25 نيسان
إذا ما شئنا أن نقهم ذواتنا ، علينا أن نعي عواطفنا ونقبلها ، ففهم العواطف هو المدخل إلى فهم الذات وإذا ما شئنا ان ننمو كأشخاص علينا أن نصغي إلى ما تقوله لنا عواطفنا ، إنني أفهم ذاتي من خلال فهمي لعواطفي . وهناك حقيقة أساسية وهي أن لا أحد يمكنه أن يكون السبب وراء مشاعري أو مسؤولا ً عنها . نحن نحاول أحيانا أن نريح ذواتنا من خلا ل الألقاء بمسؤولية ردات فعلنا العاطفية على الآخرين. " لقد جعلتني أغضب " "لقد جعلتني أخاف " "لقد دفعتني إلى الحسد " أما الواقع فهو أنك لا تستطيع أن " تجعلني " شيئا ً ما أو " تدفعني " إلى ردة فعل عاطفية معينة . إن باستطاعتك أن تثير عواطف قائمة في ّ! وهي تنتظر من يحركها . إن التمييز بين " خلق " أو " إحداث " العواطف و"تحريكها " ليس لعبا ً على الألفاظ ، بل ينم عن حقيقة مهمة علينا أن نقبلها . إذا ما كنت أعتقد أن بإمكانك أن " تجعلني " أغضب ، فألقي باللائمة عليك كلما غضبت فتصبح أنت المشكلة ، وسوف لن أتعلم من لقائنا شيئا ً لأنني قررت أنك أنت المخطئ عندما " دفعت بي " إلى الغضب . وأنا لا أرى فيّ حاجة إلى أن أطرح أية أسئلة على ذاتي لأن المسؤولية بكاملها تقع على عاتقك أنت .
وإذا تبنيت مقولة إن بإمكان الآخرين فقط " تحريك " العواطف الموجودة في ّ ، يمكنني آنذاك أن أتعلم من كل خبرة عاطفية أمر بها . فأروح أتساءل مثلا ً : لماذا شعرت بالخوف ؟ لماذا أحسست بأن تلك الملاحظة كانت بمثابة تهديد لي ؟ لماذا غضبت بهذا الشكل ؟ هل حاولت ، من خلال غضبي أن أدافع عن نفسي ؟ ما الذي كان في ّ سببا ً لما حدث ؟ لن يبدأ المرأ بالتعامل مع عواطفه بنجاح إلا بعد أن يقبل المسؤولية الكاملة عنها ، فلا يعود يسمح لنفسه بأن يلقي بمسؤولية العواطف على الآخرين . آنذاك يبدأ نموه لأنه يزداد اقترابا ً من ذاته .