12/12/2007
|
#60
|
عضو
-- قبضاي --
نورنا ب: |
Oct 2007 |
المطرح: |
بين شروق و غروب |
مشاركات: |
909 |
|
على رسلك اختي ولا تندفعي في استنتاجك , لسنا هنا لاعلان الجهاد و لا الحرب المقدسة فردي كان على اخي مارون الذي يعبر عن اعجابه بالحروب الصليبية. يعني يمكن القول انه نقاش جانبي و ليس شيئ شخصي. فتاريخ مكون اساسي لرسم معالم المستقبل لكن لايعني كلامي ادمان الماضي ونسيان الحاضر و المستقبل .
المهم الاسلام مكون اساسي للمجتمع العربي و يشكل معتنقوه الاغلبية هذه حقائق لا يمكن انكارها لكن هذا لا ينفي التواجد المسيحي في الشام خصوصا , فلا يمكن ان ندعو امة ان تتخلى عن قيمها حتى تتماهى مع الغرب فكما قلت في موضوع سابق "الدعوة لاحزاب علمانية" ان الليبرالية و الاشتراكية و العلمانية و الراسمالية هي تحصيل حاصل بالنسبة للغرب اي انها اتت تتويجا للتطور الذي عرفه المجتمع الغربي من عصر الانوار و الثورة الفرنسية و الثورة الصناعية و الحركات الاستعمارية و الثورة البلشفية و ....... اي ان هذه الانظمة وجدت من اجل الغرب .
العالم العربي جرب انظمة علمانية و اشتراكية و قومية... لكنها كانت تجربة فاشلة لانها جربت في غير مكانها كمن يزرع نبتتة في غير تربتها .
ان الوضع الحالي يتطلب حلا داخليا لا حلا دخيلا من الخارج, نحتاج لبلورة فكر و توجه سياسي يحترم مكونات مجتمعاتنا و ارثها الثقافي, يحترم كافة الدينات و مختلف الاعراق و الطوائف,يحترم العقلية الشرقية بحمولتها الفكرية, و ان نصعد سلم التقدم خطوة خطوة و بخطوات مدروسة, فالقفز على التاريخ انتحار, فلا يمكن ان ناخذ خلاصة فكر ما دون المرور بالمراحل التي ادت لبلورة هذا الفكر.
لا ادري لما يتم الربط بين التخلف و الدين ؟؟ رغم ان اغلب الانظمة العربية توجهاتها علمانية كسوريا لبنان المغرب تونس مصر ..... فلما لم تتقدم هذه الدول؟؟؟ رغم ان الدين مغيب تماما من برامجها و لا تعتبره مرجعية.
سبب تخلفنا يا اختي ليس هو الدين كما تظنين لانه اصلا غير مطبق, المشكل في غياب القانون فكل من تولى منصبا يسرق كل من صار حاكما يقمع ,كل من ثار خرب هنا هي الاشكالية, مجتمعاتنا تعاني غياب القانون تعاني انتشار الفوضى و الفساد ,فهل الدين الاسلامي المسيحي يدعوان لهذه المظاهر؟؟؟
لا نعلق اخطاءنا على شماعة الدين لانه لو طبق لعم القانون على الاقل, منذ استقلالنا فسحنا المجال لتجارب اشتراكية قومية ليبرالية علمانية فهل عرفت منطقتنا تجربة حكم له مرجعية دينية حتى نتخوف منه؟؟انا لا ادعو لنظام ثيوقراطي او ولاية الفقيه وو ضع السلط في يد رجال الدين فهذا امر مرفوض بل ادعو ان يعتبر الدين (الاسلامي و المسيحي ) مصدرا للتشريع و نافذة للاستشراف الامور, استثمار النقط الايجابية التي يدعو لها الدين: مكارم اخلاق -تفاني في العمل- نظافة- حسن الجوار- احترام القانون- كفالة اليتيم- الرفق بالحيوان الامر بالمعروف- النصيحة -عدم الغش- احترام الوالدين و طاعتهما -عدم الافساد في الارض......... فهل هذه الاشياء هي سبب تخلفنا ام عدم تطبيقنا لها؟؟ انا لا اتكلم عن المتعصبين الدينيين و الارهابيين انما اتحدث عن روح الدين فالفكر الديني يجب تنظيفه من المتطفلين .
ليس عيبا ان نحلم بمستقبل افضل لوطننا فكل مشروع بدء بحلم فالحلم خير من البكاء على الاطلال او التبرك بعتبات اولياء الغرب و الجري و راء سرابهم .و هذا الوطن سينجب بدل صلاح الدين واحد الاف ستخرج هذه الشعوب من نفقها المظلم لانها سنة الحياة و دورتها الحلزونية تنزل من كان فوق و ترفع من كان تحت هذه هي الحياة سيدتي فما بعد الكمال الا النقصان و دوام الحال من المحال. نعم نحتاج لقائد وطني لان الانسانية هذا طبعها تحتاج دائما لزعيم فهل رايتي ثورة بغير زعيم ؟؟فالصين احتاجت لماو و روسيا للينين و ستالين ولان لبوتين امريكا احتاجت لجورج واشنطن و لنكلن و روزفلت فرنسا احتاجت لروبيرسبير و نابليون و دغول اسبانيا احتاجت لفرانكو و خوان كارلوس بريطانيا احتاجت لتشرشل المانيا احتاجت في وقت من الاوقات لهتلر تركيا احتاجت لكمال اتتاتورك الهند احتاجت لغاندي و نهرو .... فما العيب ان يكون لنا زعيم وطني لا يهم ان كان ديموقراطي او ديكتاتوري المهم ان يكون وطنيا يقود الشعب, يسهر على تطبيق القانون و نفض الخمول و المكر و الخبث و الاتكال ...عن ابناء وطنه فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن, لاتقارني بالغرب حاليا فهم قد وضعوا القطار على سكته فلم يعودوا يحتاجوا لزعيم الا اذا زاغ القطار عن خطه اما نحن فالقطار موجود لكن السكة لا اثر لها لذا نحتاج من يبني السكة و يضع القطار عليها بعدها لن نطالب بزعيم لان كل من سياتي سيجد كل شيء في محله كالالة عندما تدور ميكانيزماتها لا تتوقف.
ختاما كني متيقنة ان اي نظام مستورد من الخارج سيفشل لانه كمن ياتي بدب قطبي ليجعله يعيش في الصحراء الكبرى, و العراق اكبر دليل لان الامريكان ادخلوا الديموقراطية بشكلها الغربي دفعة واحدة فانتجت طائفية و عنف و ارهاب,فاصبح العراق كمن اخذ جرعة زائدة من المخذرات لكنها هنا overdose de democratie
مــاتــت أمـــي ... و قــبـلــت جــبـيــنهــا الــبــارد
|
|
|