عرض مشاركة واحدة
قديم 12/12/2009   #2
شب و شيخ الشباب Semetic_Prince
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ Semetic_Prince
Semetic_Prince is offline
 
نورنا ب:
Feb 2009
مشاركات:
65

افتراضي


5- فن التزويق والتزيين:
ولم يقتصر نشاط السريان في أنواع خطوطهم، بل تعدى ذلك إلى فن التزويق الذي قطعوا فيه شوطاً كبيراً كما تدل على ذلك الأناجيل العديدة المحفوظة في مكتبات لندن وفلورنسا والـفاتيكان، ولا سيما المخطوط رقم / 53 /، وهو إنجيل مرتب للقراءات اليومية من مشاهد مزوقة بالألوان رسمتها أصابع فنان كبير لا يزال يثير انتباه الدارسين حتى اليوم، وهو الراهب برصوما من قرية ( برطلي – العراق ).
واشتهروا بفنون التطريز والتصوير والنقش، ومما خلدوه الكتابات والتصاوير الآرامية السريانية في كنيس دورايوربيوس ( الصالحية ) على ضفة الفرات في سوريا مثلاً.
ومثلما نبغ الآباء في تنسيق الأقمشة والأخشاب والجدران بالعاج والصور والزخارف، نبغوا في تزيين الكتب بأروع الرسوم وأبدع الخطوط السريانية منها الأسطرنجيلية والشرقية والغربية، ولا عجب في براعتهم في فن الخطوط وهو مصدرو الحرف، بشهادة مؤرخين كبار من أمثال تيودور الصقلي، و إقلميس الاسكندري، وقد أثبت التحليل العلمي وجود / 16 / خطاً في خطوط الكتابة المنبثقة عن الخط السرياني الفينيقي الأصل.
إن جميع الكتب السريانية القديمة المصونة في الخزائن الشرقية والأوروبية هي أقدم مصاحف العالم، كتبت بالقلم السطرنجيلي على أشكال ثلاثة، غليظ ووسيط ودقيق، مع تفاوت ضئيل في الحسن بينهما، ولتجدن في كثير من مصاحفهم المستبعدة من التنميق والتأنق ما يحكي قطع الرياض، ويضارع الوشي المحبر، ومن الإتقان والتنسيق والجلاء ما يبهر الأبصار، وأغلبها على رقوق مصقولة بلغ فيها صناعها الغاية.
ودون السريان كتبهم بعدة أن أنواع من الخطوط، وكان أقدمها مدوناً بالخط السطرنجيلي، ويفسر بعضهم معناه بخط الإنجيل، ويفسره آخرون بالخط المستدير، فلما انقسم السريان إلى سريان غربيين ونساطرة وملكية; ابتدع كل فريق منهم لنفسه خطاً، ومع ذلك فقد ظل الخط القديم مستعملاً، وصارت المؤلفات تكتب بالخطوط الأربعة: السطرنجيلي، واليعقوبي، وكان يطلق عليه اسم السرطا ( أي الذي يكتب بسرعة )، والنسطوري، والملكي، والخط الأخير مستخرج من الخطوط الثلاثة السابقة.
وأقدم الكتابات السريانية التي بقيت لنا هي كتابات قبور نقشت على أحجار، ويرجع الباحثون أقدم هذه النقوش إلى النصف الأول من القرن الأول، وقد كتب عليه (ص د ن . م ل ك ث ا) أي الملكة صدان، وقد عثر عليه سنة / 1863م / وهو محفوظ الآن بمتحف اللوفر في باريس.
والنقش الثاني غير مؤرخ أيضاً كالنقش السابق، إلا أن الباحثين يرجعونه إلى القرن الثاني، وهو أطول من النقش السابق، وقد كتب عليه ( ا م ش م ش ا ت ت هـ د ش ر د و ب م ع ن و )، وهو منقوش على برج قائم في خربة بجهة سمين فيما بعد بدير يعقوب، واقعة في الناحية الجنوبية الشرقية من الرها، وكان ( فون هلموث موتكيه Von Helmuth Moltke) أول من لفت الأنظار إلى وجودهذا النقش في سنة / 1839م /.
يقول الدكتور " إبراهيم السامرائي " في مقال له في الثقافة السريانية ما يلي: " أما كتابة اللغة الآرامية فأقدم قلم يعرف لها هو القلم الفينيقي، وقد وجدت كتابات آرامية به في شمالي إنطاكية، وفي خرائب نينوى، وجزيرة أسوان في مصر، ويرتقي عهد أقدمها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد بقي الآراميون يستعملون هذا الخط حتى القرن الأول قبل الميلاد، ثم أخذ أراميو الرها وبابل وتدمر، والجام، وفلسطين، وحوران يتفننون فيه، حتى تفرع منه لكل قوم قلم خاص بهم، وكان القلم الرهاوي المسمى باللفظ اليوناني (الأسطرنجيلي)، ويعني (المستدير) أجمل هذه الخطوط ، ولذلك غلب استعماله في الجزيرة وما بين النهرين والعراق والشام ولبنان، ومن هذا أخذ العرب الخط الكوفي ".

6- الخط الكوفي وأقسامه ومميزاته:
ينتسب الخط الكوفي إلى مدينة الكوفة التي أنشأها سعد بن أبي وقاص بين عامي /17-19هـ/، ويرجع في تسميته إلى مألوف العرب الأوائل في تسمية الخطوط ونسبتها إلى المدن التي ترد منها، ويعتبر هذا الخط من أقدم الخطوط العربية إن لم يكن أباها كافة لأن الأقلام استنبطت منه.

وإن أول من كتب بهذا الخط هم عرب الحجاز، حيث كتبوا بهذا الخط اليابس الجاف، ثم عني أهل الكوفة بعد ظهور الإسلام بتجويد هذا الخط، فهندست أشكاله، وامتدت عراقاته، واستقامت، وتميز عن خط العرب الحجاز، وانفرد باسمه الجديد
( الكوفي )، وأخذ في التطور والازدهار، وأصبح عَلماً لهذه المدينة، وانتشر في أرجاء العالم الإسلامي.
اختص الخط الكوفي بكتابة المصاحف، وتحلت به المباني الجميلة، كالجوامع، والمدارس، والبيمارستانات، ودمغت به النقود.
يقسم الخط الكوفي إلى قسمين بسيط ومزخرف، أما البسيط فهو الكوفي المربع، وهو خط هندسي يمتاز بالجفاف واليبوسة والقوة، وأما المزخرف فهو يقسم إلى الكوفي المروق، والكوفي ذي الأرضية النباتية، والكوفي المترابط، والكوفي المضفر، والكوفي المتشابك، والمورق والمضفر معاً.

ومن مميزات الخط الكوفي على اختلاف أنواعه وأشكاله أنه خط زخرفي اختص به الأمراء والسلاطين، وله قواعد خاصة، وقد وصف الخط الكوفي جملة فقيل: ( يستساغ في هذا الخط على غير عادة، عدم التساوي بين صعوده وحدوده، فهو في مجموعه خط صاعد يقل فيه تحدر الحروف وهبوطها عن مستوى التسطيح أو خط استواء الكتابة، ولا يكاد يهبط من حروفه عن ذلك المستوى إلا عراقات النون والواو، أو كاسات النون والواو، أما بقية العراقات والكاسات، فقد اختزلت في هذا الخط اختزالاً، وأصبح قاعدة من قواعده.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05776 seconds with 11 queries