[شامي للنخاع]

يونايتيد 2 فولفسبورغ 1
بديل يونايتيد يقدم أفضل ما عنده في المباراة التي شهدت استضافة الخصم الألماني في بطولة الدوري الأوروبي ليلة الأربعاء. أمر عادي، أليس كذلك؟

بعد مرور عشرة أعوام على إحراز تيدي شيرنغام وأولي سولسكاير الفوز في الوقت بدل الضائع أمام بايرن ميونخ والفوز بأهم بطولة في أوروبا، فإن ديميتار برباتوف قدم هو الأخر دورًا حيويًا في محافظة يونايتيد على مسيرته القوية في دوري الأبطال الأوروبي للمرة الثالثة على التوالي.

وعلى الرغم من أن هنالك طريق طويل يتعين على رجال السير أليكس أن يمضوه قبل أن يحلموا حتى بالسير في بيرنابو في شهر مايو القادم، إلا أن فوز الشياطين الحمر 2-1 على البطل الألماني يعني تصدر يونايتيد للمجموعة الثانية، وإضافة ثلاث نقاط نظيفة إلى رصيده ليتقدم على الألمان وسيسكا موسكو، وفضلاً عن ذلك فقد تمكن الشياطين الحمر من إلحاق الهزيمة المبكرة بالفريق التركي بيشكتاس.

وعلى صعيد الأداء في الملعب ، فإن تزول بيرباتوف بدلاً من المصاب مايكل أوين في الدقيقة 20 من عمر اللقاء، كان نقطة تحول في أداء الشياطين الحمر، كما أنه قدم أفضل مستويات له مع يونايتيد، ولقد اتسم لعبه بلمسة ساحرة، ورؤية ثاقبة، ودقة خارقة طوال المباراة، حيث بدا وكأن كل شيء يقوم به يونايتيد هو من نصيب البلغاري المتألق.

بدأ السير أليكس اللقاء بست رجال من التشكيل الذي شارك في إلحاق الهزيمة بالفريق التركيبيشكتاس 0-1 والتي أقيمت في اسطنبول، كما بدأ توماس كوسوتشاك بين العارضتين، في حين قدم مايكل أوين أول مشاركة له في تشكيل البداية مع يونايتيد في دوري أبطال أوروبا.

أما بول سكولز، الذي أحرز هدف فوز للشياطين الحمر في تركيا منذ أسبوعين فلقد أثبت في هذا الأسبوع من مباريات الدوري الإنجليز الممتاز أنه أفضل لاعب يقوم بالتمريرات، على الرغم من أنه كان على مقعد البدلاء وذلك حيث اختار السير أليكس أن يكون هنالك تناغم بين الثنائي أندرسون ومايكل كاريك، ومن ناحية أخرى قدم أنطونيو فالنسيا أداءً مميزًا مع الشياطين الحمر في تركيا - بجانب المتألق على الدوام رايان جيجز.

وفي الأثناء ذاتها، صار أسلوب فولفسبورغ كما كان متوقعًا: حيث كان يبحث عن إحراز الأهداف. ولم يقم البطل الألماني ببناء خطته على الدفاع، ولذا، فلم يكن وجود الثنائي غرافيتي وإدين دزيكو في مقدمة تشكيلة المدير الفني فيه أرمين يشكل أي مفاجأة.

وقد كان غرافيتي هو أول من بدأ الفرص في اللقاء، على الرغم من المساعدة التي قدمها له تردد دفاع يونايتيد في تلك اللعب، وعلى الرغم من هذا، فعندما قطعت الكرة عند كريستيان غينتنير الذي فشلت تسديدته في تشكيل أية خطورة على مرمى كوسوتشاك الذي أمسك بالكرة بسهولة.

وقد كانت هذه اللعبة بمثابة إنذار للشياطين الحمر، وذكرتهم بأن فولفسبورغ قد فاز في المباراة الأولى 3-1 على سيسكا موسكو، وأنه لن يكونخصمًا سهلاً، وبالفعل، فقد بدأ الزوار المباراة بشكل رائع، وامتلكوا زمام اللعب في منتصف الملعب، وظهروا بشكل رائع في الملعب.

وفي المقابل، فإن يونايتيد كان يحاول أن يحافظ على الكرة في منتصف الملعب أو أن يخترق دفاع فولفسبورغ، وجاءت أول تصويبة ليونايتيد في الدقيقة 20 من المباراة، وذلك من ضربة حرة مباشرة من على بعد 30 ياردة.

