عرض مشاركة واحدة
قديم 09/06/2006   #33
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فصل في علة انحصار الأفلاك والبروج
والكواكب في عدد مخصوص

أعلم أيها الأخ البار الرحيم- أيدك الله وإيانا بروح منه- أوعلة كون الأفلاك تسع طبقات، والبروج اثني عشر، والكواكب السيارة سبعة، ومنازل القمر ثمانية وعشرين، واقتصارها على هذه الأعداد فيه حكمة جليلة لا يبلغ فهم البشر كنه معرفتها، ولكن نذكر من ذلك من ذلك طرفاً ليكون تنبيهاً لنفوس المتعلمين المرتاضين بالنظر في خواص العدد، ومطابقة الموجودات لخواص العدد وطبيعته على رأي الحكماء الفيثاغورثيين. وذلك أن هؤلاء الحكماء لما نظروا في طبيعة العدد وجدوا لكل عدد خاصية ليست لغيره، ثم تأملوا أحوال الموجودات، فوجدوا كل نوع منها قد اقتصر على عدد مخصوص لا أقل ولا أكثر. ثم بحثوا عن طبيعة ذلك الموجود وخاصية ذلك العدد، فكانا مطابقين، واستبان لهم إتقان الحكمة الإلهية فيها. فمن أجل هذا قالوا: إن الموجودات بحسب طبيعة العدد وخواصه. فمن عرف طبيعة العدد وأنواعه وخواص تلك الأنواع، تبين له إتقان الحكمة وكون الموجودات على أعداد مخصوصة. فكون الكواكب السيارة سبعة مطابق لأول عدد كامل؛ وكون الأفلاك تسعة مطابق لأول عدد فرد مجذور؛ وكون البروج اثني عشر مطابق لأول عدد زائد؛ وكون المنازل ثمانية وعشرين مطابق لعدد تام. ولما كانت السبعة مجموعة من ثلاثة وأربعة، وكان الاثنا عشر من ضرب ثلاثة في أربعة، وثمانية وعشرون من ضرب سبعة في أربعة، فبواجب الحكمة صارت مقصورة على هذه الأعداد، وكانت السبعة والاثنا عشر والتسعة مجموعها ثمانية وعشرون عدداً لتكون الموجودات الفاضلة مطابقة للأعداد الفاضلة.

فصل في حكمة اختلاف خواص الكواكب

وأما الحكمة في كون الكواكب السبعة السيارة، اثنان منها نيران، واثنان منها سعدان، واثنان نحسان، وواحد ممتزج؛ وكون البروج الاثني عشر، أربعة منها منقلبة، وأربعة ثابتة، وأربعة ذوات جسدين؛ وكون العقدين في خللها، فالحكمة في ذلك أكثر مما يحصى، ولكن نذكر منها طرفاً ليكون دليلاً على الباقي، وذلك أن الباري- سبحانه وتعالى- بواجب حكمته جعل حال الموجودات، بعضها ظاهراً جلياً لا يخفى، وبعضها باطناً خفياً لا تدركه الحواس. فمن الموجودات الظاهرة الجلية جواهر الأجسام وأعراضها وحالاتها. ومن الموجودات الباطنة الخفية جواهر النفس.
ومن الموجودات الظاهرة الجلية للحواس أيضاً أمور الدنيا. ومن الموجودات الباطنة الخفية عن أكثر العقول أمور الآخرة. ثم جعل ما كان ظاهراً جلياً دليلاً على الباطن الخفي، فمن ذلك النيران الشمس والقمر، فإن أحدهما الذي هوالقمر دليل على أمور الدنيا وحالات أهلها من الزيادة والنقصان والتغيير والمحاق؛ والأخرى التي هي الشمس دليل على أمور الآخرة وحالات أهلها من التمام والكمال والنور والإشراق.
ومن ذلك حال السعدين المشتري والزهرة، فإن أحدهما دليل على سعادة أبناء الدنيا وهي الزهرة، وذلك أنها إذا استولت على المواليد دلت لهم على نعيم الدنيا، من الأكل والشرب والنكاح والميلاد. ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهو من السعداء فيها. وأما المشتري فهو دليل على سعادة أبناء الآخرة، وذلك أنه إذا استولى على المواليد دل لهم على صلاح الأخلاق وصحة الدين وصدق الورع ومحض التقى. ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهو من السعداء في الآخرة.
ومن ذلك أيضاً النحسان: زحل والمريخ، فإن أحدهما دليل على منحسة أبناء الدنيا وهوزحل، وذلك إنه إذا استولى على المواليد دل ذلك على الشقاء والبؤس والفقر والمرض والعسر في الأمور، ومن كانت هذه حاله في الدنيا فهو من الأشقياء فيها. وأما المريخ فإنه دليل على منحسة أبناء الآخرة، وذلك إنه إذا استولى على المواليد دل لهم على الشرور من الفسق والفجور والقتل والسرقة والفساد في الأرض؛ ومن كانت حاله في الدنيا فهو من الأشقياء في الآخرة. وأما من استولى على مولده المشتري والزهرة فسعادتهما دلالة على السعادة في الدنيا والآخرة؛ ومن استولى على مولده زحل والمريخ فنحوستهما دلالة على منحسة الدنيا والآخرة. وأما امتزاج عطارد بالسعادة والنحوسة فهو دليل على أمور الدنيا والآخرة وتعلق إحداهما بالأخرى.
وأما كون البروج المنقلبة فحالاتها تدل على تقلب أحوال أبناء الدنيا؛ والبروج الثوابت تدل على ثبات أحوال أبناء الآخرة؛ والبروج ذوات الجسدين تدل على تعلق أمور الدنيا والآخرة أحدهما بالآخر.

