عرض مشاركة واحدة
قديم 13/07/2007   #3
شب و شيخ الشباب أسير التشرد
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ أسير التشرد
أسير التشرد is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
ع سطح القمر (كندا)
مشاركات:
3,811

افتراضي تتمة...


محاسبة النفس:
كما أنه دعا الإنسان إلى أن يعمل الخير دون أن ينتظر الجزاء، فإن الخير يحمل جزاؤه في نفسه، ولذلك عليه أن يستأصل عامل الشر من نفسه وينمّي في نفسه بذرة الخير، لأن خالقه جعل له عقلاً وأعطاه القلم بيده وعلّمه به ما لم يكن يعلم، وتركه يسطّر في لوحه ما يريد بعد أن بيّن له طرق الخير وأمره باتّباعها وبين له طرق الشر وأمره بمقاومتها، عن طريق هذا العقل الذي أعطاه إياه وهذا الضمير الذي أودعه فيه..
بيد أن عند هذه النقطة، القائلة بحرية الاختيار لا يكل بها زرادشت أمر الهداية والضلال إلى الإله تارة وإلى مشيئة الإنسان أخرى، وإنما يلتزم مبدأً واحداً يقول بحرية الاختيار وينفي نفياً قاطعاً فكرة التواكل، فلا تواكل عنده، وإنما حرية الاختيار، ونتائجها جزاء و قصاص: "يا أيها الناس؛ أمامكم طريقان.. تأملوا بذهن صافٍ هذين الطريقين، وفيها بوضوح انظروا حتى تختاروا أحدهما.. إن مصير كل واحد منكم يتكوّن تبعاً لهذا الاختيار".
"زرادشت، الآية الثلاثون، ـ ياسنا" 1
هذا وتتوكل الملائكة "حفظة" أمر محاسبة الإنسان فتحصي عليه السيئات وتحسب له الحسنات، وتسطرها في كتاب الحياة الذي سيجده الإنسان أمامه منشوراً حين الموت، تنفصل الروح عن الجسم لتنطلق غير مقيدة بقيود الجسد!
بجوار الجسم تظل النفس معلّقة ثلاثة أيام، وفي فجر اليوم الرابع تهبّ عليها الرياح.. ريح عطرة إذا كانت النفس خيّرة، وغير عطرة إذا كانت شريرة، ليدفعها هذا الريح إلى موضع فيه تُلقى وفيه تَلقي إما كائناً حسناً وإما كائناً قبيحاً وليس كلاهما بحقيقي بل هو كناية عن مظهر وصورة كوّنتها منه الأعمال والفكر، وهذا قد كوّنهما منه الضمير، لقد قاد الضمير الإنسان إلى حيث تجري محاكمته أمام قضاة ثلاثة يرأسهم "ميتهرا"، حينذاك سيدرك الإنسان أنه لم يُترك سدىً، وإنما أحصيت عليه أعماله وإن عليها في يوم الحساب، سيحاسب حساباً عدلاً..
في يوم الحشر سيكون الحساب الأخير وسيكون أهل المعرفة أكثر الناس مسؤولية وسؤالاً، فإن المعلم مسؤول "يوم الحشر" عن إهماله في إرشاد من قد أجرم وعن الصراط السوي كان قد انحرف، "ولسوف يرى كل امرىء أعماله، حسنة أو قبيحة، ولسوف يتميز المجرم يوم الحشر ويبقى ظاهراً ظهور النعجة البيضاء وسط النعاج السود!.. ويعتب المجرم حينذاك على خلاّنه الذين عملوا صالحاً في دنياهم وكان لهم من المعرفة نصيب ولم يأبهوا بهدايته وتقويم خلقه، ويقول لهم: لماذا نسيتموني؟ لماذا تركتموني ولم تعلموني طريق الفضائل؟! وعندئذٍ يترك خلانه الأخيار مكانهم في الجمع وقد علاهم الخجل، وقد ختم الله على قلوبهم وألسنتهم لما فرطوا من حقّ إرشاد صاحبهم".
"زرادشت"
وهذا اليوم سيكون عسيراً، "فاليوم" إنما الآخرة في هذا اليوم سيمحق "مزدا" الباطل محقاً ويمنح "مزدا" لا لمن يشاء وإنما لمن يستحق منحه".
الزرادشتية تدعو الإنسان إلى أن يصغي جيداً إلى الحقيقة، ويتأمل بذهن صاف الطريقين وأن يتنبه إلى أي الطريقين أيهما الأسلم له يوم الحساب.
الآي "لجاتها ياسنا" 30
"الجاتها" تجعل زرادشت نبياً أرسله الإله بشيراً بالخير للناس هادياً وبيوم الحساب نذيراً، وبأنه نبي آخر الزمان: قيل إن زرادشت قال: "أيها الناس، إنني رسول الله إليكم.. لهدايتكم، بعثني الإله في آخر الزمان.. أراد أن يختتم بي هذه الحياة الدنيا، فجئت إلى الحق هادياً ولأزيل ما قد علق بالدين من أوشاب.. بشيراً ونذيراً بهذه النهاية المقتربة جئت، ولهذا يدفعني الله في حماسة إلى تأدية الرسالة بأسرع ما يستطاع ويأمرني بالصدوع لأمره".

الزرادشتية دين رسمي:
تحوّل المذهب الزرادشتي إلى دين رسمي لبلاد فارس في عهد داريوس الأول، واعتنق مذهب زرادشت، ولعلّ سمة التسامح التي تحلى بها داريوس الأول مردّه إلى الفلسفة الزردشتية في تفكيرها الإلهي القائل بأن جوهرالفكرة الإلهية لن تنال، بتغير الأمم واللغات، متغير أسماء فهو إله واحد لكل العالم، ولكل أمة أن تناديه بالإسم الذي شاءت.
وأتى "زرادشت" "كيستاسف" الملك بمعجزات، منها: أنه أتى بدائرة صحيحة بغير آلة وهو ممتنع عند أهل الهندسة. ومنها: أنه مر على أعمى فأمرهم أن يأخذوا حشيشة سماها ويعصرها في عينيه فأبصر.
ويعظمون النيروز، وهو أول يوم من سنتهم وعيدهم الأكبر. وأول من رتبه "جمشيد" أخو "طهمورث". ويعظمون أيضاً المهرجان وهو عيد مشهور من أعيادهم.
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03507 seconds with 11 queries