عرض مشاركة واحدة
قديم 16/11/2007   #3
شب و شيخ الشباب ASH
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ASH
ASH is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
للأسف مابعرف وين الله حاططني!!!
مشاركات:
3,680

إرسال خطاب MSN إلى ASH
سوريا الجزء الثالث


الإرهاب يقاوم في كل مكان يظهر فيه وفي أية صورة يظهر فيها ويحارَبُ في الأصول المولِّدة له.
أولا: التفسير المخطئ للدين هو إحدى هذه الأصول. ومن ثم الضرورة للتربية الدينية الصحيحة التي تجعل الديانة طاقة بناء للحياة والتعاون مع الآخر، ولا سيما في هذا العصر الذي لم تبق فيه ديانة ما وحدها في أي بلد في العالم. بل أصبحت الديانات تتجاور في كل مكان تقريبا. فأصبح من الضروري أن تحدد التربية الدينية مواقف المؤمنين ممن لا يدينون بديانتهم. وهناك اتجاهان ممكنان: إما اعتبار الآخر في الدين الآخر كافرا وخصما وإما اعتباره خليقة لله، ومن ثم فهو إنسان يجب قبوله واحترامه والتعاون معه ولو كان مختلفا في موقفه الديني، وذلك بغض النظر طبعا عن موازين القوى المادية أو العددية. ويُتَّهَم الإسلام اليوم بأنه يسير في الاتجاه الأول فيربي المؤمنين على أن الآخر في الديانة الأخرى هو كافر وخصم، وبذلك فهو يغذي إرهابيين. وهذه هي الصورة التي يقدمها مع الأسف الإرهابيون اليوم معلنين ومصرحين أنهم باسم الله وللدفاع عن الدين يسيرون في سبل الموت التي اختاروها. وأمام هذه الظاهرة نقول إننا جميعا مسؤولون في كيفية فهمنا لديننا، وكيفية توجيه الأجيال الصاعدة في التربية الدينية ولا سيما في ما يختص بالمؤمن المختلف في عقيدته وإيمانه.
الديانة المسيحية، في قسم كبير من الغرب، ومنذ الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، تعثر بها أهلها وثاروا عليها، وبدل إصلاح المؤمنين حكموا عليهم بالموت وأزالوا الديانة من الحياة العامة، ليصبح الناس في الحكم، حكاما ومحكومين، سواسية مهما كانت عقيدتهم، أكانت مختلفة أم كانوا منكرين لكل إيمان. ونقول إن هذا الموقف أيضا لا يكفي ولا يبرئ الإنسان من شر الحروب والتعثر في التعامل مع الآخر. الديانة لا تُلغَى من حياة البشرية. ولكن إيمان المؤمن بحاجة إلى تنبيه وتوعية مستمرين لكي يبقي الإيمان لديه طاقة للحياة لا للموت، وليس طاقة تغذي النعرات المخاصِمة والمولِّدة للحروب والمجابهات.
ثانيا: العالم اليوم بحاجة إلى نظام عالمي جديد فيه مساواة بين الشعوب في توزيع الثروات والتصرف بها، ليس على أساس شعوب قوية وأخرى ضعيفة. بل على أساس شعوب تتمتع كلها بالكرامة نفسها وتتعاون بالتساوي لتبني عالما أفضل، لا يخضع فيه بعضها لبعض على أساس القوة والمصلحة القومية الذاتية. جاء في الوثيقة المجمعية "الكنيسة في عالم اليوم": إن تضامن الجنس البشري اليوم يفرض إقامة تعاون دولي أعمق في الحقلين السياسي والاقتصادي. فبالرغم من أن جميع الشعوب تقريبا نالت استقلالها السياسي، إلا أنه يلزمها حتى الآن أن تتحرر من التباين الشاسع في الحالة الاقتصادية ومن الخضوع المفرط لقوى اقتصادية عالمية تتحكم بها. ما زال العالم ينتظر وضع حد للفروق الراهنة بين شعوب متخمة وشعوب جائعة. ولإرساء نظام اقتصادي عالمي حق يجب أنه يوضع حد لجشع الأرباح الطائلة والمطامع الوطنية الأنانية والرغبة في السيطرة السياسية والاستحكامات العسكرية... (راجع وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني، الويقة "الكنيسة في عالم اليوم" فقرة 85).
خاتمة
وخلاصة القول إن من أراد صادقا استئصال الإرهاب يجب أن يبتدئ بذاته الداخلية، ويرى هل فيها أصول تؤدي إلى الإرهاب. ثم ينظر الحكام ولا سيما حكام الدول الكبرى والمسيطرة على مقدرات شعوب العالم إلى مواقفهم، ليروا ما في مواقفهم وإملاءاتهم على الشعوب من أخطاء أو مقاييس مزدوجة تولد الإرهاب. من هنا يبدأ استئصال الإرهاب في الأسرة البشرية اليوم. لا شيء يبرر الإرهاب. ولكن هناك أسبابا تغذيه ولا بد من القضاء عليها.
قال السيد المسيح: "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إلى البِرِّ، فَإنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. وطُوبَى لِلسَّاعِينَ إلى السَّلامِ لأنَّهُمْ أبْنَاءَ الله يُدْعَوْن(متى 5: 6و 9).
رؤيتنا المسيحية الأساسية هي أن الله هو خالق الجميع، الأفراد والشعوب كلها. وكرامة كل إنسان هي من كرامة الله. وكلنا متساوون في هذه الكرامة. وفي هذا تتأصل المساواة بين الشعوب والأفراد في الحقوق والواجبات. وبناء على هذا لا بد من أن يعترف كل واحد بحقوق الآخر، بل ومن واجبه ألا يعيق الآخر في تتميم واجباته وتحصيل حقوقه. كل فرد وكل شعب يحق له ويجب عليه أن يطالب بجميع حقوقه إذا ما وقع عليها اعتداء، ومن واجبه وحقه أن يتمتع بكامل حريته لتتميم جميع واجباته والدفاع عن جميع حقوقه. بل ويجب مساعدة كل فرد وكل شعب في سعيه في طلب العدل، لأن تحقيق العدل يؤدّي إلى تحقيق السلام للجميع. من غير العدل، أي إذا هُضمت الحقوق وبقيت مهضومة، تبقى طريق السلام مسدودة. الفقر والحرمان والإذلال تربة خصبة تولد الإرهاب. وكذلك تربية دينية منغلقة على ذاتها ورافضة للآخر. كل واحد منا مسؤول عن الحياة والموت في بيئته ومجتمعه وفي العالم: الإنسانية بحاجة إلى بناء عالم جديد وهي قادرة إن قصدت، نحن بحاجة إلى بناء عالم جديد على هذه الأرض نفسها، بحسب ما جاء في الكتاب المقدس: " للموت لن يبقى وجود بعد الآن ، ولا للحزن ولا للصرخ ولا للألم ... لأن العالم القديم قد زال" (رؤيا 21: 4). نرجو أن يكون عالم الإرهاب هو العالم القديم الذي يزول فنرى إنسانية واعية مدركة لجميع واجباتها وحقوقها متمتعة بكرامة متساوية، وشعوبُها متكاتفة لا للموت بل للبناء والحياة.

卍»•ஐThere Is No SadnesS Without Joy,And There Is No Joy Without Pain ஐ•«卍
كيف اتوبك يا اطهر ذنوبي و اوقف عند حدي و انت ذنب لا غفره الله لي ولا لي عنه توبه
كتب الله أن تكون دمشق بك يبدأ وينتهي التكوين
أهي مجنونة بشوقي إليها هذه الشام أم أنا المجنون
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04998 seconds with 11 queries