ولكن تلك اللعبة قد حملت معها خبرًا غير سار لجماهير أصحاب الأرض، حيث إن مايكل اوين قد أصيب ولم يستطع أن يكمل اللقاء، وقد تم تغييره بالمهاجم بيرباتوف الذي دخل سريعًا في اللقاء، وصنع أول لعبة لروني لينطلق بها قبل أن يمررها إلى فالنسيا.

وقد أحرز الشياطين الحمر هدفًا في الدقيقة 28، إلا أن الحكم المجري كان له رأي آخر، ولم يحتسب هذا الهدف، حيث رأى أن بيرباتوف كان في موقف تسلل قبل أن يمرر الكرة إلى روني، إلا أن الإعادة قد أظهرت أن هناك مدافعًا يغطي بيرباتوف بياردة.

ويظهر بيرباتوف مرة ثانية في الصورة في الدقيقة 30، وذلك عندما مرر الكرة بصورة رائعة إلى كاريك ليجد الأخير نفسه وجهًا لوجه مع ديجو بيناجليو حارس مرمى فريق فولفسبورغ، وينجح الحارس في التصدي لتلك الكرة ويحافظ على نتيجة اللقاء، وهي التعادل السلبي 0-0.

ومن مجهود فردي كاد النجم صاحب القميص رقم 9 أن يفتتح التسجيل، والذي لو جاء، فمن المؤكد أنه سوف ينافس بقوة على هدف الموسم، ومن تبادل للكرة بين جيجز وروني يتمكنان من كسر دفاع الفريق الضيف قبل أن يضع جيجز الكرة إلى جوار القائم، ويصوب بيرباتوف من خارج منطقة الجزاء، إلا أن تصويبته تعلو العارضة.

وفي تلك المرحلة، فقد دانت السيطرة للشياطين الحمر، ويطلق روني - الذي أبدى تفاهمًا كبيرًا مع فالنسيا وبيرباتوف بعد نزوله - تصويبة قوية قبل أن ينقذ بيناجليو كرة خطيرة من رأسية كاريك.

ومع كل هذه الهجماتـ فإن يونايتيد قد وقف عاجزًا عن الوصول إلى شباك الفريق الألماني، وذلك عندما لم يعرف الفريق طريق الوصول إلى تلك الشباك.

ويحمل ريكاردو كوستا أول تهديد على مرمى الشياطين الحمر في الشوط الثاني عندما تهيأت الكرة له في مسافة جيدة من الضربة الركنية، وعلى الرغم من هذا، فقد ذهبت تصويبته بعيدة عن المرمى مثلما فعل أندرسون بعد ذلك بفترة وجيزة.

حيث نجح حارس مرمى فولفسبورغ من التصدي لتصويبة النجم البرازيلي قبل أن يفتتح الفريق الزائر أهداف المباراة في الدقيقة 55، حيث استلم ماكوتو هاسيبي الكرة في مساحة خالية داخل منطقة الجزاء، ثم يلعب كرة ماكرة تجاه القائم البعيد، حيث كان إدين دزيكو متواجد في هذا المكان، ويتمكن من سباق باتريس إيفرا، ليحول الكرة برأسه في شباك الحارس توماس كوسوتشاك.

وينزل هذا الهدف كالصاعقة على أولد ترافورد، ولكن مثلما حدث في الكثير من المرات السابقة، فإن المواقف الصعبة هي التي تلهم الشياطين الحمر، حيث لم يدم تقدم فولفسبورغ سوى أربع دقائق فقط قبل أن ينجح رايان جيجز من تحويل الضربة الحرة المباشرة في المرمى الألماني، حيث إن الكرة قد اصطدمت باللاعب كريستيان غينتنير المتواجد في الحائط البشري، لتغير اتجاهها، وتذهب إلى القائم القريب.

ومع تسجيل جيجز للهدف رقم 150 مع يونايتيد، فإن رجال السير أليكس قد عرفوا الطريق نحو تحقيق الفوز، ويطلق روني تصويبة قوية تجاه الحارس بيناجليو من على حافة منطقة الجزاء، وترتد الكرة إلى جيجز الذي وضعها في الشباك، ويذهب بعدها للاحتفال مع جماهير أولد ترافورد، إلا إنه يشاهد راية الحكم وهي تشير إلى وجود تسلل.

بيد أنه لم يكن هنالك أي شيء يشوب أداء مايكل كاريك حتى الدقيقة 78، بل إن ذلك يجمع بين الدقة والثقة والمهارة تحت ضغط المباراة، ومرة أخرى يشترك بيرباتوف، حيث كانت الكرة معه في منطقة الجزاء قبل أن يجد جيجز أمامه ليمررها له والذي أخذها منه كاريك ليودعها الشباك ويتقدم الشياطين الحمر 2-1 في اللقاء.