عرض مشاركة واحدة
قديم 11/09/2007   #9
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


أزمنة الجنس المقدس sacré (
ترى كيف انتهت الشيوعية الجنسية والجنس العشوائي وكيف اقتنع الناس بالزواج ورأوا فيه مصلحة عاجلة وآجلة في آن؟
المؤكد اليوم أن ظهور الزواج في المجتمعات الإنسانية كان بعد ظهور الدين المركز في سلطة الزعيم القبلي ثم المرتبط بطوطم لقد كان الزواج نتيجة مباشرة لتدين الإنسان انه فرض على الفرد من سلطة فوقية.
ومنذ ظهور الزواج ظهرت ثورة في الجنس غيرت العالم تماما مثل الثروة الصناعية في التاريخ الاقتصادي للبشرية . فمنذ اللحظة التي ارتبط فيه الذكر والأنثى بعلاقة وثيقة سواء الزوجية أو الأبوية المتربة بعد ذلك صار الجنس ملك العائلة. لكن الزواج لم ينه أبدا الجنس التناسلي بل كانت تلك مهمة الجنس المقدس.
نحن الآن في مرحلة فاصلة من تاريخ الناس إننا الآن في حضرة مدن لا يرتبط سكانها بالضرورة عرقيا وحجة تعايشهم هو المصلحة الاقتصادية. وبما أننا تقدمنا أشواطا على خطى بني الإنسان فقد تقدم الدين وتغيرت خارطته بصفة شاملة فبعد أن كان مجسما في طوطم تعملق وصار مجسما في المعبد. وفي المعبد تركزت كل المعارف . ولنتذكر أننا قد تركنا الجنس منذ قليل وقد اختبئ في الديار بين العائلات ولكن السلطة الصاعدة أي الدين لم تكن لترضى أن تترك شيئا خارجا عن إدارتها المباشرة فأنشأ الكهنة منظومات من الطقوس حول الولادة وكانت الخطوة التي ترتبت عنها كل الخطوات التالية التي أدت في الأخير إلى احتكار الجنس كمفهوم.
ولأن السلطة تلعب دائم لعبتها الشهيرة وهي سياسة الترغيب والترهيب فقد قررت أن تضمن امتيازاتها وحولت المعبد الىالمكان الذي يكون فيه الجنس ترفيها وهنا تغير الإنسان نهائيا لقد ذاق الثمرة المحرمة. لم يعد الجنس تناسلا ولم يعد الجنس سلطة ضيقة في البيت انه متعة وشبق.وكان الثمن باهظا إذ لم يكن متاحا الرجوع إلى الوراء لقد انتزعت المؤسسة الدينية حقوق الجنس من الفطرة الإنسانية وأفقدت المرأة نهائيا السلطة في الجنس.
تمثل بابل النموذج الأمثل لهذه المرحلة بفضل مؤرخيها أي كهنتها وان أبرز حدث حصل في بابل بالنسبة للإنسانية هو اختراع الكتابة وان اختراع الكتابة هذا ليس منفصلا أبدا عما قلناه عن إرادة الهيمنة التي تسكن السلطة وتحركها لقد كانت الكتابة في الحقيقة تعقيدا للطقوس ومحاولة حاسمة لاحتكار المعرفة وكان اختراع الكتابة هو الخطوة التالية للسلطة بعد نجاح مسعاها في خصوص الجنس ولكن الجنس هو الذي فتح الباب لخروج الكتابة للناس لأن المعبد و قد استقطب الناس في إطار الطقوس الجنسية قد خلق احتكاكا بين العامة والكهنة كان في الحقيقة بداية لصراع بين الفكر الشفوي والفكر الكتابي كان الحكم فيه هو التجارة التي رأت في الكتابة مسيحها المنتظر.
واستطاع الجنس المقدس أن ينشر نفسه حين خرجت المدن للحرب فلما انتصرت تم بناء المعابد لنفس الأغراض وان المواخير اليوم أو كذلك في العالم القديم الروماني مثلا كانت تواصلا للجنس المقدس فالماخور كان دائما وسيلة السلطة لوضع يدها على غريزة الإنسان. وان الجنس المقدس ليس سوى مجرد بوابة لدخول حضارة أو التاريخ بما أن التاريخ حسب علماء التاريخ هو تاريخ الكتابة.
في نهايات هذه المرحلة فقط أصبح الجنس ينظر إليه كغريزة وأصبح النظرة الغريزية تخفي تماما النظرة التناسلية. هكذا وجد الجنس الحديث.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03798 seconds with 11 queries