عرض مشاركة واحدة
قديم 31/08/2009   #12
صبيّة و ست الصبايا sweetangle
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ sweetangle
sweetangle is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
المطرح:
in atlantis
مشاركات:
136

افتراضي العيد مرّ من هنا


كيف أصف لكم هذه المرأة من دون أن أفتح نوافذ الحلم..
وأدعكم تنظرون إلى بحيرة عميقة من الوداعة..
وحيث تبدو السماء صافية، تهب عواصف من رمال لا تعرف الهدوء،
ولا تتقن الاسترخاء.. كأنما تسكن الرياح مسام جلدها...

وحين تسند رأسها فوق كتفي،يأكلها الخوف.. وأصبح أنا متهماً بإحراق الأشرعة..
ويصبح الصمت لغة القبائل النائمة بيننا.. وها هي نائية..
أبعد من واحة خلف صحراء.. أبعد من محيط خلف بحر..
والنأي بيننا يشبه حقول سنابل أنضجتها الشمس.. ونام الحاصدون عن مناجلها..
هي المرأة التي لا أخجل من دمعي فوق كفّيها، لأني أبكي بدلاً عنها،
مثلما هي كانت تفعل في أمسيات الجنون...
ودعوني أصف الوجع الممتد تحت أصابعها..
والوقت الراشح من غضبها.. وأرسم على دفّة الغروب­
هي تعشق المط... والغروب ­لون جنونها، ولون عينيها..
ولون الرائحة المنبثقة منها.. رائحة لا تشبه أية رائحة في العالم..
رائحة ينابيع تنبثق من صحرائي.. وجداول من بدايات مريبة...
وأقول إن العيد مرّ من هنا.. العيد مرّ بيننا..
العيد مرّ ونسي جراحات الحنين.. نسي أراجيح الروح،
والفضاءات الممتدة إلى نهايات الوجع.. والمطارات البعيدة..
لأجل هذا، سأغرس وجعي في الأرض.. وأسقيه صدى قبلاتك النائمة..
وأسمّد حقوله بجنونك النقي.. كي ينبت القرنفل.. ذات طفولة وعيد،
رٌبط حبل الأرجوحة في القنطرة الحجرية..
وكنت تطيرين مثل فراشة إلى الأعلى.. إلى الأعلى..
تضحكين من خوف ومن فرح..
وجديلتاك مثل سنونوتين تعبران فضاء المكان..
من الأرض إلى معابر الأفق..
والأتراب من حولنا يحتجون: جاءدورنا..
وأنت تطيرين.. تصنعين بحراً أزرق يشبه لون ثوبك المزركش بالورد،
وكان ثمةأمواج صاخبة، وزوارق تغادر من ميناء القلب، ولا تعود..
ترسمين خرائط لزمن آت،ترحلين فيه، وأبقى مثل ابن بحار..
يقف على شواطئ ينتظر أوبة أبيه وقد أمضه وجع الانتظار..
مرّ العيد ولم تمري.. مرّ الفرح على الناس، ولم يمر علي..
فأي محيطات سرقتك؟.. أية أشرعة حملتك إلى وجعي،
وأبقتني على مرمى حجر من الشمس، والدفء، والرمّان، والفرات العذب؟..
مرّ العيد.. ولم تمري... وها أنتظرك تحت القنطرة..
وأدفع بيديّ أرجوحة في الحلم.. وأنتظر وسط صقيع هذا العام،
مرورموكبك الملكي، ملفعاً بالياسمين.. عسى، لو حين يمر الموكب،
تفتحين نافذة العربة،وترشين عليّ زخات من ضحكاتك البريئة..
مرّ العيد ولم تمري.. مرّ العيد ولم يمر الفرح...
وما أزال أدفع بيدي أرجوحة الوهم..
وأنتظر مرور فراشة زرقاء، على تخوم بحر من الرمل..
أنا المغمس بأوجاع الحنين...

هي الحياة كل شيء فيها ممكن..ولا شيء فيها ممكن أن يكون.


..East..or.. west,,home is the best
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04913 seconds with 11 queries