عرض مشاركة واحدة
قديم 21/06/2009   #1
شب و شيخ الشباب تــامر
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ تــامر
تــامر is offline
 
نورنا ب:
Apr 2008
مشاركات:
31

افتراضي نصفي ّ من ثلج ٍ ونار


حجر ُ ُ من َ الموسيقى يُصغي ْ الى البحر ْ
قطرة ُ ماء ٍ تلد ُ بعضا ً من َ الذاكرة ْ
أبيع ُ البكاء َ في ْ أغصان الشــجر ْ
أغيّر ُ ملامح َ وجهـي ْ
واقرأ صوت َ الحزن في ْ صمتي ْ .

عيني اليُسرى من نار ٍ والاخرى من مـاء ْ
قلبي ْ عاصفة ُ ُ من َ الثلج غاضبة
ورق ُ ُ يـُفـتـّتـُني ْ على ذراعية
زيتونة ُ ُ كافرة في رئتي ْ
قميصي من الرعد ونصف الشمس
هواء ُ ُ يمشط ُ دَمـي ْ قهرا ً
قهر ُ ُ من ْ صمت ٍ ونزيف ْ . .

أنـا والبحر ذئب ُ ُ يخيف ُ الفضاء ْ
هل ْ أنـا جرح ُ ُ أم ْ قوس َ قـُزح ْ ؟؟

أيـّهـا القهر ُ المائل ُ كالشـجر فـي ْ دَمـي ْ
مَن ْ اعطاك َ الحـق ّ بمَحوي ْ ؟ ؟
أعطيني يديك َ صديقا ً من رياح ْ
وارسمني ْ نجمة في ْ خيمتك ْ
سنسهر ُ على المذاق الدائم للحزن ْ
ونبني ْ القربة َ الأولى من نار . . .

يا غـُبار َ الطـّلع
يا حَـقـل َ الفصول
يا زيت َ الوطن الميّـت ْ
كونوا بردا ً وسلاما ً على قلبي . . !

قلبي َ الشرس ُ يحضن ُ طِفـلي ْ
طفلي الطيب يجب ّ الرجال في القبر المجاور
وأنـا قبر آخر َ يا حبيبتي ْ
أ ُلقي التحية على الورد من الورد ْ
لأبني القرية الأخرى من الثلج . .

ابيع ُ البكاء في ْ أغصان الشجر ْ
أ ُ غيّـر ملامح َ وجهي ْ
واقرأ صوت َ الحزن فـي ْ صمتي ْ
وأبقـى مفصولا ً عَنـي ْ
مـَن ْ يَفـصِـلُنـي ْ عَـنـّي ْ ؟؟

في أعالي القريتين من ذاكرة الحجر ْ
أنـا الحجر ...
تنموا الذارعين والساقين ْ
وبينهمـا وجهـي ْ
ظهري ْ من عظام الحوت الأزرق ْ
وقلبي ْ منقوش ُ ُ على اصابع الكوكب ْ
الكوكب ُ فـي ْ حُنجرتي ْ
والبحر ُ يكرهني . .!

لقد ْ كنت ُ لطيفا ً فيما مَضـى ْ
كُنت ُ أسمع ُ القمر يهذي ْ فـي ْ فـَمـي ْ
وأنـا فـي ْ بطن ِ أمـّي ْ
كان َ يهذي :
سَيلعنك َ الوطن ُ المُـلو ّث ْ
وسيعطيك َ كتاب عن ْ وطن ٍ آخر ْ
يُشـبه ُ طائر َ الفجر في ْ التعب ْ
لينجب َ موتا ً يتساقط ُ في ْ خلايا جسـدي ْ ...

انحني ْ كالشوك ِ أمـام َ الورد ْ
التهم ُ مـا تـَبقــّى ْ من صدقـي ْ
ليزيد َ الصمت ُ فـي ْ صـَمـتي ْ .

يا تـُرى ، الست ُ صغيرا ً على بعض الحزن ؟

الماء ُ خائن ُ ُ يا حبيبتي ْ
الوطن ُ خائن ُ ُ يا حبيبتي ْ
أعيدي ْ وجهي ْ يا حبيبتي ْ
الآن َ الآن ْ . . لأتشرد َ في ْ ملامحي ْ
متضائلا ً كمـا الأطفال ْ
أشرب ُ الحليب َ قـُرب َ النافذة
اشعر ُ بصمت النهر
انام على وردة من الصخر
اتناقض ُ كالثلج ِ والنـار ْ ..

أبحث ُ عن ظلام ٍ الليل
عن ْ كلاب ٍ تـَعوي ْ في ْ دَمـي ْ
وأحصد ُ زرع َ الضياء
أ ُوجّه ُ شـُكري ْ للكلام ْ
واغطي ْ وجة َ الساحرة الحزينة ..

أعطيني ْ حبرا ً ومقلمة
ستجئ ُ شهوة ُ الصباح من ْ نافذة الجنون ْ
وَنغطـّي ْ وجه َ الضحية ِ دومـا ً
فالضحية واحدة ْ
والكتابة ُ سـهلة
ولدي ّ كأس ُ خمرة ٍ من الحشـرات ْ
يُنعش ُ وطنا ً مقذوفا ً بالوجع مِثـلي ْ ..

كيف َ أفهم ُ هذه ِ القصيدة الشاردة في ْ جـِـلدي ْ ؟؟
وأنـا أبيع ُ البكاء في ْ أغصان الشـجر
وأغيّـر ُ ملامح َ وجهـي ْ ..

أقرأ ً صوت َ الحزن ِ فـي صَمتي ْ
ونصفي ّ من ثلج ٍ ونـار ..

ومن الذي يَفصلني ْ عَنـي ْ ؟؟
مَن ْ يَـفـصـلني ْ عَنـّي ْ ؟؟
مَن ْ يَـفـصـلني ْ عَنـّي ْ ؟؟


تامر زاهر



.
.


بائع الخبز



.

.
.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03322 seconds with 11 queries