[ايلي صقلي]

ــــــــــــــــــــــــ سوريا لنا ــــــــــــــــــــــــ

سوريا ... هي ذاك المقعد القديم المحفور برسم القلب والنادي الذي كنا نحب.

سوريا ... ذاك اللوح المنقوب من رمي طباشير الشقاوات عليه.

سوريا ... ذاك الشباك المغلق بالنايلون القذر تفادياً من برد الشتاء الفقير.



سوريا... تلك الصنابير الممتلئة بالكثير من الأقذار والقليل من قطرات الماء.

سوريا... ذاك الشباك الصغير في باحة مدرستي الذي يقف أمامهُ من امتلأتْ جيوبَ والديه من عرق أبي.

سوريا... يا دفتر الخمسين ورقة السمراء بغلافها الذي يشعرنا بأننا أضعنا لحن الحرياتْ.

سوريا... يا قلم ريمٍ أو رائدٍ مخطط لوّن أيدينا برائحة العلقم مراتٍ ومراتْ.

سوريا... يا حقيبتي المشقوقة الممتلئة بسمسمٍ وفتات خبزٍ ملتوتٍ بألم أمي وأبي.

سوريا... يا أستاذي الطاغية الخائف من تلميذ على مقعد سيصبح يوماً مسؤولاً في بلده.

سوريا... يا رفاقي الفقراء الذين يأكلون الموز سرقةً كما أوصتهم أمهم كي لا يتألم باقي الرفاق.

سوريا... يا خوفي من ارتفاع حرارة أخي لأن أبي لا يملك ما يبغيه الطبيب.

سوريا... يا مريولي الخاكي المُبرَشّ.

سوريا... يا بيجامة رياضة صديقي مخططة الأكمام.

سوريا... يا رائحة عفنٍ عند مسند رأسي على جدار صفي.

سوريا... يا سوريا يا شمس وقف تحت دفئك يتشمس، جثث كبيرة يحجبن نورك عني.

سوريا يا دمعي ودمي ... سوريا يا ألمي

سوريا...يا سوريا
لأنك هكذا أحب رفاقي.

سوريا يا سوريا

لأنك هكذا لن أرحل و أتركك للطغاة.

ايلي صقلي - سوريا
من إدارة موقع القنية
www.qunaya.com