الموضوع: نحن و الآخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 23/01/2008   #1
شب و شيخ الشباب dimozi
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ dimozi
dimozi is offline
 
نورنا ب:
Dec 2003
المطرح:
somewhere
مشاركات:
639

إرسال خطاب Yahoo إلى dimozi
افتراضي نحن و الآخر


كنت تقريبا في التاسعة, عندما اكتشفت أن أفضل الكتب هي التي يبقيها أهلي مخبأة عننا, بحجة أنها لا تناسب عمرنا, أذكر كتابا كنت أتسلل لأسرقه من غرفة الأهل و أضعه كعادتي في إحدى قصص الأطفال لأقرأه بسلام في غرفتي, كان الكتاب للدكتورة نوال السعداوي لا أذكر اسم الكتاب الآن لكنني أذكر أنه يتحدث عن طفولتها و بدايات وعيها للظلم الاجتماعي الذي تتعرض له الأنثى في شرقنا العتيد, كمّ التناقضات الذي يحويه هذا المجتمع الفاسد الغارق في عفنه , أذكر بوضوح أنها تحدثت عن بعض مظاهر الكذب و الرياء في هذا المجتمع, فبينما كانت ترى الشيخ إمام مسجد القرية يهتف بأقصى ما واتته حنجرته في المظاهرات التي تنادي بعروبة فلسطين شابكاً أصابعه بقوة بأصابع كاهن كنيسة القرية الذي ينتحب أيضاً صراخاً لا يقل حماساً عن الإمام صديقه , ثم ينتقل المشهد مباشرة إلى درس الدين في المسجد الذي يعطيه نفس الإمام صديق الكاهن العتيد , يقول في درسه موجها تلاميذه أصحاب العقول التي سوف تقفز قريبا إلى الحياة الواسعة " لا تصادقوا المسيحي و لا تأكلوا من زاده و لا تدخلوا داره لأنه من الكفار الذين سوف يرميهم الله في النار يوم الآخرة " و يقفز خيال الكاتبة إلى لذة الكعك الذي تعده أم جورج جارتهم و تقدمه لهم يوم الأحد.

صدمت يومها بحقيقة مجتمعنا, لكنني حتى هذا العمر لم استطع أن أغير هذه الفكرة في رأسي, لا لأني أرفض تغيرها, بل لأن الواقع يمنعني من منح نفسي هذه الرفاهية الخيالية

ها هنا و في أي نقاش يعكس واقع المجتمع, في أي موضوع عن الحرية أو العلمانية أو حتى الوضع الاقتصادي نجد الذين يتشدقون بداية بأفكار ثورية في طرحها عادلة في مضامينها باعثة على الفرح و الحبور في هدوءها و اعتدالها حتى نظن واهمين أن الخير مازال في أهلنا, لكن المحك الأول سيعيدنا إلى المربع الأول و سيطل سيف الله المسلول من سباته ليعمل سيفه في الأفكار التي كان منذ قليل يدافع عنها , سيعمله في اعتداله الظاهر ليدعو إلى دين الحق و إلى العودة إلى صراط العلي المستقيم, الأدق من الشعرة و الأحد من السيف

كل هذا الذين تدعون إليه ترهات من زبل الغرب و نقائضه المستوردة, إن أردتم الحق فعليكم بالسيف و القوة و الغصب الجائر, هذا ما سوف يهرع إليه إن رأى أن استمرار النقاش سيؤدي إلى اعتراف بحق الآخرين في الوجود و الحرية و العيش الكريم.

فإلى متى نظل هكذا , قولوا إلى متى



مية خسة دبلانة

يا عبد متى رأيتني في الضدين رؤية واحدة, اصطفيتك لنفسي.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.02711 seconds with 11 queries