عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2006   #116
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في بيان علامات أولياء الله

عز وجل وعباده الصالحين

وأعلم يا أخي- أيدك الله وإيانا بروح منه- بأن لأولياء الله صفات وعلامات كثيرة يعرفون بها ويمتازون عمن سواهم، وهكذا أيضاً لأعداء الله علامات وصفات يعرفون بها ويمتازون عن غيرهم، نحتاج أن نذكر طرفاً منها ليعلم كل عاقل فهم مميز مستبصر، إذا أراد أن يعرف من أي الفريقين هولم يخف عليه ذلك.
وأعلم يا أخي بأن العاقل الفهم المستبصر هوالذي يعرف الفرق بين الأشياء المتشابهة، ويميز بين الأمور المتجانسة ويفضل بعضها على بعض بعلامات وصفات مختصة بواحد واحد منها، فنقول الآن إن من علامات أولياء الله الصالحين المختصين به ما ذكره الله تعالى بقوله لإبليس اللعين: " إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" وحكي أيضاً قول إبليس مجاوباً له: فبعزتك" لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين" وآيات كثيرة في القرآن في ذكر أولياء الله وصفاتهم وعلاماتهم وهي مثل قوله تعالى:" وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، وإذا خاطبهم الجاهلون" إلى آخر الآية، وآيات كثيرة في القرآن في ذكر أولياء الله تعالى ومدحهم وصفاتهم وعلاماتهم وحسن الثناء عليهم.
ومن علاماتهم وصفاتهم أيضاً حفظ الجوارح من كل ما لا يحل في الشريعة ولا يجوز في السنة ولا يحسن في المروءة. ومن علاماتهم وصفاتهم حفظ اللسان عن الكذب والغيبة والبهتان والزور والنميمة والفحش والسفاهة والطعن واللغووالوقيعة في أحد من الخليقة عدواً كان أوصديقاً، مخالفاً كان أومؤالفاً. ومن علاماتهم أيضاً وصفاتهم وهي العمدة والأصل في جميع الخيرات والخصال المحمودة سلامة الصدر من الغل والغش والدغل والحسد والبغض والتكبر والحرص والطمع والمكر والنفاق والرياء وما أشبهها من الخصال المذمومة، ومما هي مملوءة منها قلوب أبناء الدنيا الراغبين فيها، المكبين عليها، الطالبين لها. ومن علاماتهم أيضاً وصفاتهم المختصة بهم الرحمة والتحنن ورقة القلب على كل ذي روح يحس بالآلام. ومن خصالهم أيضاً النصيحة والشفقة والرفق والمداراة والتلطف والتودد لكل من يصحبهم ويعاشرهم. ومن علامات أولياء الله وعباده المخلصين، ومن أخص صفاتهم التي يمتازون بها عن غيرهم هي معرفتهم بحقيقة الملائكة وكيفية إلهامها. وقد ذكرنا طرفاً من هذا العلم في رسالة الإيمان وماهيته وخصال المؤمنين. ومن دقيق معرفتهم ولطيف علومهم معرفة حقيقة الشياطين وجنود إبليس اللعين، وكيفية وسواسهم ومسهم كما ذكر الله سبحانه بقوله:" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان، تذكروا، فإذا هم مبصرون، وإخوانهم؛ يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون".
ومن علاماتهم وصفاتهم ودقيق علومهم ولطيف أسرارهم معرفة البعث والقيامة والنشر والحشر والحساب والميزان والصراط والجواز، وذلك أن أكثر علماء أهل الشرائع النبوية وفقهائهم المتعبدين فيها، متحيرون في معنى الإبليسية وحقيقة إبليس المخاطب لرب العالمين بقوله: " أنظرني إلى يوم يبعثون" وأكثر العلماء شاكون في وجود هذا القائل:" لأغوينهم أجمعين" وأكثر المتفلسفة منكرون قصته مع آدم وعداوته له، وخطابه لرب العالمين، ومواجهته له بخشونة الخطاب، بما ذكر الله سبحانه في القرآن في نحومن خمسين آية مثل قوله:" ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين" وآيات كثيرة في أمثال هذه الحكايات موجودة في التوراة والإنجيل، وصحف الأنبياء- عليهم السلام- كثيرة، وقد بينا نحن معانيها في رسالة البعث والقيامة، ولكن نريد أن نذكر في هذا الفصل منها طرفاً في كيفية عداوة أولياء الله تعالى مع إبليس، وكيفية محاربتهم مع الشياطين ومخالفتهم معهم طول أعمارهم ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً، وإنه لا يخفى عليهم مكايدهم، ولا يذهب عنهم غرورهم وأمانيهم.
