْ تنفجر بين فخذي
أنْ تُلبَّى رغباتي على الأرض الخصبة
لجسدك البلا حياء