عرض مشاركة واحدة
قديم 13/03/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا سمر1
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ سمر1
سمر1 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2009
المطرح:
بلاد الواق واق
مشاركات:
66

افتراضي ياليت سوريا مثل زيمبابوي........


منذ أيام أدى زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي اليمين رئيساً للوزراء، وذلك تنفيذاً لاتفاق تقاسم السلطة مع الديكتاتور والزعيم التاريخي روبرت موغابي، الذي اضطر الى تقديم تنازل تاريخي بعد عقود ثلاثة من الحكم المطلق. صحيح أننا نتمنى أن يجلب ما حصل هناك الهدوء والاستقرار السياسي لدولة مثل زيمبابوي بعد أعوام طوال من قمع السلطة للمعارضة، إلا أنه، وللأسف، أصابنا بنوع من الأسى والحزن على بلادنا سورية، إذ مازال نظام «حزب البعث» الشمولي يسجن معارضيه الوطنيين ويمنع أي صوت مغاير أو منتقد من التعبير عن نفسه.
قبل اتفاق تقاسم السلطة في زيمبابوي كنا نعتقد أن هناك الكثير من الأنظمة الشمولية وحكم الفرد مازالت منتشرة هنا وهناك في أصقاع الأرض كلها، وكان هذا يخفف قليلاً من شعورنا بأننا وحدنا من بقينا خارج حركة التاريخ وما يجري فيه. أما اليوم، وبعد الذي حصل في تلك البلاد، حيث ينتشر وباء الكوليرا ويعم الفقر والجوع والأمية والإيدز، صار علينا أن نطأطئ رؤوسنا، نحن الذين مازلنا نهتف «بالروح بالدم... نفديك يا زعيم»، نحن الذين مازلنا ننتخب بنسبة تسعة وتسعين في المئة. ونحن الذين نتحجج ببرد الشتاء وقلة الأمطار لنبرر الفقر والبطالة، وبحر الصيف لنبرر وقف عجلة التنمية، و«بالعدوان الإسرائيلي على غزة» لنبرر فيه سجن معارض أو حجب موقع إلكتروني، و«بقانون محاسبة سورية» لنبرر عجزنا عن مواجهة الفساد.
علينا نحن الذين نتبجح بالأرقام عن كثرة عدد السياح الذين زاروا أوابدنا التاريخية ونوادينا الليلية، ونفرد على صدر صفحات صحفنا الرسمية أخبار المجاعة والفقر والتسول والإيدز في بعض البلدان الأفريقية، ومنها زيمبابوي، علينا أن ننشر، بل ونتعلم، من هذه الكلمة للديكتاتور روبرت موغابي الذي قالها في أعقاب أداء زعيم المعارضة تسفانجيراي قسمه كرئيس للحكومة: «أمد يد الصداقة والتعاون، تعاون حار ومتضامن في خدمة بلدنا زيمبابوي... إذا كنا خصميّ الأمس... فإننا اليوم نتوحد. إنه انتصار لزيمبابوي... لقد أظهرنا أننا قادرون على حل خلافاتنا من طريق التفاوض والتسوية».
إن من يفكر منا بكلمات موغابي هذه سوف يتحسر كثيراً على بلده وعلى السياسيين، والجنرالات، الذين يحكمونه منذ عام 1963، وزعماؤنا الذين يراقبون ويخشون حتى شركائهم وأتباعهم في أحزاب «الجبهة الوطنية التقدمية»، رغم أنها مجرد أحزاب كاريكاتورية وهلامية «تشتغل عند الحزب القائد» ولم يسمع بها غالبية السوريين.
طبعاً الذي حصل في زيمبابوي لم يبدأ في الأمس، لأن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة تسفانجيراي أتت بموجب اتفاق تقاسم السلطة الموقع في سبتمبر 2008، والذي أتى بدوره نتيحة هزيمة نظام موغابي وحزبه في الانتخابات العامة قبل نحو أشهر ستة من ذلك، وهو الأمر الذي لا نعرفه أيضاً في سورية، ونقصد بذلك انتخابات تتنافس فيها أحزاب غير «حزب البعث»، انتخابات حقيقية مثل دول العالم المتحضر كلها، انتخابات فيها مهزوم وخاسر.
وما يسجل أيضاً لمصلحة زيمبابوي وزعيمها روبرت موغابي أنه وصل إلى الرئاسة نتيجة الانتخابات وليس عن طريق انقلاب عسكري أو «حركة تصحيحية»، أيضاً هو الزعيم التاريخي لواحدة من أهم الحركات التحررية الأفريقية، التي ناضلت من أجل استقلال البلاد، وهو الرجل الذي قضى أعواماً عشرة في سجون حكومة أيان سميث البيضاء، ليقود البلاد ومن نحو عقود ثلاثة للاستقلال، وليتولى بعدها رئاسة أول حكومة للغالبية السوداء في ربيع 1980، حين فاز حزبه بالانتخابات. ورغم خمر السلطة التي أسكرته، فقد قبل أخيراً أن يعي ويدرك أنه ليس هو فقط صاحب القرار في هذا البلد، وقبل أن يكون في بلاده شيء اسمه «صندوق انتخاب»، فضرب مثالاً على قدرة أبناء القارة الأفريقية رغم أوجاعهم وبلاءاتهم كلها على أن التغيير والتجدد خضوع لحركة التاريخ.
نتمنى على عباقرتنا أن يتعلموا شيئاً مما يجري حولهم، لكن إذا اعتقدوا أن ما يجري وجرى زيمبابوي هو بعيد جداً، فلا بأس أن نذكرهم بأن الأميركيين انتخبوا للمرة الأولى زعيماً أسود البشرة، وإذا اعتقدوا بأن أميركا بعيدة وأن ما يصلح فيها لا يصلح في بلادنا، فإننا نذكرهم بالذي جرى في العراق منذ أيام أيضاً، لكن وإذا ما قالوا إن ما جرى في بلاد النهرين لا قيمة له لأنها «انتخابات أتت تحت سلطة الاحتلال» فإننا سنذكرهم بالذي جرى في إسرائيل، وبالذي سيجري في لبنان بعد أشهر قليلة، وربما في دول الأرض كلها لاحقاً.
رحمك الله يا جدي كنت تقول لي لتبرهن على غرابة الشيء وتخلفه وبعده وعجائبيته: «وهل نحن في زيمبابوي»؟
عفوك يا جدي نحن في سورية، وأقول لك إنه يحق لأهل زيمبابوي وسحرتها وفقرائها وأمييها أن يقولوا اليوم مستغربين متأسفين غير راضين: «وهل نحن في سورية؟»


زين الشامي
كاتب سوري

http://www.free-syria.com/loadarticl...rticleid=33226

بلا ولا شي . .بحبك
بلا ولا شي،

آخر تعديل black_iris يوم 15/03/2009 في 22:30. السبب: إضافة المصدر
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04275 seconds with 11 queries