الموضوع: الآخر !!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 18/08/2006   #1
صبيّة و ست الصبايا Nirvana
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Nirvana
Nirvana is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
حيث لا أدري!
مشاركات:
3,323

Question الآخر !!!


تناولَه المخرج يوسف شاهين في فيلمه الشهير الآخر، نتعاملُ معه كل يوم، نشاهدُه على شاشات التلفزة، عدو تارة وتارة صديق، نتعجبُ منه حيناً ونتعاطف معه حيناً، ولكنه في جميع الأحوال هو الآخر.
يتمثلُ لنا في عدة نماذج فهو ابن البلد أو ابن العروبة أو أجنبي غريب، هو كل من يختلف عني حتى ولو اشتركنا ببعض الصفات، هو كل إنسان في هذا العالم، نتعاملُ معه كل يوم، نشاركُه، نقاطعُه ونتبادلُ معه كل الأفعال.

في مجتمعاتنا العربية، للآخرِ أهميةٌ كبيرةٌ تبدأُ من التاريخ ولا تنتهي في الحاضر، فالآخر كان دائماً المحرك الأساسي لتقدم مجتمعاتنا أو تأخرِّها ووحدة التحكم في اتجاهاتِها، والمجتمع العربي كان لفترة طويلة من الزمن تحت رحمة استعمار الآخر خائفاً أومقاوماً، عاجزاً أومتمكناً، لكنه وعلى صعيدٍ آخرٍ تعايشَ معهُ وتتطبعَ منه، فالبعض يتكلم بشكل أساسي بلغته، والبعض يتقنّعون بطباعه، والبعض يبذلون الغالي والرخيص كي يهاجروا إليه.

وفي حين لازالت بعض المجتمعات العربية تحت رحمة احتلالِ هذا الآخر في فلسطين والعراق وجزء من لبنان وسوريا، يشدُّ هو (الآخر) قبضته على اقتصاد الجزء الباقي منها وينشرُ ثقافته دون حسيب أو رقيب، وكلما اشتد الخلاف بين الطوائف في لبنان والسودان ومصر ودول أخرى تحققَت مصالحَه ونجحَت مساعيه، فتتشكلُ جماعات بين موالٍ ومعارض، منها من يلوح براية الإصلاح والتهذيب أو بعصا التخريب والترهيب، وتكون هي الأخرى (آخر) جديد.

بين هذا وذاك يختبئُ المواطنُ العربي وراء ستارٍ شفافٍ من الخوف من الآخر وشفقةٍ على النفس ونرجسيةٍ بلا معنى يُقنِعُ بها نفسه على أساسِ تفوقٍ تاريخي ما في زمن ما! يُلغي أحكام العقل والمنطق وسبل التواصل الإنساني ويتقوقعُ على نفسه، فيلعب به الآخرُ (آخر شقيق وآخر غريب) لعبةَ شدِّ الحبل إلى أن تنتهي اللعبة بإحكامِ زمامِ الحبلِ على عنقِه بعد أن يضعَ شاهدَ قبرِهِ بيديه مكتوبٌ عليه لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم!

كل جنون بينكتب بالدم ..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04430 seconds with 11 queries