عرض مشاركة واحدة
قديم 10/06/2005   #87
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


حلقة تازة



كان من نتائج الأنجاز السريع و المتقن لقاعة الأستقبال الوزارية أنني اصبحت ذراع الوزير الأيمن يبدأ صباحة بالأتصال بي و تكليفي بأشياء مهمة أو غير مهمة و أحيانا يتصل فقط ليقول لي أن أكون جاهزا و قد ينقضي النهار و أنا على جهوزيتي لمهمة وزارية خطيرة و لكنها لا تأتي.مما جعلني أعتقد أن عمل الوزير أو هو عمل وزيرنا تحديدا عمل أرتجالي ينقصة التخطيط و الدراسة و كثيرا ما كلفني بأمر فأسارع لتنفيذه بعد أن أترك عملي في المديرية أو اخلف ورائي رمزية بصدر مفتوح و مؤخرة عارية, و لكنه في منتصف الطريق يتصل لألغائه و بنفس برودة الأعصاب.لست رجل دولة و لكن أعتقد أن قوام العمل الوزاري يجب أن يكون متماسا أكثر من اسلوب "الشوربا" الذي يعتمده هذا الوزير .

لم يغب عن ذهني أبدا معاون الوزير و توجيهات أبو مكنى بشأنه و اصبح لدي حافز شخصي لأنال من هذا الرجل فمنصبه و كرسية و حقيبة و سكرتيرته كلها أشياء تسيل اللعاب و خصوصا بعد ان تبين أنه مجرد لص آخر لا يختلف كثيرا عن مدير الشؤؤن الهندسية الجاسوس الرخيص و لا حتى عن المدير الستاليني الذي ينتعل حذائة في رأسه قبل أن يباشر دوامه الرسمي.

طبعا أنا لست رجلا بلا ضمير ولكن الأمر عادة في النهاية و الشعور الذي ينتابك بعد أن ترتكب ما كنت تعتقد أنه خطيئة سيزول بعد أن ترتكتب نفس الخطيئة مرة ثانية و ستحول الشعور بالأثم الى شعور بالرضا أذا حققت أنجازا لنفسك, و حتى الخطيئة يتحول أسمها الى فضيلة و تصبح حريصا على هذا النوع من الفضائل.و ليس هناك ملائكة أو شياطين فكل ما في الأمر سلوك متاح تقوم به تصيح بعده شيطانا في أعين البعض أو ملاكا في أعين البعض.المدير الستاليني الذي زحلقته كان غبيا و أحمقا و المسئول الهندسي الذي هويت به كان مختلسا و ربما جاسوسا و يجب أن أشعر بالزهو لأنني كشفت هذين الأفاكين.أما الآن فقد اصبحت أكثر اصرارا على الأيقاع بهذا الحيوان الذي يفترش مركز معاون الوزير بدون وجه حق.يوقع الأوراق دون أن ينظر أليها يتعامل مع المقاولين بوسيط, ينافق الوزير بكل وقاحة فلماذا يبقى في مكانه.و لا سيما أن هناك ردف و صدر لينا.

تبين لي بعد خبرة طبعا أن لكل واحد خطيئته الكبرى و ليس هناك اي داع لتنصب الشراك و بناء على هذه النتيجة لم أحاول أن أنبش خلف معاون الوزير فقد قدرت بأنه سيسقط لوحدة و خاصة بعد أن تهاوى شريكة الذي كان يتربع على كرسي الأدارة الهندسية.فأتبعت سياسة الأمهال و ليس الأهمال و أنا على يقين بأن هذا السافل لن يلبث أن يكشف عن بلاوية التي سوف تذهب به بعيدا كما ذهبت بمن قبله.كنت أقدر أن الأيقاع بمعاون وزير يحتاج قدرا أكبر من مجرد تقرير الى أبو مكنى لأن شخصية بهذا الحجم لا بد أن يكون خلفها من خلفها.و هكذا تعودت أن أقيس الأشخاص بمن خلفها فقد وجدت أن المناصب عبارة عن سلسلة طويلة من "الظهور" المتساندة من في الخلف يسند من في الأمام و لا يعني هذا أن الأستناد نهائي بل هو متحول متحرك كقيم "سين" في المعادلات الرياضية فيمكن لأي مسئول مهما كانت درجة "أـستناده" أن يتحول الى شخص فاسد تكال له الأتهامات في الجرائد و في مجلس الشعب أذا تزعزع مسنده و لا دخل لدرجة الفساد و خدمة الوطن في الموضوع لأن الأمر يتلخص بأن الجميع واجهات مسنوده تلعب الصدفة و العلاقات العامة في وصولها.

