عرض مشاركة واحدة
قديم 30/09/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

Thumbs up فصول السنة و ما يقابلها في الميثولوجيات


فصل الربيع وما يقابله في الميثولوجيات

نجد انَّ فصل الربيع، الذي يمثل بدايات النوع البشري على الارض، تقابله قصة الخليقة وأساطير الأبطال المعروفة بالملاحم.

تعالج أساطير الخلق أصول العالم، وتفترض انّه كان منذ البدء ولم يخلق من العدم. فهو، في تلك المرحلة، شيء شبيه (باللجّة)، أي الشواش والخواء الوسيعين والمظلمين، أو كالنون المصري، ذلك المحيط الأولي الذي يحوي بذور كل شيء وكل كائن قبل الخلق.
جميع الأساطير تصف الخالق بالالوهية. لكن التقاليد الاغريقية والمصرية تلحّ في اظهار الناحية البيولوجية لدى الآلهة. ولهذا نتيجتان: أولاهما تعدد الروايات حول أنساب الآلهة، كتعدد طرق التناسل في المملكة الحيوانية; وثانيهما سريان حكم المنافسة والموت على الآلهة أيضاً.
يوصف عادة الإله المصري اتون، الذي عرف في ما بعد بأسم (رع)، كذكر بشري. لكنه يظهر احياناً ثنائي الجنس في صورة (الهو - هي العظيم). مع ذلك شعر هذا الحاكم بالوحدة واشتهى شريكاً له فخلق، بدون انثى، المخلوقات الأولى: (شو) الذي كان ذكراً ويمثل الهواء; (وتفنوت) التي كانت انثى وتمثل الرطوبة.
في رواية اخرى انَّ (اتون) بصق (شو) (وتفنوت) من فمه، واعطى كلا منهما جوهراً حيوياً هو (كع) الذي يمكن اعتباره كالنفس.. في ذلك ما يشبه الرواية اليهودية، اذ نفخ الله روحه الالهية في آدم... وفي اسطورة مصرية قديمة، يبدو اتون حيّة تعيش في مياه اللجّة وتشكل لوالبها الخارجية حدود العالم.
تنم اسطورة الخليقة المصرية عن مبدأين عامين: اولهما انَّ الميثولوجيا تتألف من طبقات عدة تشتمل روايات سابقة وروايات لاحقة تتواجد معاً وتشكّل مزيجاً; والثاني انَّ اساطير المناطق المختلفة تحتوي على عناصر مشتركة، كنفخ النفس أو الروح في الجسم، وتكوين الانسان من الارض.

بعد تفسيرات بدايات العالم والكون، كان على الإنسان أن يفسر ذاته ويفسر حضارته، أي أن يشرح لنفسه كيف تعلم إشعال النار وكيف اتقن الصيد وصيد الأسماك وتدجين الحيونات وحراثة الأرض وإكتشاف العقاقير، وكيف توصل آخر الأمر إلى خلق حضارة معقّدة.
إنَّ اختراعات على هذا القدر من الأهمية لبقاء الإنسان كان لا بد ان تنسب إلى ابطال يستحقون العبادة لما كانوا يتحلّون به، ولاشك، من مواهب غير عادية..
إنَّ مرحلة الولادة، أي بزوغ اولى مراحل حياة البطل، التي تمثلها اسطورة هرقل اروع تمثيل، تعكس مسبقاً غايات وجوده واهدافها. فغاية وجود هرقل هي حفظ الحياة، بانقاذ ارض من حاكم جائر، فتأسيس حضارة، ومن ثم تجديد قدرة الانسان الروحية ودعمها للارتفاع به فوق مستوى حياة الغرائز البهيمية.

ثمة رواية اخرى للمرحلة الاولى من حياة البطل تتمّ فيها المأثرة البطولية بالتسلّل (ولا سيما الخداع أو السرقة). في مثل هذه الحالة تغتاظ السلطات الحاكمة من جرّاء العمل المقترف وتنزل العقاب بصاحبه كالمعتاد. لكن، بالرغم من ذلك، يكون العمل قد انجز، فتتمّ المأثرة التي بفضلها يتقدم الجنس البشري خطوة جديدة نحو التساوي مع الآلهة.
من اشهر الابطال اللصوص في الحضارة الغربية بروميثيوس الذي سرق النار التي اختص باستعمالها سكان الاولمب. لم يكن معنى النار مقتصراً على انّها مكّنت الانسان من طهي الأطعمة التي كانت لا تؤكل قبل ذلك. وأمّنت له الدفء، بل كان أيضاً انّها اعطته النور الذي يمثل ازدياد الوعي الإنساني.. عاقب زفس بروميثيوس بشدّه إلى صخرة، فيأتي عقاب في النهار ويفترس كبده الذي كان يعود إلى النمو ليلاً إعداداً للوليمة التالية.. لم يكتفِ زفس بذلك العقاب الرهيب، بل توخّى أيضاً إبطال الفائدة التي جناها بروميثيوس للبشر وذلك بتدبيره مكيدة تنم عن الضغينة والمكر.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02875 seconds with 11 queries