الموضوع: وليد معماري
عرض مشاركة واحدة
قديم 03/10/2009   #19
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي


عاصفة ثلج....

«صوت الشعب» العدد 212 (1706) 21 - 27 أيار 2009
منذ سنوات، أكتب، وأكرر كتابة موضوع واحد، مرة على الأقل في فصل واحد من فصول السنة.. حتى صرت على خجل من التكرار.. بينما الشركة التي أكتب عنها، طلت وجهها بالجبصين دون أي خجل... والقصة، وما فيها أن العاملين في الشركة العامة للبناء والتعمير في محافظة ريف دمشق لم يقبضوا أجورهم منذ شهر شباط اللباط، في هذه السنة، وحتى تاريخه.. وفي السنة الماضية قبضوا أجور رمضان بعد عيد الأضحى، كما أذكر..
وعاينت على أرض الواقع حالات عائلات، معيلوها يعملون في هذه الشركة، وصلت بهم الحال إلى حدود المأساة، فالمدينون توقفوا عن إدانتهم.. بما في ذلك القريب والصديق وسمّان الحارة، (وأستثني اللحام، لأن هذه العائلات لا ترتكب معصية أكل اللحم، لأنها من الكبائر)... لكنها بقيت عند حدود أكل الخبز.. أقصد الخبز المغمس بالهواء... وقد بقي الهواء الرباني المجاني متوفراً لهم، وظل الخبز الشيطاني عصياً عليهم...
أحد الآباء أخرج من التعليم الأساسي (الإلزامي حسب القانون)، ثلاثة من أولاده، وأودعهم في ذمة مهن حِرفية بأجور لا تكاد تكفيهم قوت يومهم.. وأبقى في البيت على طفلة رضيعة تبكي من شح ثديي أمها... وأتذكر هنا رغماً عني، مقطعاً من فيلم: البحث عن الذهب (أو:حمّى الذهب) لشارلي شابلن.. وكان شابلن عاملاً مأجوراً في الشركة.. وحين دلَّ شركته على مكامن الذهب، نسيته الشركة، وتركته وحيداً يواجه عاصفة ثلجية عاتية.. في كوخ تتقاذفه الرياح، يكاد يهوي به إلى أودية الفناء.. وفي الكوخ المتأرجح تحت العاصفة، لا يجد (شابرو) ما يأكله، فيلجأ إلى طبخ حذائه.. ومن باب الكوميديا السوداء يأكله بالشوكة والسكين... ثم (يفصفص) مسامير الحذاء كما تفصفص عظام الفروج في عصرنا الراهن... شابرو هو العامل المنتج، والمكتشف.. لكن شركته ستنساه ليواجه عاصفة الثلج وحيداً... وهذا ما يشبه سياسة حكومتنا الحصيفة!..
ولأن شبيه الشيء بالشيء يذكر.. ألتفت إلى رسالة مهندس من محافظة درعا، حصل على شهادة الماجستير في هندسة الاتصالات والإلكترونيات عبر الإيفاد.. وصرفت عليه الدولة ما صرفت من دولارات، وحين عودته بشهادته، عُيّنَ كعنصر عادي، مثله مثل أي شخص يحمل شهادة محو أميّة... وهو يسألني، (مع أني لست موضع سؤال): "لماذا أُهمّشُ يا خال؟"...
وليس لديّ جواب سوى قول الشاعر:
إنما الأممُ الأخلاق ما بقيتْ
إن همُ ذهبت أخلاقهم، ذهبوا


تحية لأستاذي الفاضل... وليد معماري
وتحية لك محسن دمت بخير...

أنا دائماً لوحدي ,,, بعزفي ,,, ونزفي ,,, وأحتراقي ,,, وجبروتي ,,, وسعادتي..
أشياء غير قابلة للتفاوض (قـــلــبـي ,, هــــي ,, و أنـــــا)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02946 seconds with 11 queries