22 - الدِرْع
لو أمطرت الحرب فوق تلاطم الموج والسواحل
لذهبتُ لملاقاتها مسلّحةً بوجهي
معتمرةً نحيباً جـسيماً
لتمددتُ منبطحةً
فوق جناح قاذفة القنابل
ولأنتظرتُ
لو احترق الأسمنت على الأرصفة
لأتّبعتُ مسارات القنابل بين تكشيرات الجموع
ولألتزقتُ بالأنقاض
مثل خصلة شَعر على عارٍ
لحرستْ عيناي نطاقات الدمار الممدّدة
لسكتتْ إلى جانبي جثثٌ
لها بصيصُ شمسٍ ودمٍ
لخُضْنَ سائلَ الحياة الـبشرية الحلو
ممرضات في قفّازات من الجلد
ولاشتعل المحتضرون
وكأنهم قصور من القش
لغطستْ الأعـمدةُ
وثغا النَجْمُ
بل لأُبْـتِلعت سراويلُ الصوف
في الفضاء الفسيح؛ فضاء الخوف
ولضحكتُ حتى تبدو نواجذي بنفسجيةً
من الانتشاء الحماسي الهستيري الخصب
لو أمطرت الحرب فوق تلاطم الموج والسواحل
لذهبتُ لملاقاتها مسلّحة بوجهي
معتمرةً نحيباً جسيماً!
23
عاريةً
أطوف بين الحطام ذات الشوارب الفولاذية
الصدئة بـأحلام يقطعها عليها
نعيبُ البحر الرخيم
عاريةً
أقتفي أمواجَ الضوء
الراكضة فوق رمل مفوَّف بجماجم بيضاء
صامتةً أحوّم فوق الهاوية
الصقيع الثقيل الذي حمّل به البحر جسدي
وحوشٌ أسطورية لها ثغور آلة البيانو
تـتكئ على المهاوي مرتاحة في الظل
عاريةً أنام!