[هدوء البحر]

النموذج الرائع الذي يتمتع به البارسا بالإعتماد كثيراً على أبناء النادي توجه ليكون الأكثر فعالية في الموسم الماضي على المستوى القاري , حيث فاز الفريق بكل شيءٍ ممكن , وهاهي فعاليته مستمرة في الموسم الجديد بفوزه بأول لقبين في طريقه .

في نهائي "روما" إستخدم "بيب غوارديولا" عدد "7 لاعبين" من "لا ماسيا" في القائمة الأساسية في اللقاء , وفي لقاء "خيخون" قبل يومين شارك كذلك بنفس العدد على الرغم من غياب "إنييستا" و "ميسي" .

هذا الأمر من من النادر وجوده في فرقٍ أوروبيةٍ أخرى , فعمالقة القارة لانجدهم يعتمدون على أبناء النادي كما يفعل "بارسا بيب" , بل يعملون على شراء اللاعبين بقيمٍ مرتفعةٍ جداً وينتظرون نتائج غير أكيده , ويحاول من جهته "آرسين فينغر" في فريق "أرسنال" الإنغليزي على العمل على بناء فريقٍ يتم من خلاله إختيار بعض اللاعبين الصغار الذين بمقدورهم التأقلم سريعاً على أسلوبه الكروي , في حين نجد أن "إنتر ميلان" الذي سحق "ميلان" السبت الماضي فاز بدون لاعبٍ إيطالي واحد وبدون تواجد أحد من أبناء النادي .

في البارسا النظام معاكسٌ تماماً , فهو يؤسس أسلوب اللعب ومن ثم يتم العمل رفقة اللاعبين الشبان على تطبيق فلسفته وبعد ذلك يتم إدخالهم في التشكيلة الأساسية بكثيرٍ من الجرأة ليقوموا بتمثيل الفريق .

البارسا يعيش حالياً فترة فريدة من نوعها , فهو يحوي لاعبين مميزين جداً ليس لهم مثيلٌ في العالم عاشوا وتطوروا في أروقته مثل "تشافي" , "إنييستا" و "ميسي" ويعملون من أجل تحقيق أهداف النادي , في حين يختار البعض أسلوباً آخر مكلفاً جداً يتمثل في شراء اللاعبين من السوق لتعزيز المراكز الضعيفة في الفريق .

كل النماذج يمكن أن تكون رائعة حينما تحقق أهدافها , ولكن يجب ألا ننسى بأن جماهير "أياكس" و "بايرن ميونيخ" لاتنسى يوماً من الأيام الأجيال الذهبية لديها التي سيطرت على القارة بالإعتماد على أبناء النادي , وهو الأسلوب الذي طبقه البارسا الآن ونجح فيه .