ذهبت و معاون الوزير بتوجيهات الوزير لأستقبال الوفد الأسباني الذي جاء ليقدم منحة مالية كبيرة لأنشاء مشروع ري بالرش يغطي مساحات واسعة و يرفع كفائة الري مما يخفض من استهلاك المياه.و قد اراد الأسبان لهذا المشروع أن يكون نموذجا تبنى مشاريع مشابهة على غراره.أستنفرنا أفضل و اقوى سيارات الوزارة و لبسنا أنظف البذلات و أكثر ربطات العنق ألقا و تعريقا ووقفنا صفا كطابور التلاميذ بوجوه مفتوحة الحنك بما يشبة الأبتسام.نزل الوفد و سارع مندوب العلاقات العامة لأتمام أجراءات الدخول و فتحنا قاعة الشرف في المطار ليرتاح الوفد.لغة الأشارة كانت سيدة الموقف فلا أنا و لا السيد معاون الوزير نعرف الأسبانية و في الواقع لانعرف الإنكليزية و لا أي لغة غير العربية طبعا. و من الواضح أن الوفد أيضا كان لا يعرف العربية و لا الأنكليزية و بدأنا حديثا عمادة الأيدي و الأصابع و قد حدثهم معاون الوزير عن نهضة البلد و تطورة و ايغالة في القدم وأشار لهم بيدية عن فضل العرب على العجم و عن تسامح الأسلام عندما كان سائدا في أسبانيا.لم اعرف أذا كان الأسبان يفهمون شيئا مما يشير و لكن أحداقهم كانت تتسع مع كل اشارة و حركة بيدية و كانت أفواههم تنفتح ببلاهة عندما يزداد حماسة في الحديث عن الكرم العربي.و لكني تأكدت بأنهم لم يفهموا شيئا ماقيل بعد أن تشاغل أحدهم في ربط شريط حذائه و تسوية ربطة عنقة.أنقذ الموقف أحد السائقين الذي أمضى في كوبا عامين كان يدرس خلالها الأشتراكية الدولية و هو ما زال يتذكر شيئا من اللغة الأسبانية و لا أعرف أذا كان يذكر شيئا مما درسة عن الأشتراكية الدولية. مظهر السائق لم يكن لائقا ليتولى الترجمة و لكن لم يكن هناك بديل أو خيار للتفاهم هؤلاء الأسبان.

بيت في نفسي أن أحدث الوزير بتقصير معاونة و تكاسل مديرية العلاقات العامة بتوفير مترجم للتفاهم مع الوفد فلا يجوز ترك وفد بهذا من هذا النوع الذي يقدم الدعم المالي يتكلم بلغة الأشارة ولا يجد معاون الوزير ألا يدية "ليشوبر "بها شارحا و مفسرا. و هنا أود أن أقول أنني لم اكن بحاجة لتذكير الوزير بمثالب معاونه فلايوجد وزير يرتاح لمن يعاونه لأن معاوني الوزير تعينهم جهة أعلى و غالبا ما يكونوا مدسوسين على الوزير أو محسوبين على "فلان" لا أعرف فلان الذي يقف وراء المعاون .و لكن قد يجد أبو مكنى طريقة يصل بها أليه.

جلس الوفد المؤلف من ثلاثة أعضاء في سيارة لوحده و رافقهم السائق "المترجم" ليحدثم عن مشاهد المدينة و أوصاه معاون الوزير أن لا يتوقف عن الكلام ليصف لهم كل ما تقع أعينهم عليه و جلست معهم ليكون الأمر رسميا.و أنطلقت بنا السيارة الى قاعة الأستقبال في الوزارة حيث من المقرر أن ينزل الضيوف.

يتبع

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04119 seconds with 11 queries