[قرصان الأدرياتيك]

صباحُ الخير...

كيفَ الحالُ يا عزيزي يمو عاللمبة؟! لم أتوقّع عودتك وخاصّةً بسبب سيوف الأصدقاء المسلّطة عليك!!!
فأمّا وقد عُدتَ فأهلاً بك ومرحباً...

هذه الليلة يا صاحبي افتقدتُ النّومَ فبعدَ أن رقدتُ في الرّابعة والنّصف على صوت المؤذّن يدعو إلى الصّلاة ويقول: "الصّلاةُ خيرٌ من النّوم"، تقلّبتُ كثيراً ولم أتزحزح عن محاكمة الضّمير، وأنا أتذكّر كيفَ أغلظتُ في القولِ عن المنسّقين والمشرفين في صفحةِ البريدِ، وكيف كان ردّي قاسياً على يوميّات اسبيرانزا... سامحني الإله!!!

ما علينا... دعنا من ترّهات أحكامي ولنأتِ على إجابتِك الأخيرة.

أنتَ تتحدّثُ هنا يا صديقي عن حجبٍ جزئيّ وهذا يجعلُ الأمرَ يختلف كثيراً، لأنَّ كلَّ ما سبقَ، ومن بينه مشاركتي، تكلّمَ وحاورَ وناقشَ في الحجب الكامل، هذا الذي جاءَ في المشاركة الأولى من الموضوع، إذ كتبتَ تقول:
"مرحبا يا قوم لما انحجب أخوية ليش الكل عارضوا الحجب ومافي حدا أيده ؟ ولا في حدا أيد بس خايف يحكي مشان ما حدا من الإدارة يوقفله عضويته ؟؟؟؟؟المنتدى متل مجتمع شفنا المعارضين بس وين المؤيدين للحجب ؟!".
ولهذا يا عزيزي فردّك على إجابتي لا يتساوى معها لاختلاف الموضوع بين الحجبِ الكليّ والجزئيّ.

سألتُك أن تعطيَني سبباً واحداً يُمكن لأيّ كان أن يؤيّدَ معه الحجبَ فجئتني بهذا المثال:
وهو اعتقالُ أحد الذين أحبُّ. أنتَ ألقيتَ اللائمةَ على الموقع وأنا ألقيها على صديقي قليل الحذرِ. ولا يُمكن يا عزيزي يمو عاللمبة أن نختزل منتدىً فيه الآلاف أو المئات أو حتّى العشرات يكتبون في قضايا مختلفة، بشخصِ واحدٍ مهما كانت صلتي به. وأنتَ أعلمُ أنَّ الصّلات تتوقّف أمام العلم والمعرفة، وإلا كان كلامُنا على ما قلتَ من الانحياز والخوف من الإدارة وعقوباتها.

أجدُ يا عزيزي أنّك لا تستطيع أن تثبتَ الأسباب التي قد تؤدّي بأحد الأعضاء إلى تأييد الحجب ولو على سبيلِ الفكرِ، كما سبق وأشرتَ إلى ذلك مراراً وتكراراً. لأنَّ الأسبابَ جميعها تبطل أمام وجوده أو عدمه. وإذا قبلتُ معك بنظريّة الحجب الجزئيّ، فأيّ طعمٍ يبقى للأخويّة وأيّ لونٍ يجعلها تتميّز عن بقيّة المنتديات؟!

الجميعُ يعلمُ أنَّ الشرقيّين بأطباعهم وعقليّتهم المحدودة نوعاً ما يمنعون التحدّث في مسألتين اثنين:
السّياسة والدّين! وبما أنَّ الحوار الدينيّ، ويا للأسف الشديد، باتَ ممنوعاً في هذا الحيّز الإلكتروني الحرّ، بقيت المسائل السياسيّة، فإذا منعت هذه أيضاً بحسب مقولتك، فعلى الأخويّة السّلام!!!

أتركك بخير يا عزيزي وأرجو أن تبقي لمبتَك منارةً ليستطيع كلُّ من حولك أن يرى فيسلكونَ سبلَ الحقّ بخطىً ثابتة شجاعة .
فليُباركُ إلهُك نهارَك هذا.