عرض مشاركة واحدة
قديم 03/09/2009   #13
صبيّة و ست الصبايا sweetangle
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ sweetangle
sweetangle is offline
 
نورنا ب:
Dec 2008
المطرح:
in atlantis
مشاركات:
136

افتراضي جاءت القصيدة


جاءت القصيدة .. تسللت من سلم معتم ..
وهبطت بضع درجات ... ثم وجدت باباً عتيقاً مغلقاً,فلم تقرعه
بل انسربت من شقوق فيه ..
وحين صارت في الغرفة تحوّلت إلى فراشة تحوم في فضاء بخيل
أو يمامة تنام على رف مكتبة...
وقطة تتثاءب فوق بلاط عار... وعصفورة تتقافز..
ويالها القصيدة...
كيف لاتتقن اختيار البيوت الفاخرة
ولا تلتفت إلى الشرفات المترفة..
ولا يغويها الكريستال المضيء؟ ...
ذلك لأنها عاشقة متيمة يسكنها الجنون
ويسري في أو ردتها دفق المغامرة الصعبة ..
وتنبض خلاياها بحب الحقيقة ملتهبة لا تخاف الصقيع...
وبردانة لا تطيق معاطف الفرو..
وغزالة لا تتقن عجلات الزيف

لم يفتح الشاعر نافذة للقصيدة .. وهوالذي يكره الجدران المغلقة
ولم يكن لغرفته سوى كوة واحدة مخصصة لدخول الشمس وطيف الحبيبة وحين تهبط العتمة,لم يكن لديه ثمة شموع ,
روحه فقط كانت تشتعل مثل مصابيح الكيروسين,وتتلاءم مع صفاء الليل
ثم تأتي الكلمات مثل يعاسيب أو مثل طلقات الرصاص..
وكان ثمة منضدة يحن خشبها إلى غابة انقرضت تحت سطوالمناشيرأو الحرائق المفتعلة ...
ومن أجل الحفاظ على طقوس الصمت اصطنع عدّاداً مبتكراً للوقت
من اعقاب السجائر في المنفضة..أو من تناقص شراب قرمزي في زجاجة مهملة..
وأحياناً كان يتسلّى,وهو ينتظر الفجر,بعدّ نبضات البطين الأيمن في أوردة القلب..حريصاًعلى أن ينتهي من عشقه قبل أن يطرق بابه جباة الضرائب...


وياللقصيدة..
غابة وغيوم ..وقطة وفراشة..ويمامة وعصفور..
تتحول أو تنشطر إلى جداول ريح تعصف بالرئتين ثم تخرج مثل حجرة محبرة ..أو تظل سائحة في الشرايين
ثم تنفجر أو تنفجر الشرايين.. سيان..لأن البراكين لاتماك تلافيف دماغ..
والشاعر لا يملك إلابراكين دمه..

مدّ الشاعر يديه فوق ذكريات الغابة,مثل ساريتين لمركب متعب
مثل عيني سجين تحلمان بشارع,أو وجه امرأة
مثل قطارات تنتظر شارة المسير... وكان ينتظر القصيدة..
والقصيدة تفرد شلالات ليلها الصعب فوق الكتفين..
وتفتح مرافىء عينيها لسفن التفاؤل.. وتطلق ترانيم الحنجرة لأغنية الكرز
وترشّ على صدرها عطر تفاح جبلي..
وتترك النهر المنسي يصير جدولين لزوارق منسية..

وقالت القصيدة:
ضمّني تحت خوافيك أيها النسر..ودثّرني بأجنحة انتظارك,
واغمرني برفيف شوقك..
هلأرى عاشقين تحت شجرة في غابة يرتكبان القبلة..ويتبادلان جفاف المواثيق,وبينهما حلم يشبّ مثل خيول جامحة,وتركض في مضامير الأمل
وتارةً يصبح الحلم حقلاً تمشطه الأثلام..
وتنتظره سنابل الحنطة..ويباركه قمر خجول..

وقالت القصيدة:
كلانا متعبٌ..أنت من جوع, وأنا من حرية..
نتبادل التعب كل هنيهة.. ونطرّزعلى مفارش الزمن الآتي
أطفالاً ملونين بالطمأنينة ..وأقلاماًلا تكتب إلا الوردة..
ودفاتر لا تقرأ إلا الشمس..
فضمني إليك لتحمني من زمهرير..وأحميك من نسيان

وياللقصيدة...
إغراء عاشقة تسكن في أوراق الشوق..
ونسغ في شجرة برتقال,يبرعم ثماراً للغد بعد يوم مدنف..
جاءت القصيدة..
ولم يكن لدى الشاعر ما يكتبه سوى تكرار لكلمة واحدة ...

هي الحرية

هي الحياة كل شيء فيها ممكن..ولا شيء فيها ممكن أن يكون.


..East..or.. west,,home is the best
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04965 seconds with 11 queries