[yass]

-9-

الصباح


يد الإرهاب الامبريالي الوحشي تضرب من جديد, و تصيبنا بمقتل..

عملية إجرامية تتسبب بمقتل 9 مواطنين سوريين و جرح أكثر من 15 شخص في حدث لا يمكن رؤيته إلا كخرق آخر لكل حدود المنطق و العدل و الحق و الشرعية الدولية..

هذه هي لغتهم, و هكذا يتقنون التعبير..

لا يعرفون لغة أخرى حتى لو تظاهروا بذلك.. ليسوا إلا همجا قد لبسوا أسمالا يدّعون أنها حضارة.. هي و الإنسانية منهم براء..

قلبي مع الضحايا و عائلاتهم... أبرياء بدون ذنب.. إلا حظهم العاثر الذي جعلهم يلتقون بالوحوش البشرية المفترسة...

أدعو لعدم تحويلهم لأرقام مجردة من أي معنى...

إنهم أهلنا... فلنبكهم كما يستحقون.. و لندفنهم كما يجب...

و الأهم...

مهما نسيتهم العدالة العمياء.. علينا ألا ننساهم أبدا...

فلنمارس الوطنية... بالصلاة على أرواح أبناء وطننا...




الظهر


في لفتة وقحة أخرى من أحد "غوبلزات" الفاشيّة المحلية (و ما أكثرهم.. للأسف) علمنا أن الجيش السوري لم يرد على الغارة المجرمة "لأن قصد الغارة هو الاستفزاز كي نستخدم المضادات الأرضية و يكشفوا أماكنها و مدى قوتها, لذلك فقد كان عدم الرد لفتة ذكاء تحسب للقيادة السورية الحكيمة".

ذكّرتني هذه الشتيمة للذكاء البشري بمباريات نادي الفرات عندما كان في الدرجة الثالثة و كنا نذهب لحضورها, فعندما كان أحد اللاعبين "يتفشكل" لوحده أو يضيّع كرة سهلة كنا نسخر منه و نقول أن كل هذا "تمثيل من ضمن الخطة" و ليس لأن اللاعب سيء, إنما لكي يثق الخصم بنفسه زيادة عن اللزوم.

فلذلك, يبدو أن حادثة اليوم "من ضمن الخطة" كذلك...

لا أعتقد أن أحدا سوف يستنكر أن تكون القيادة أكثر حكمة في تصريحاتها, و أن تكون أكثر واقعية, كلنا نعرف أننا للأسف مغلوبون على أمرنا, لأسباب عديدة, فلماذا هذه المسرحيات المخجلة؟

كرامتنا ليست بالتلويح بضربات لن نستطيع تسديدها.. بل أنها تكمن بأن نقوم.. و نضمّد جراحنا و في أعيننا نظرة تحدٍ لمن يظن أن التاريخ لن يحاكمه...

أتمنى لو يخفف مسؤولونا من الـ" هوّارات" الإعلامية, و يركّزوا على تشريف الضحايا الشهداء كما يجب, بمأتم دولة, و أن يشيّعوا في العاصمة, و أن يصلّى عليهم في الأموي.. فأنا واثق أن هذه الجنازة ستكون ذات تقبّل شعبي واسع جدا, و ستكون أول مظاهرة وطنية حقيقية... منذ عقود..

يا سادة .. ليس أبشع من عنجهية المنتصر.. إلا عنجهية المهزوم..

و الخلود لذكرى شهدائنا...




العصر


فليسامحني قرائي لحديثي عن أمر يمسني شخصيا..

تم الإعلان اليوم عن المدونات المرشحة لجائزة Bob's العالمية التي ينظمها تلفزيون DW الألماني, و هذه الجائزة السنوية تُعتبر "أوسكار" المدونات العالمية.

على المستوى الشخصي, أشعر بسعادة غامرة جدا لاختيار مدونتي من قبل لجنة التحكيم (المؤلفة من صحفيين مستقلين و أكاديميين و خبراء انترنت) كواحدة من أفضل 11 مدونة باللغة العربية من بين آلاف المدونات, و هو من انجازاتي الفكرية الكبرى حتى الآن.

