عرض مشاركة واحدة
قديم 18/09/2009   #1
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي المكدوس آخر جيوب المقاومة السورية ...!؟


المكدوس آخر جيوب المقاومة السورية ...!؟


أخر ما بقي الأسرة السورية تحافظ عليه من حجم المونة الكبير والمعتاد لربما هو المكدوس، بطل المونة الجبار الذي وقف في وجه جميع التغيرات الحاصلة على السوق وعلى الاجتماعي وعلى العولمة وعلى الذائقة، وأجبر الأسر السورية على احترامه والاحتفاظ به، وبالرغم من غلاء أهم مكون فيه وهو الجوز، فقد بقي المكدوس عنصراً رئيسياً من المواد التي يجب أن يحتويها كل منزل سوري وكأنه هوية مائدتنا الشتوية، فهو موجود في بيوت القرية والمدينة ولدى الغني والفقير والمتوسط.

كثيرٌ من الأسر وبحكم توافر المعلبات لكل المواد وبحكم الضغط المادي الذي تعانيه في أيلول، ألغت الجبن واللبن والمربيات من حسابات المونة لكنها لم تستطع أن تلغي المكدوس ولو أن الكثير منها قلل الكمية، وفي كثير من الأحيان وفي ظل الظروف المعيشية القاسية قلل الحشوة..الزيت..الحجم...، كما أن الكثير من الدول الأخرى التي تعلم بحاجاتنا لمواده الأساسية في فصل المونة زادت من حجم صادراتها للجوز والفليفلة والملح، فالجوز الأوكراني أصبح ينافس البلدي بشدة، والكيلو منه بـ 350 ليرة بينما البلدي المقشر يصل إلى 700 ليرة، والمواطن كما يظهر في جولاتنا على الأسواق يقبل بقوة على الجوز الأوكراني ويفضله على البلدي، فأمام بائعي الجوز الأوكراني يصطف الكثيرون حتى لو لم يشتروا سوى كيلو أو نصف كيلو بينما الكيلو البلدي يسأل عنه الكثيرون ويشيحون بوجوههم مبتعدين، أما باقي مكونات المكدوس فمقدور عليها.

فرض المكدوس حضوره لتتكيف المصانع نفسها لإنتاجه وتعبئته وتسويقه، فاتضح لها أنه منتج لا يمكن الاستغناء عنه، فبدأ ينزل الأسواق معلباً جاهزاً، مكدوس المعلبات موضة عصرية جديدة لا تحمل من طعم المكدوس سوى طعم الزيت، فهذه العلب لا تكلف النساء شهراً من أجل اختيار الباذنجان الأصغر حجماً وسلقه وقلبه في قطرميزات وانتظاره حتى يصفى من الماء وحشوه بالملح وتنبيه الأطفال ألا يقتربوا من القطرميزات المقلوبة كي لا تقع، ومن ثم حشوه وملئه بالزيت وانتظاره مرة أخرى كي يفقد مرارته، فيخرج مكدوساً حقيقاً حاملاً معه طعم الانتظار، فهذه التفاصيل غير مذكورة ببطاقة بيان المكدوس المعلب، فهو إلى حد ما يفي بالغرض لطبقة ما، لا يبذل له الوقت ولا الجهد، مكدوس يلبي الطلب ولا يحمل طعم اللذة ولا جمال التحضير.



يارا وهبي

10/09/2009

http://www.syriasteps.com/index.php?d=152&id=40576






ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.05539 seconds with 11 queries