عرض مشاركة واحدة
قديم 28/05/2009   #37
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


فرصــــة


عمودان في باحة المدرسة الواسعة. واحدٌ يحمل "بانة" كرة السلة وواحدٌ لا أعرف لماذا ؟! قد يكون لتوازن المدرسة..!!
الساحة تقابل المبنى, والمدخل في وسطه. على يمينه إدارة المدرسة، وعلى يساره غرفتان تستخدمان دورات مياه، واحد للذكور وواحد للإناث، وفي نهاية كل غرفة ، نافذة تطل على ساحة المدرسة.

* * *

كان الدرس مملاً، والمدرس مملاً، والهدوء الزائد، والتثاؤب، مملاً أيضاً.
رفع يده ، وطلب أن يخرج. تفاجأ الجميع خاصة المدرس.
وضع يده على بطنه، فهز المدرس رأسه متفهماً، ووافق.
تصنَّع الألم، وهو يتجه إلى خارج الصفِّ. أغلق الباب.
التهبت عيناه وهما تبحثان عن مكان وقوف موجّه المدرسة، ليهرب منه ومن تساؤلاته المزعجة، لكنه لم يوفّق.
كان موجه المدرسة قد كشّر عن عينيه، ولوّح له بعصا خشبيّ’، ليقترب، فاقترب، يحمل بطنه في يديه، ليوهم الموجّه أنّه مريض. ضحك الموجه مقهقهاًً: كه..كه..كه.. ثم همس:
ـ شو .. مسهِّل؟! كه..كه.. شو إيكل؟! كه..كه.. برد ولا خر..كه..كه..كه.. روح..
ركض باتجاه دورة المياه، ليبتعد عن عيون الفضوليين من مدرّسين وموجهين، وهناك تنفس الصعداء، فصعقته الرائحة الحامضية الواخزة.
اقترب من النافذة المطلّة على الساحة مراقباً فراغها الهشّ، محاولاً إنهاض وسطه المرتخي قبل فوات الأوان.
قُرع الجرس. انتفض جسده، ثم امتص صدمة المفاجأة تلك، وبقي قلبه يرتجف بشدة، وأيقن أن محاولته في صيد لذة عابرة، قد فشلت. فاستاء، وانكمش على النافذة، يراقب خصلات الطلاب من ذكور وإناث.
رأته فتاة مرحة، لثمت بكوع ذراعها خصر صديقتها، وغمزت بعينها، وأشارت إليه بحاجبيها. ضحكت الأخرى، وفهمتْ مغزى تلك النافذة الذابلة.
اقتربت من مرمى عينيه، تعضّ زاوية شفتها السفلى بسنٍّ أبيض لذيذ، وتغزل جديلتها بيدها اليمنى. انتفض في مكانه، وتعثرت نظراته، ثم انتصبت عيناه بهيكلها الخصب.
أدارت له ظهرها، وبقي وجهه معلقاً به. أحنت جذعها، لتوهم الجميع، أنها تريد رفع شيء عن الأرض. أحنته بقوة، فاهتزت تنورة بدلتها الخضراء، وارتفعت للحظة، لكنها كانت كافية لتظهر ألية جميلة محبوسة ومرسومة تحت بنطال ضيق مثير.
انتفض وسطه من حرارة بعيدة مشتهاة.
نهضت الفتاة. جديلتها بيدها اليمنى، وعيناها المحققتان الخطيرتان تتعلقان بمن تأثر عن بعد خلف النافذة الحائرة، وتقدمت.
استدار بسرعة، قبل أن يغيب المشهد من ذاكرته، ودخل دورة المياه، وأقفل الباب من الداخل.
خرج متمهلا حذراً يراقب.
كانت الفتاتان المرحتان تستندان إلى الجدار المقابل.
توقف للحظة مندهشاً، لكنها كانت كافية لتنفجر الفتاتان بضحك مدين وساخر..!!

طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03882 seconds with 11 queries