لكن ليس هذا ما أود طرحه.

من ضمن المدونات الـ 11 المنتقاة كأفضل المدونات العربية, يوجد مدونتين سوريتين, و هذا أعلى رقم لدولة واحدة من ضمن المرشحات, فهناك دول لا يمثلها أحد, و بالمقابل سوريا تحظى بتمثيل مدونتين في الترشيحات النهائية لهذه الجائزة العالمية المهمة جدا.

أعتقد أن هذه النقطة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار و أن تقيّم بشكل ايجابي, فرغم كل العوائق الموضوعة أمام الفكر الحر بشكل عام, و استخدام الانترنت و التدوين بشكل خاص, و رغم الحجب و الملاحقة و التضييق... يتألق التدوين السوري عربيا.. فتخيلوا لو يتركوننا و شأننا...

أستغل هذه الفرصة لأبارك للزميل عقبة مشوّح, المرشّح السوري الآخر. و كذلك للدعوة لتحرير الفكر الشبابي السوري من براثن أشباح الظلام المخابراتي الجاهل, و ليتركوه يتألق.. لأنه إعلاء لاسم سوريا .. لاسم وطننا

و كذلك.. لأهدي هذا الانجاز .. لملهمة حروفي.. متابعتي الأولى.. و لأشكرها على وجودها في حياتي و في كلماتي..

و أخيرا.. لا يمكنني إلا أن أتذكر.. كل أسير في سبيل الكلمة... فلهم أهدي انجازي.. و أفكاري... و تمنياتي بالحرية القريبة... و خاصة شباب أخوية...




المغرب


تتناقل وسائل الإعلام هذه الأيام أخبارا عن تثبيت موعد توقيع الشراكة السورية- الأوربية مطلع العام القادم, لا يوجد شيء رسمي بعد, لكن تصريحات العديد من المسؤولين من الطرفين تشير إلى ذلك.

هذه الاتفاقية هي فكرة قديمة, أخّرتها التداعيات السياسية بعد اغتيال رفيق الحريري و توتّر العلاقات مع فرنسا.

طبعا هي فكرة جيدة, أتمنى أن تتعدى الجانب الاقتصادي, لتشمل تعاونا في المجالات الإدارية و الأكاديمية و التنظيمية و كل جوانب حياة الدولة, فأوربا بشكل ما هي منهل حضاري يجب الاستفادة من العلاقة معه على جميع الأصعدة.

أملي يصب في ألا تتحول هذه الشراكة إلى مجرد مناسبة لاجتماع حيتان الاقتصاد من الطرفين في ولائم الغداء.. و المال..

أهنئ الحكومة السورية على هذا الانجاز الايجابي, و أستغل الفرصة لكي أدعوها لأن توقّع اتفاقية اقتصادية كذلك... مع الشعب السوري.. بأقرب وقت ممكن.




الليل


قضيت ليلة أمس... و أنا أحلم بكل غابات الدنيا...

باحثا عن واحدة تنفع لكي تكون.. غابتنا السحرية..

هذه التي تواعدنا على أن نعيش فيها.. بسعادة الأبد

أبحث و أبحث...

أطير ممتطيا أجنحة العشق لأنظر من علو..

أجد في كل واحدة منهن عيبا... و أرفضها..

حتى انتهت الغابات...

فلذلك قررت يا صغيرتي...

أن أبيع كتبي القديمة.. و أوراقي الصفراء...

و سمّاعة الصدر و مقياس الضغط..

و أشتري قطعة أرض على سطح الشفق

و أزرع فيها أشجارا..

لها الحرية اسم.. و الأمل ثمار..

أريد أن يزورها الفرات ليختل بين أشجارها..

ليكون ماء سقايتها...

و ليكن خمرا عتيقا.. إن قرأتِ عليه كلمات عشقكِ..

فأشربه بكأس شفتيك... ببطء و تأن

حتى أسكر...

و ياله من سكر... لا أريد أن أستفيق منه...





Yass