عرض مشاركة واحدة
قديم 30/09/2009   #6
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

افتراضي



فصل الخريف وما يقابله في الميثولوجيات



للخريف - عندما يولّي الصيف بخصبه وتدفّق حيويته، وينساب الموت إلى الغلال، وتنخفض قوة الشمس - علاقة وثيقة في الميثولوجيا بموت الإله أو البطل، وبالقوة الهدامة للالهة الأمّ، وبموت الارض أو تعرّضها للخطر مع الكائنات التي تحملها.

تظهر قصة ديميتر اليونانية وابنتها برسفونة كيف تحاول الاسطورة ان تجيب عن الاسئلة الاساسية التي تطرحها الحياة، والتي منها، في هذه المناسبة، السؤال التالي: لماذا تفقد الارض خصبها كل سنة وتبدو الطبيعة كأنها تموت؟
الاله زفس والد برسفونة وخالها في آن واحد، عقد خطبتها، بدون علم والدتها ديميتر، على اخيه هاديس (ملك الجحيم). وبينما كانت الفتاة تجمع الزهور في حقول نيسّا، انشقت الارض فجأة تحتها واختطفها هاديس.. عندما علمت ديميتر بما حدث، غضبت على زفس وغادرت الاولمب. ولما كانت هي آلهة الخصب، قحلت الارض وتوقف كل شيء عن النمو، وكادت المجاعة تقضي على جميع المخلوقات، لو لم يرسل زفس هرمس للعودة ببرسفونة.. وافق هاديس على عودتها، لكن، بما انّها كانت قد اكلت في الجحيم رمانة اعطاها لها هاديس، كان عليها ان تقضي ثلث السنة تحت الارض. اما ما تبقى من السنة، فكانت تقضيه بسعادة مع امها، التي ما لبثت ان سمحت للارض ان تحمل ثمارها من جديد.
في هذه الاسطورة - اسطورة الخصب والموت - تمثل برسفونة، وهي في الجحيم، بذرة الحب في الارض، وتمثل عودتها إلى امها نموّ النبات الذي يغذي البشر والحيوانات.. للتعبير عن الدورة السنوية ولتأمين استمرارها ولاسترضاء الإلهة، كان يحتفل في اثينا بعيد يدعى عيد ألوزيس، كما تقام اعياد الحصاد في انحاء العالم الاخر.

بالاضافة إلى الاساطير التي تفسر تعاقب الفصول، كانت هناك اساطير مخصصة لتفسير دورات قصيرة، كشروق الشمس وغروبها وأوجه القمر وخسوفاتها..
ففي الاساطير الهندية الاوروبية، يعبر عن مدارات الشمس بفرس ومركبة، ويسير الإله الشمس الهندي، سوريا، عبر السماء على مركبة مشتعلة، كما كان يفعل هيليوس الاغريقي ودازبوغ السلافوني. كذلك تفسر رواية شمالية حركة الشمس والقمر بأنَّ ذئاباً مفترسة تلاحقهما.
في الهند، كان القمر يمثل الكأس التي تشرب منها الآلهة شراب الأمريتا، وهو اكسير الخلود. اما خسوفه فكان يعزى إلى الغول راهو. ذلك انّه عندما استخرجت الآلهة الأمريتا للمرة الاولى بتحريك حليب البحار، سرق راهو الرشفة الاولى، فقطع فيشنو على الفور رأسه الذي راح يطارد القمر بنهم.. يحدث الخسوف عندما يفلح راهو في ابتلاع القمر. لكن لما لم تكن له معدة، يعود القمر إلى الظهور، وهكذا تستأنف المطاردة عبر السماء.

ليس عجيباً ان يكون الموت، وهو سر الحياة النهائي، موضوعاً تعالجه جميع الاساطير. فهي كلها تنظر اليه دائماً كدخيل لم يكن موجوداً في البدء، عندما كان الناس يجددون حياتهم مرة بعد مرة، كما تتجدد جلود الافاعي وأوجه القمر.. كذلك يقع الموت عادة فيها إما خطأ، أو اقتصاصاً، أو نتيجة لاتفاق بين فريقين.
كثيراً ما تتركز فكرة وقوع الموت خطأ على رسالة ضلت سبيلها. ففي افريقيا مثلاً يرسل الإله حرباء لتخبر البشر الاولين بأنّهم سيكونون خالدين، لكنها تباطأت فسبقتها اليهم العظاءة، رسولة الموت.
فكرة الموت كقصاص (غالباً بسبب خطيئة المرأة، كما في رواية آدم وحواء) موضوع شائع. كان هنود الالغونكوين في امريكا الشمالية مثلاً يعتقدون انَّ الأرنب الوحشية العظمى اعطت الانسان الخلود في رزمة حُرمَ عليه فتحها. غير انَّ المرأة، وقد استولى عليها الفضول، فتحتها، فإذا بالخلود يفلت منها.
اما فكرة الموت، كنتيجة لاتفاق، فانّها تظهر في بعض انحاء العالم. فقد ورد في اسطورة من اساطير اسكيمو غرينلند انّه لم يكن في البدء لا موت ولا شمس. فاصرّت امرأة عجوز على أنّه، إن لم يكن بالامكان الحصول على احدهما دون الآخر، فمن الافضل الحصول على الاثنين معاً، لانّه لا قيمة للحياة بدون نور.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03103 seconds with 11 queries