الموضوع: حكمة أوشو
عرض مشاركة واحدة
قديم 25/02/2009   #2
شب و شيخ الشباب Najm
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Najm
Najm is offline
 
نورنا ب:
May 2008
المطرح:
غريب..
مشاركات:
272

إرسال خطاب MSN إلى Najm
افتراضي





إن كلَّ ما أقوله ليس هو الشيء الذي أريد أن أقوله لكم. فكلُّ ما أقوله لا يفعل شيئًا مع الحقيقة لأن الحقيقة لا يمكن أن تُقال. كل ما أقول ليس إلاَّ طَرْقًا على الباب! وعندما تصبح واعيًا سوف ترى الحقيقة. ماذا أريد؟ أريد أن أرى القوة والسلام في كمالهما، أريد جمعًا وانسجامًا بين الدين والعلم. وبهذا يولد فردٌ مثالي لثقافةٍ مثلى
إن الفرد ليس جسدًا أو روحًا، إنه توحيدٌ للاثنين معًا. لذلك فإن أيَّ شيءٍ يعتمد على أحدهما بمفرده يكون ناقصًا

أنا كلٌّ مع الأشياء كلِّها... في الجمال، في القبح، في الأشياء كلِّها. أنا لست موجودًا في الفضيلة فقط، بل في الرذيلة أيضًا أنا شريك. وليست الجنة فقط مسكني، بل الجحيم أيضًا. بوذا، المسيح، لاوتسو... من السهولة بمكان أن أكون تابعًا لهم! لكن هتلر وتيمورلنك وجنكيز خان أيضًا في داخلي! لا، لا أنصاف! أنا الجنس البشري بكامله، وكل ما هو إنساني يسكن فيَّ – الورود كما الأشواك، الظلام كما الضياء. وإذا كان الرحيق لي فلِمَن السم؟ السم والرحيق كلاهما لي... كل مَن اختبر هذه الأشياء جميعًا هو بنظري إنسان متديِّن. فعذابات جميع هذه الخبرات وحدها تستطيع أن تُحدِثَ انقلابًا جذريًّا في هذا العالم المجنون!

كلما أوغل المرء بعيدًا داخل نفسه زاد نضجُه. وعندما يصل إلى مركز وجوده تحديدًا سيصبح ناضجًا تمامًا. ولكن، في تلك اللحظة، يختفي الشخص ويبقى وجودُه! تختفي النفْس ويبقى الصمت، تختفي المعرفة وتبقى البراءة.

عندما تغيب منك الأفكار ويبقى ذهنك صافيًا، عندما لا يكون عندك خيار وتكون لأمر الله مسلِّمًا، عندما لا تكون هناك كلمات ويكون قلبك فاعلاً، عندئذٍ تدخل في الدين الحق. لستُ من الذين يخافون الله، بل أنا من عشَّاقه – فالخوف لن يأخذك إليه، بل سيؤدي بك إلى فراقهِ.

بالأمس، عندما قلتُ ذلك، سألني أحدهم: "إذًا أنت مُلحد؟" لستُ بمُلحدٍ ولا بمُؤمن! إنها مجرَّد اختلافات سطحية وفكرية فقط، لا علاقة لها بالكون أبدًا. فالوجود غير مقسَّم مثل عقلنا المليء بالتناقضات. فمن الفكر فقط تأتي جميع تلك الاختلافات. كلٌّ من الإيمان والإلحاد مصدره العقل ولا يصل إلى المستوى الروحي! الروح تسمو فوق كلِّ شيء إيجابي وسلبي، وتكمُن وراءهما في العمق. في عبارة أخرى، إن الإيجابي والسلبي شيء واحد على ذلك المستوى، وليس هناك خط فاصل بينهما. لا يوجد أي مفهوم فكري يعمل هناك. في الواقع، على المؤمن أن يُسقِطَ إيمانه، وكذلك على المُلحِد أن يُسقِطَ إلحاده... ومن المحتمل إذ ذاك أن يدخلا جميعًا إلى عالم الحقيقة والحق ويهتديا إلى الصراط، الفكرتان كلاهما من استحواذ العقل عليك – والاستحواذ عبء مفروض قسريًّا. ليس علينا أن نقرِّر ماهية الحقيقة، لكن علينا أن نتذكرها بوصفها اللحظة التي ينفتح فيها المرءُ على نفسه. وعندئذٍ: "مَن عرف نفسَه فقد عرف ربَّه."

إذا نظرت في عمق إلى صخرة، إلى شجرة، إلى رجل أو امرأة، وتابعت النظر في عمق، تصبح تلك النظرة حلقة، تبدأ منك، وتمر عبر الآخرين، وتعود إليك ثانية. كل شيء شفاف جدًّا، لا شيء يمنعه. الشعاع يذهب، يشكِّل حلقة، ويعود ليقع عليك. لذلك فإحدى أعظم العبارات في كتب الأناشيد هي "الحلقة كاملة": أي أن المتعبِّد مع الله واحد، الطالب مع المطلوب واحد، السائل هو نفسه يصبح الجواب.

أنا أساعدك في إدراك السكينة في روحك. هذه ليست تعاليم ولا عقيدة، ولا حتى قانونًا دينيًّا محددًا. لهذا أستطيع أن أقول أيَّ شيء، أستطيع أن أناقض نفسي في الليلة الواحدة مئات المرات.
إنني في حالة صعبة جدًّا. فمنذ اليوم الذي دخل حبُّ الله فيَّ اختفت الكراهيةُ من داخلي. لذلك حتى لو أردتُ أن أكره فلن أستطيع؛ حتى لو أتى الشيطان أمامي لا يسعني إلا أن أحبَّه! ليس لدي أي خيار آخر، لأنني قبل أن أستطيع أن أكره أحتاج إلى وجود الكراهية في داخلي، وبغير ذلك لا أستطيع.
من المستحيل أن يتعايش الحب مع الكراهية في القلب نفسه. إنهما متناقضان تمامًا تناقُضَ الحياة والموت. الحب والكراهية لا يمكن لهما أن يوجدا في القلب نفسه أبدًا

أي قدرمن الحقيقة يستطيع أن يتحمله الإنسان..!

يقول نيتشه: "أدى تبنِّي مفهوم السعادة إلى خنق البحث العلمي."
يمكن القول، اليوم: "أدى البحثُ العلمي إلى خنق مفهوم السعادة."
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03534 seconds with 11 queries