عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #113
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


وقيل في بعض كتب بني إسرائيل: قال الله سبحانه وتعالى: الكبر ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني فيهما كببته في نار جهنم على منخريه. قال الله- عز وجل- في القرآن:" أليس في جهنم مثوى للمتكبرين" وقيل إن الحرص الشديد ربما كان سبب الحرمان؛ والحاسد عدولنعم الله، وليس للحاسد إلا ما حسد. وقال الله جل ذكره:" أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله" فاحذر يا أخي من هذه الخصال والأخلاق والأعمال، فإنها من أخلاق الشياطين وجنود إبليس أجمعين الذين يبغض بعضهم بعضاً، ويعادي بعضهم بعضاً، كما ذكر الله تعالى بقوله:" كلما دخلت أمة لعنت أختها" وقال تعالى:" لا مرحباً بهم، إنهم صالوالنار" وآيات كثيرة في القرآن في ذم هؤلاء وسوء الثناء عليهم.
فقد تبين بما ذكرنا أن الكبر والحرص والحسد أصول وأمهات لسائر الخصال المذمومة والأخلاق الرديئة المنتشئة منها الشرور والمعاصي كلها، فاحذر يا أخي منها. فإن قيل: ما الحكمة والفائدة في كون هذه الخصال الثلاث موجودة في الخليقة، مركوزة في الجبلة، فنقول: أما التكبر فهو من كبر النفس، وكبر النفس هومن على همتها، وعلوالهمة جعل في جبلة النفس لطلب الرياسة، وطلب الرياسة من أجل السياسة، وذلك أن الناس محتاجون في تصاريف أمورهم إلى رئيس يسوسهم على شرائط معلومة، كما ذكر ذلك في كتب السياسات بشرح طويل، وقد ذكرنا طرفاً منها في رسالة سياسة النبوة والملك، فإذا لم يكن الرئيس عالي الهمة، كبير النفس، لم يصلح للرياسة؛ وكبر النفس يليق بالرؤساء، ويصلح للملوك، وسياسة الجماعات؛ فأما الرعية والأعوان والأتباع والخدم والعبيد فلا يصلح لهم كبر النفس ولا يليق بهم.
وأقول بالجملة إن كبر النفس في كل وقت وفي كل شيء ليس بأمر محمود، ولكن إذا استعمل كما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، بمقدار ما ينبغي، من أجل ما ينبغي، سمي ذلك محموداً، فيكون عامل ذلك طلق النفس ذا مروءة، عالي الهمة عفيفاً كريماً جميلاً ديناً، ويكون صاحبه محموداً معظماً مبجلاً مهيباً. وأما التكبر عن قبول الحق وترك الإقرار بالواجب، والفسق؛ عن أمر الرئيس، وترك الانقياد والإذعان للطاعة المفروضة، فهو المذموم، وهوهوالشر والمعصية والمنكر.
وأقول بالجملة: ينبغي لك يا أخي أن تعلم وتتيقن بأنك كما تريد وتحب وتشتهي من عبدك أن ينقاد لأمرك، وكذلك خادمك وأجيرك وتابعك وزوجك وولدك، ولا يتكبرون عليك، ولا يخرجون عن أمرك، ولا يجاوزوننهيك، فهكذا ينبغي ويجب أن تكون لرئيسك، ومن هوفوقك في الأمر والنهي، حتى تكون عادلاً منصفاً محقاً ممدوحاً مثاباً مجازى ملتذاً فرحاً مسروراً منعماً مكرماً. فقد تبين، بما ذكرنا، ما الحكمة والفائدة في وجود التكبر في طباع النفس المركوزة في جبلتها، ومتى يكون صاحبه مذموماً معاقباً، ومتى يكون محموداً مثاباً. وأما كون الحرص في طلب المرغوب فيه الموجود في الخليقة، المركوز في الجبلة، فهو من أجل إن الإنسان لما خلق محتاجاً إلى مواد لبقاء هيكله ودوام شخصه مدة ما، وإبقاء صورته في نسله زماناً ما، جعل في طبعه وجبلته الرغبة فيها والحرص في طلبها والجمع لها والادخار والحفظ لوقت الحاجة إليها، إذ كان ليس في كل وقت وفي كل مكان موجوداً ما يريده ويحتاج إليه. فإذا رغب الإنسان فيما يحتاج إليه، وطلب ما ينبغي له، وجمع مقدار الحاجة وحفظه إلى وقت الحاجة، ثم استعمل ما ينبغي كما ينبغي، وأنفق بقدر الحاجة، فهو يكون محموداً عادلاً منصفاً محقاً مصيباً مأجوراً ملتذاً مثاباً منعماً فرحاً مسروراً مكرماً.
فقد بينا ما الحكمة والفائدة في كون الرغبة والحرص في الجبلة المركوزة؛ فإذا طلب ما لا يحتاج إليه كان مذموماً، أوجمع أكثر مما يحتاج إليه كان متعوباً، أوجمع ولم ينفق ولم يستعمل في وقت الحاجة إليه كان مقتراً محروماً؛ فإن أنفق واستعمل فيما لا ينبغي كان مسرفاً مخطئاً جائراً معاقباً معذباً. وروي عن رسول الله- صلى الله عليه وآله - أنه قال:" من طلب الدنيا تعففاً عن المسألة، وتوسعاً على عياله، وتعطفاً على جاره، لقي الله يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ومن طلب الدنيا مكاثراً مفاخراً مرائياً، جعل الله فقره بين عينيه، ولم يبال الله به بأي واد هلك.
فأما كون الحسد المركوز في الجبلة، الموجود في الخليقة، فهو من أجل التنافس في الرغائب من نعم الله، وذلك أن نعم الباري تعالى على خلقه كثيرة لا يحصي عددها إلا هو، ولم يمكن أن يجمع عددها كلها على شخص واحد، ففرقت في الأشخاص بالقسط؛ كما شاء ربهم- عز وجل- وضعها، وفضل بعضهم على بعض كما اقتضت حكمته، فلم يخل أحد من الخلق من نعم الله وآلائه، ولا استوفاها أحد من خلقه. فمن رأى على أحد من الخلق نعمة ليست عليه بعينها، فلينظر هل عليه نعمة ليست بعينها على ذلك الشخص، فيقابل هذه بتلك، ويشكر الله، ويسأله أن يديمها عليه. ومن رأى على أخيه نعمة ليس عليه مثلها، فليسأل الله تعالى من فضله، ولا يتمن زوال تلك عن أخيه، فإن ذلك هوالحسد بعينه، وهوالمذموم الذي يكون الحاسد به معذبة نفسه، مؤلماً قلبه، عدواً لنعم الله على خلقه.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04728 seconds with 11 queries