عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #115
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في آفات الشبع وكثرة الأكل وخصال الزهاد

يروى عن عائشة- رضي الله عنها- أنها قالت: أول بلاء حدث في هذه الأمة بعد ذهاب نبيها- صلى الله عليه وسلم- الشبع وكثرته؛ وذلك أن القوم إذا شبعت بطونهم، سمنت أبدانهم، وقست قلوبهم، وجمحت نفوسهم، واشتدت شهواتهم. ومن آفات الشبع وكثرة الأكل عفونة القلب، ومرض الأجساد، وذهاب البهاء، ونسيان الرب، وعمى القلوب، وهزال الروح، وسلاح الشياطين، وحراجة الدين، وذهاب اليقين، ونسيان العلم، ونقصان العقل، وعداوة الحكمة، وذهاب السخاء، وزيادة البخل، ومزرعة إبليس، وترك الأدب، وركوب المعاصي، واحتقار الفقراء، وثقل النفس، وإدرار الشهوات، وزيادة الجهل، وكثرة فضول القول، ويزيد في حب الدنيا، وينقص الخوف، ويكثر الضحك، ويحبب العيش، وينشي ذكر الموت، ويهدم العبادة، ويقل الإخلاص، ويذهب بالحياء، ويهيج عادة السوء، ويطيل النوم، ويكثر الغفلة، ويسبب تفريق الأصحاب، ويحرج الأعمال؛ ويكدر الصفو، ويذهب الحلاوة من القلوب، ويحبب الشيطان، ويبغض الرحمن، ويكثر الغم يوم الحساب، ويقرب من النيران، ويبعد من الجنان، لأنه سبب المعاصي، ويحرك الكبر، ويثبت الحسد، ويقل الشكر، ويذهب الصبر، فهذه خمسون خصلة تهيج من الشبع وكثرة الأكل.
ويقال إن المعدة قدر الطعام، ونارها حرارة الكبد، فإذا لم ينطبخ كان سبب الأمراض المختلفة، فحسب ابن آدم أكلات تعمر بطنه، فإن غلبت الآدمي نفسه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس.
ومن خصال الزهاد وشعارهم العفة والتصون، فهذه خصلة يتبعها أخلاق جميلة، وخصال محمحودة، وفضائل كثيرة، فمنها الكف والورع والحفظ والوقار والتقى والأمانة والمروءة والكرم واللين والسكون والمراقبة والتوقي والصحة والسلامة وحسن الثناء عليهم والتزكية لهم والغبطة والسرور ومحبة القلوب وبراءة الساحة وسكون الناس إليهم والثقة بهم والإجلال لهم والإكرام. ومن خصال الزهاد أيضاً وشعارهم السخاء والكرم والجود والبذل والمواساة والإحسان والإيثار والإفضال والرأفة والرحمة والتودد والبر والمعروف والصدقة والهدية. ومن خصالهم أيضاً وشعارهم الحلم والأناة والتثبت والرزانة والتؤدة والرفق والمداراة والسكينة والوقار والحياء والصفح والعفووالتغافل والشفقة والرحمة والعدل والنصفة والمحبة والقبول والإجابة والتواضع والاحتمال. ومن خصالهم أيضاً الرضى والقناعة والتجمل والكفاف واليأس من الطمع والراحة من العناء والتسليم للقضاء والصبر في الشدائد والبلوى وحسن العزاء. ومن خصالهم وشعارهم التوكل على الله والثقة به والطمأنينة إليه والإخلاص له في العمل والدعاء والصدق بالقول والتصديق في الضمير والنصح للإخوان والوفاء بالعهد والحزم والعزم في عمل الخير والإحسان والبر والمعروف، والمسارعة في الخيرات رغباً ورهباً، وهم من خشية ربهم مشفقون؛ فهؤلاء هم أولياء الله وخالص عباده من المؤمنين الذين يحبون الله ويحبهم، كما ذكر بقوله:" والذين آمنوا أشد حباً لله" وهم الذين يتمنون لقاءه، لما يرجون من التحية؛ قال الله تعالى:" تحيتهم يوم يلقونه سلام" فهل لك يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن ترغب في صحبتهم، وتقصد مناهجهم، وتقفوأثرهم، وتتخلق بأخلاقهم، وتسير بسيرتهم، لعلك تفوز بمفازتهم" لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون".
وأعلم يا أخي بأن الطريق إلى هذه الخصال التي وصفناها هوأن تبتدئ أولاً بسنة الناموس، فتعمل بوصايا صاحبه كما هي في كتب النواميس الإلهية يعرفها أكثر علماء أهل الشريعة قد استغنينا عن ذكرها، والذي نوصيك به نحن أن تنزع عن نفسك القشور التي تعلقت عليها من صحبة الجسد، وتخلع اللباس الذي أحاط بها من الأمور الطبيعية والصفات الجسمانية، وتجلوعنها الصدأ الذي تركب عليها من أخلاط البدن وسوء الأخلاق وتراكم الجهالات وفساد الآراء، وتنحي عنها هذه الأشياء ليصفولك اللب والمخ وهوجوهر نفسك النيرة الشفافة الروحانية النورانية التي هي كلمة من كلمات الله وروح منه نفخها في الجسد وأحياه بها، وهي التي مدحها الله تعالى بقوله:ومثل كلمة طيبة" كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" الآية. وقال:" إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" يعني به روح المؤمن إذا فارقت الجسد صعد بها إلى سعة السموات وفسحة الأفلاك فيكون سائحاً هناك حيث شاء ذهب وجاء؛ كما روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر تسرح بالنهار في الجنة على رؤوس أشجارها وأنهارها وثمارها، وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة تحت العرش. فهذه حال أرواح المؤمنين الصالحين بعد الموت، وأما حال أرواح الكافرين والفاسقين والفاجرين والمنافقين فلا يصعد بها إلى هناك بل تحجب دون السماء وتهيم في هاوية البرزخ إلى يوم يبعثون؛ وإليهم أشار بقوله تعالى:" لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة" إلى قوله:" وكذلك نجزي الظالمين" لأنه لا يليق بها ذلك المكان الشريف والمحل الأعلى، كما لا يليق بالأوساخ من الناس والأقذار منهم مجالس الملوك والسادة والكرام.
فإن أردت يا أخي أن تعرج بروحك إلى هناك بعد فراق الجسد، فاجتهد قبل ذلك، وأغسلها من درن الأخلاق الرديئة ووسخ الآراء الفاسدة، وأخرجها من ظلمات الجهالات المتراكمة، وجنبها الأعمال السيئة، وألبسها لباس التقوى، وزمها عن الانهماك في الشهوات الجرمانية والغرور باللذات الجسمانية. فأما الآراء الفاسدة فقد بيناها في رسالة لنا، وأما كيفية الخروج من الجهالات المتراكمة، فقد بيناها في إحدى وخمسين رسالة عملناها في فنون العلوم وغرائب الحكم وطرائف الآداب، وأما تهذيب الأخلاق فقد وصفنا بعضها في هذه الرسالة وبعضها في رسالة عشرة إخوان الصفاء، والأصدقاء الكرام، فاقرأهما واعمل بما ذكرنا فيهما، وعلمهما إخوانك وأصدقاءك، فإنك بذلك تفوز وتنال الزلفى عند ربك أبد الآبدين ودهر الداهرين مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04897 seconds with 11 queries