عرض مشاركة واحدة
قديم 03/06/2009   #14
شب و شيخ الشباب كتاب الكائنات
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ كتاب الكائنات
كتاب الكائنات is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
مشاركات:
42

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : wile عرض المشاركة
والله معك حق
ويا ريت تكتبلنا سيرة حياة بديع الزمان
و
تكرم عيونك ....
و عملت بنصيحتك .. حطيت موضوع في قسم السياسة عن الأستاذ النورسي بس حذفوه الشباب ! راسلتون و إن شاء الله يرجعوه .
و على ضوؤو بتابع إما هونيك أو في الموضوع القديم ..

شاكر لك اهتمامك خااي





.....................
........

فيا أيتها النفس السادرة السارحة!

اعلمي أن ذينك المسافرين؛ أحدهما أولئك المستسلمون المطيعون للقانون الإلهي، والآخر هم العصاة المتبعون للاهواء..

وأما ذلك الطريق فهو طريق الحياة الذي يأتي من عالم الارواح ويمر من القبر المؤدي الى عالم الآخرة..

وأما تلك الحقيبة والسلاح فهما العبادة والتقوى، فمهما يكن للعبادة من حمل ثقيل ظاهراً إلا أن لها في معناها راحة وخفة عظيمتين لا توصفان، ذلك لان العابد يقول في صلاته: ] لا إله إلا الله[ أي لا خالق ولا رازق إلاّ هو، النفع والـضر بيده، وانه حكيم لا يعمل عبثاً كما أنه رحيم واسع الرحمة والاحسان.

فالمؤمن يعتقد بما يقول

لذا يجد في كل شئ باباً ينفتح الى خزائن الرحمة الإلهية، فيطرقه بالدعاء
ويرى أن كل شئ مسخَّر لأمر ربه، فيلتجىء اليه بالتضرع ..
ويتحصَّن أمام كل مصيبة مستنداً الى التوكل

فيمنحه ايمانه هذا الامان التام والاطمئنان الكامل.

نعم! أن منبع الشجاعة ككل الحسنات الحقيقية هو الايمان والعبودية، وأن منبع الجبُن ككل السيئات هو الضلالة والسفاهة.
فلو أصبحت الكرة الارضية قنبلة مُدمِّرة وانفجرت،

فلربما لا تخيف عابداً لله ذا قلب منوَّر، بل قد ينظر اليها أنها خارقة من خوارق القدرة الصمدانية، ويتملاها باعجاب ومتعة،
بينما الفاسق ذو القلب الميت ولو كان فيلسوفاً ـ ممن يُعدّ ذا عقل راجح ـ اذا رأى في الفضاء نجماً مذنباً يعتوره الخوف ويرتعش هلعاً ويتساءل بقلق: ألا يمكن لهذا النجم أن يرتطم بأرضنا؟ فيتردى في وادي الاوهام
(لقد ارتعد الامريكان يوماً من نجم مذنب ظهر في السماء حتى هجر الكثيرون مساكنهم أثناء ساعات الليل).

نعم! رغم أن حاجات الانسان تمتد الى ما لا نهاية له من الاشياء، فرأس ماله في حُكم المعدوم. ورغم أنه معرَّض الى ما لانهاية له من المصائب فاقتداره كذلك في حكم لا شئ، اذ ان مدى دائرتي رأس ماله واقتداره بقدر ما تصل اليه يده، بينما دوائر آماله ورغائبه وآلامه وبلاياه واسعة سعة مد البصر والخيال.



..

فإن قابلت ذلك الجمال الباهر - جمال الأسماء الإلهية - بجمال الإيمان و جمال العبودية تكن أحسن مخلوق وفي احسن تقويم ..

بديع الزمان سعيد النورسي
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03841 seconds with 11 queries