وقد قيل إن طالع الدنيا السرطان، وهوبرج منقلب، وأوتاده مثله. وأما العقدتان اللتان تسمى إحداهما رأس التنين والأخرى الذنب فليسا بكوكبين ولا جسمين، ولكنهما أمران خفيان، ولهما حركات في البرج كحركات الكواكب، ولهما دلالة على الكائنات كدلالة الكواكب النحوس، وهما خفيا الذات، ظاهرا الأفعال؛ فخفاء ذاتيهما وظهور أفعالهما يدل على إن في العالم نفوساً وقبائل الجن وأحزاب الشياطين. فأجناس الملائكة هي نفوس خيرة موكلة بحفظ العالم وصلاح الخليقة، وقد كانت متجسدة قبل وقتاً من الزمان فتهذبت واستبصرت وفارقت أجسادها واستقلت بذاتها، وفازت ونجت وساحت في فضاء الأفلاك، وسعة السموات، فهي مغتبطة فرحانة مسرورة ملتذة ما دامت السموات والأرض. وأما عفاريت الجن ومردة الشياطين فهي نفوس شريرة مفسدة، وقد كانت متجسدة قبل وقتاً من الزمان، ففارقت أجسادها غير مستبصرة ولا متهذبة، فبقيت عمياً عن رؤية الحقائق، صماً عن استماع الصواب، بكماً عن النطق الفكري في المعاني اللطيفة، فهي سابحة في ظلمات بحر الهيولى، غائصة في قعر من الجسام المظلمة، ذي ثلاثة شعب، تهوي في هاوية الرزخ؛ كلما نضجت جلودهم بالبلاء بدلناهم جلوداً غيرها بالكون، فذلك دأبهم ما دامت السموات والأرض لابثين فيها أحقاباً لا يجدون برد نسيم عالم الأرواح، ولا يذوقون لذة شراب المعارف فهذه حالهم إلى يوم يبعثون. وأما الظاهر من تأثيرات الرأس والذنب فهو كسوف النيرين، وذلك أنهما من أوكد الأسباب في كسوفهما، وإنما اقتضت الحكمة كسوف النيرين، لكما تزول التهمة والريبة من قلوب المرتابين بأنهما إلهان، فلوكانا إلهين ما انكسفا، وإنما صارت محنة الشخصين النيرين الجليلين بأمرين خفيين، ليكون دليلاً؛ على أن أعظم المحنة من الشياطين على الأنبياء- صلوات الله عليهم أجمعين- لأن الأنبياء هم شموس بني آدم وأقمارهم، فمن ذلك قصة إبليس مع آدم أبي البشر وإخراجه له من الجنة، وقصة ركوبه مع نوح في السفينة، وقصته مع إبراهيم خليل الرحمن، يوم طرح في النار، في إصلاح المنجنيق؛ وقصته مع موسى- عليه السلام- حين وسوس إليه أن هذا الكلام الذي تسمع لعله ليس كلام رب العالمين، فعند ذلك قال موسى:" رب أرني أنظر إليك، قال: لن تراني." وقصته مع المسيح وزكريا ويحيى- عليه السلام وغيرهم من الأنبياء معروفة يطول شرحها. وإنما ذكرنا هذه الأحرف في هذه الرسالة لأن أكثر أهل زماننا الناظرين في علم النجوم شاكون في أمر الآخرة، متحيرون في أحكام الدين، جاهلون بأسرار النبوات، منكرون للحساب والبعث، فدللناهم على تحقيق ما أنكروه من صناعتهم ليكون أقرب من فهمهم وأوضح لبيانهم، وكذلك فعلنا في سائر رسائلنا التي عملناها في فنون العلوم.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06624 seconds with 11 queries