عرض مشاركة واحدة
قديم 28/08/2007   #1
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي تاريخ الانسانية الجنسي


هذه دراسة مصغرة وجدتها في مجلة جامعية فرنسية بتاريخ 19/02/ 2005 لطبيب نفساني اسمه روبار نوزاريه مختص في الجنس اسمها وهذه ترجمة شبه تامة

تاريخ الانسانية الجنسي

مدخل: لم يكن للجنس تاريخ قبل مئة عام وانما كان للجنس فقط أسرار ولم يدخل الجنس أبدا التاريخ أيضا قبل اقتحام عصابات علم النفس عليه خلوته. ظل الجنس أسيرا لرؤية دينية قاسية وحادة وغالبا متوترة ولرؤية شعبية ظامئة وخائفة. لكن علوم القرن التاسع عشر الانسانية عرت الانسان تماما أمام قدره في رؤية أعضائه جميعا وبدأ المد العلمي يغزو شيئا فشيئا ذلك العالم المظلم ولم يلبث أن أتى فرويد وأنهى فترة الانبهار بنظريات حاسمة ومعقولة - بالنسبة للعقل في أواخر الثورة الصناعية أي العقل الذي آمن نهائيا أن الدين صناعة انسانية وأن الانسان في الطريق الصحيح لفهم كل شيء وأن كل شيء له مفتاح سحري في نظرية ما - وتراكمت بعده النظريات والتخمينات وتدافعت العلوم الأخرى في التشريح والتفسير فكانت اضافات الأنتروبولوجيين وعلماء الاجتماع وعلماء البيولوجيا و وأخيرا دخل الساحة وبكل حماسة المراهقين علم الوراثة وصار للجنس مع مطلع الألفية الثالثة للميلاد تاريخ عمره وهذا بفضل الانتروبولوجيا أكثر من 40 ألف عام.
أريد قبل هذا التصنيف الزمني أن أقول أنه لا يخضع للمرحلية التاريخية التي تقلب صفحة من كتابها بحدث معين وتفصل بين عصرين بجدار سميك اذ أن عصرا من العصور يحتمل ثلاث أزمنة جنسية في نفس الوقت بالاعتبارات المكانية والطبقية والعمرية والتاريخ الجنس تنطبق عليه بكل أريحية قاعدة التاريخ يعيد نفسه وان كان في الغالب موضوع تحت تأثير أسباب موضوعية تجعل كل فترة نتيجة معقولة لتلك الأسباب.
أخيرا أشير أن تاريخ الجنس هذا خاضع لرؤية العلماء فقط اذن أنني أتحاشى النظرة الدينية القديمة والنظرة المسطحة للجنس كوسيلة للاشباع فلا يبقى أمامنا الا الجنس كمفهوم يصل الينا عبر شبكة من الكتب والنظريات من تطرقوا لهذا الموضوع قبلنا.

أزمنة الجنس التناسلي reproductif :

لا أقول أن أول ما عرف الناس في هذا العالم هو الجنس التناسلي ولكن هذا هو أقرب شيء الى المعقول خااصة أننا ندرس تاريخ الجنس في عهور الرجل المفكر homo sapien حسب نظرية التطور ان الجنس التناسلي مرحلة ضرورية في تاريخ الانسانية ففي العديد من المواقف يكون العدد هو الوسيلة الوحدية للبقاء.
أريد ان أشير أولا الى ملاحظة هامة لبعض علماء الأنتروبولوجيا أن ما يدعي بالشيوعية الجنسية والتي هي النمط الرئيسي لأزمنة الجنس التناسلي هو مرحلة متقدمة من الانسانية لأنها تثبت أن الانسان وصل لهذه الطريقة كنتيجة لتجارب في الحياة قبل ذلك واننا نرى هذه التجربة بدائية لأننا ننظر لهذه العصور من موقع متقدم جدا. ألا ليت حركة التأريخ هذه قامت قبل سبعة آلاف سنة.

ان اطار هذه المرحلة هو الجهل الانساني الشبه التام بتاريخ ما أو لجسده ولا يمكن ايجاد تحديد تاريخي واضح لهذه المرحلة فهي تأتي حتما قبل ظهور الحضارات ولكن المجتمعات البدائية لم تكن أبدا بدائية في الجنس فكل شيء يشير الى أن الجنس هو ما كانت تدور حوله الحياة الدينية لذلك فالمرحلة التي ندرسها هي مرحلة نظرية لا يمكن أن تكون خطوة في حد ذاتها بمفهوم من - إلى وعلينا دائما أن نتذكر التاريخ لا يذكر لنا الا بقايا التجمعات التي تمكنت أن تترك أثرا وهذه مجتمعات متطورة جدا لذلك فإن هذه المرحلة هي بالأساس مرحلة العصور ما قبل الحجرية.

ويسمي الكثير من علماء الأنتروبولوجيا هذه الحالة بالشيوعية الجنسية أي قبل ايجاد مؤسسة الزواج ولا يوجد أم أو أب وانما تتكفل الجماعة بحماية الأطفال وقد يتساءل البعض هنا عن اشكالية الغرائز الأبوية تجاه الأطفال وكيف يوافق أحد أن يتقاسم الزاد وهو قليل مع هؤلاء القواصر دون أي رابطة؟ الاجابة سهلة وواضحة فالأطفال هم مثل الماشية والحيوانات الأليفة تتم اعالتهم على أساس المنفعة المرتقبة و من المؤكد أن الكبار كانوا يتخلصون من الأطفال أو حتى يأكلونهم كلما اقتضت الأمور ذلك.
وبقي الجنس التناسلي طاغيا حتى بعد ظهور مؤسسة الزواج في كل المجتمعات البدائية ذلك أن الرجل الذي كان يعيش من الصيد رأى في انجاب الأطفال زيادة في الزاد اذن كان الأطفال وقتها كما في الكثير من الأمم الفلاحية بعد ذلك مشروعا اقتصاديا.
ولكن أزمنة الجنس التناسلي لم تكن دائما في تلك العهود الغابرة و لم تظهر فقط في اطار الجهل الانساني أو الظروف الاقتصادية وانما كذلك للأسباب الحربية فقد سجلت مثلا في ألمانيا القرن الأول الميلادي طفرة سكانية كان سببها دعوة الحكام للتناسل لمواجهة المد الروماني وهذه الحالة تخرج عن الشيوعية الجنسية لذلك عرفت المرأة ارهاقا جعل شمال أروربا لا ينتصر على الطبيعة (تهيأة الغابات وتجفيف المستنقعات لتمهيد السبيل للتجارة والفلاحة ) الا بعد أربعة قرون.
لم يبق أثر اليوم للجنس التناسلي وان كان التناسل هو القاعدة في الجنس ولكن أحذر مرة أخرى أننا نتناول الجنس كمفهوم لدى العلماء فقط.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03858 seconds with 11 queries