القومية العربية هي مجرد science fiction
بكل بساطة يمكن توضيح الأمر كالتالي :
نشأت القوميات في أوروبا مترافقة بانهاء الاقطاع و سيادة البرجوازية و كانت الحل الفلسفي لحماية البرجوازيات و ترافقت بتغيير العديد من نظم الحكم في اوروبا بحيث تتلائم مع الفكرة القومية حامية الصناعة.
العرب هم عدد كبير من القبائل المتحاربة المتناحرة تتحدث بلهجات مختلفة وتحكمها شرائع مختلفة , و كانت القبائل العربية تمارس نشاطين اقتصاديين اساسيين هما الرعي والغزو أما التجارة فكانت نشاطاً جانبياً مارسه العرب في مرحلة متأخرة من التاريخ.
في اوائل القرن العشرين تأثر بعض ( المثقفين ) العرب بالغرب تأثراً شديداً و خاصة بالفكرة القومية التي كانت في تصل الى اعلى ذروة لها متجسدة بالحربين الكونيتين الأولى والثانية مما دفعهم للاعتقاد بأنه حتى يحصل العرب على مكانة بين الأمم لابد أن يكون لهم قومية
و تنوعت أشكال هذه القومية من قومية عربية الى قومية سورية الى قومية فينيقية الى قومية مصرية قبطية وقومية اشورية و اخرى سريانية مستندين في ارائهم الى قشور القوميات الأخرى كاللغة والتاريخ المشترك ( حيث كان العرب يغزو بعضهم بعضاً ) و الجغرافيا
مع ملاحظة أن هذه الجغرافيا نفسها كانت تقدم الحدود الطبيعية الحصينة للعديد من الحضارات التي انشأت دولاً على هذه الأرض.
و ساد وهم هذه القوميات دون وجود أي ركيزة اقتصادية حقيقية يمكن أن يبنى عليها أي نوع من أنواع الانتماء القومي
الأمر المؤسف أن هؤلاء العرب حتى هذه اللحظة بعد مرور قرن من الزمن لازالوا يعيشون ضياع الهوية فنجد من أبناء الأسرة الواحدة من يعتقد نفسه عربياً ذو قومية عربية و أرضه تمتد من المحيط إلى الخليج و آخر يعتقد نفسه عربياً ذو قومية سورية و أرضه هلالية الشكل وذات نجمة ( أحلى شي النجمة ) و آخر يعتقد نفسه عربياً من أمة الإسلام و أرضه تمتد أينما وجد المسلمين و آخر أممي يحارب ويناضل ضد قوميات لا وجود لها أساساً ( هادا أحلى من النجمة ) .......الخ الخ الخ حتى أن البعض يعتقد أن انتماءه الى ناديه الرياضي المفضل
أزمة هوية حقيقية يعيشها العرب أينما كانو دون أي بارقة أمل توحي بقرب التوصل الى قرار و بالتالي هوية .