فصل فما حكاه ولي من أولياء الله عن كيفية معرفة مكايد الشياطين ومحاربته معهم ومخالفته جنود إبليس أجمعين قال العالم المستبصر لأخ له من أبناء جنسه فيما جرى بينهما من المذاكرة في أمر الشياطين وعداوتهم: كيف عرفت الشياطين ووساوسهم، قال: إني لما نشأت وتربيت، وشدوت من الآداب طرففاً، وأخذت من العلم نصيباً، وعقلت من أمر المعاش قسطاً، وعرفت أمر المنافع والمضار، تبينت ما يجب علي من أحكام الناموس من الأوامر والنواهي والسنن والفرائض والأحكام والحدود والوعد والوعيد والذم والمدح على الأعمال والأفعال وعلى تركها، ثم قمت بواجبها جهدي وطاقتي بحسب ما وفقت له وقضي علي ويسر لي. ثم تفكرت في قول الله تعالى:" إن الشيطان لكم عدوفاتخذوه عدواً" وقوله:" إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً" وآيات كثيرة في القرآن في هذا المعنى، وتفكرت في قول النبي- صلى الله عليه وآله-: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، يعني مجاهدة النفس، وتصديقه قول الله تعالى:" ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه" وفكرت في قوله- عليه السلام-" لكل إنسان شيطانان يغويانه" وقوله:" إن شيطاني أعانني الله عليه فأسلم"، وقوله:" إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" وتصديق ذلك قول الله تعالى:" من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس" إلى آخر السورة، وقوله تعالى:" إنه يراكم هووقبيلته من حيث لا ترونهم" وآيات كثيرة في القرآن في مثل هذا المعنى وأحاديث مروية أيضاً في هذا المعنى كثيرة.
فلما سمعت ما ذكر الله تعالى وتفكرت فيما روي عن النبي- صلى الله عليه وسلم- في هذا المعنى، نظرت عند ذلك بعقلي، وفكرت بقلبي، وتأملت برويتي، فلم أر أحداً في ظاهر الأمر يضادني في هذا المعنى ولا يخالفني ولا يعاديني من أبناء جنسي، وذلك لأني وجدت الخطاب متوجهاً عليهم كلهم مثل ما هومتوجه علي، ووجدت حكمهم في ذلك حكمي سواء لا فرق بيني وبينهم في هذا الأمر، فعلمت أن هذا أمر عموم يشمل جميع بني آدم ويعمهم. ثم تأملت وبحثت ودققت النظر، فوجدت حقيقة معنى الشياطين، وكثرة جنود إبليس اللعين أجمعين، ومخالفتهم بني آدم، وعدواتهم لهم، ووساوسهم إياهم، هي أمور باطنة وأسرار خفية مركوزة في الجبلة، مطبوعة في الخليقة، وهي الأخلاق الرديئة، والطباع المذمومة المنتشئة منذ الصبا مع الإنسان بالجهالات المتراكمة، واعتقادات آراء فاسدة من غير معرفة ولا بصيرة، وما يتبعها من الأعمال السيئة والأفعال القبيحة المكتسبة بالعادات الجارية، الخارجة من الاعتدال بالزيادة والنقصان، المنسوبة إلى النفس الشهوانية والنفس الغضبية، ثم تأملت ونظرت، فوجدت الخطاب في الأمر والنهي والوعد والوعيد والمدح والذم متوجهاً كله إلى النفس الناطقة العاقلة المميزة المستبصرة، ووجدتها هي بما توصف من الأخلاق الجميلة والمعارف الحقيقة والآراء الصحيحة والأعمال الزكية ملكاً من الملائكة بالإضافة إلى النفس الشهوانية والغضبية جميعاً. ووجدت هاتين النفسين، أعني الشهوانية والغضبية، بما توصفان به توصفان به من الجهالات المتراكمة، والأخلاق المذمومة، الطباع المركوزة، والأفعال القبيحة التي لهما بلا فكر ولا روية كأنهما شيطانان بالإضافة إلى النفس الناطقة.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04803 seconds with 11 queries