عرض مشاركة واحدة
قديم 17/02/2006   #2
شب و شيخ الشباب واحد_سوري
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ واحد_سوري
واحد_سوري is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
المطرح:
كوكب الارض
مشاركات:
549

إرسال خطاب MSN إلى واحد_سوري بعات رسالي عبر Skype™ ل  واحد_سوري
افتراضي


قال الزعيم الهندي رداً على كلام المبشّر :

صديقي و أخي . إنها إرادة الروح العظيم بأن نجتمع هنا اليوم .. إنه الآمر الناهي بكل شيء .. و قد أعطانا يوماً جميلاً لاجتماعنا .. أزال حجابه عن عين الشمس فسطعت من فوقنا و فتحت عيوننا فأصبحنا نرى بوضوح .. و عملت آذاننا دون توقّف .. مما جعلنا نسمع بانتباه كل كلمة قلتها لنا .. كل هذا هو من فضل الروح العظيم و له الشكر و الحمد ..

أخي .. لقد أقيم هذا الاجتماع من أجلك .. و قد حضرنا في هذا الوقت بناءاً على طلبك .. و قد استمعنا بانتباه لما قلته .. و طلبت منا أن نعبّر عن أفكارنا بحريّة .. هذا يجلب السرور لقلوبنا .. فإنه يشجعنا على الوقوف أمامك باستقامة و التعبير عن ما يجول في نفوسنا من أفكار .. الجميع هنا استمع إلى ما قلته ، و الجميع قرّر و اتفق على إعطائك الجواب عن طريق وسيط واحد ..

أخي .. قلت أنك تريد جواباً على ما اقترحته قبل مغادرة هذا المكان .. إنه من حقك الحصول على جواب .. فأنت بعيد جداً عن منزلك و نحن لا نريد أن نؤخّرك .. لكن يجب علينا أولاً العودة قليلاً إلى الماضي .. و سأروي لك ما رواه لنا آبائنا و أجدادنا ، بالإضافة إلى ما سمعناه من الرجل الأبيض ..

أخي .. اسمع جيداً ما سأقوله .. كان هناك وقت ملك فيه أجدادنا هذه الأرض .. و امتدّت مقاعدهم من شروق الشمس إلى غروبها .. فالروح العظيم جعل هذه الأرض للهنود .. و خلق البوفالو و الغزلان و الحيوانات الأخرى لطعامنا .. و خلق الدب و القندس لنجعل من جلدها كساءاً .. و قام بنشرها في جميع أسقاع البلاد ، و علّمنا كيف نصطادها .. و سخّر الأرض لتنتج الذرة فصنعنا الخبز .. كل هذه الخيرات ، خلقها من أجل أولاده الهنود لأنه يحبّهم .. و إذا حصلت خلافات بين الهنود حول أراضي الصيد ، كانت تسوّى مباشرة ، دون سفك الدماء .. لكن مرّ يوماً ملعوناً على الهنود .. عندما قطع أجدادك المياه العظيمة ( المحيط ) .. و وصلوا إلى شواطئنا .. كان عددهم قليل ، لكنهم وجدوا أصدقاء ، و ليس أعداء .. قالوا لنا أنهم هربوا من بلادهم خوفاً من رجال أشرار .. و جاؤا إلى هنا كي يتمتعوا بممارسة ديانتهم بحرية .. و طلبوا منا مقعد صغير من الأرض .. فأشفقنا عليهم ، و قمنا بتلبية طلبهم .. و عاشوا بيننا بسلام .. و قدمنا لهم اللحوم و الحبوب .. لكنهم أعطونا مقابلها السمّ !. لقد اكتشف الرجل الأبيض بلادنا .. فأرسلوا أنباء إلى بلادهم .. و جاء المزيد من البيض .. لكننا لم نهتم لهذه المسألة و أخذناهم كأصدقاء .. و قالوا لنا أنهم يعتبروننا أخوة .. و قد صدّقناهم و أعطيناهم المزيد من الأرض .. لكن أعدادهم ازدادت كثيراً .. و طلبوا المزيد من الأرض .. و قد أرادوا بلادنا كلها !. لكن عيوننا تفتحت ، و أصبحنا مضطربي البال .. و وقعت حروب كثيرة .. فأبيد الكثير من الهنود ..

أخي .. كانت مقاعدنا في يوم من الأيام كبيرة ، و مقاعدكم كانت صغيرة .. لكنكم أصبحتم الآن شعب عظيم العدد و القدرة .. أما نحن ، فمن الصعب علينا إيجاد مقعداً نمدّ فيه بساطنا .. لقد أخذتم بلادنا .. لكنكم غير مكتفين بذلك .. و تريدون الآن فرض ديانتكم علينا ..

أخي .. تابع في الاستماع .. تقول أنك ستعلّمنا كيف نعبد الروح العظيم وفق الطريقة التي يريدها هو .. و إذا لم نعبده وفق المذهب الذي تسلكونه سوف لن نكون سعداء إلى الأبد .. تقول أنك على صواب و نحن تائهين في عالم الخطيئة .... من الذي يضمن صحّة هذا الكلام ؟... و قد فهمنا أن ديانتكم مكتوبة في كتاب .. فإذا قُدر لهذه الديانة أن تنتشر بيننا ، لماذا لم نستلهمها مباشرة من الروح العظيم ؟.. لماذا لم يعطيها لأجدادنا و أسلافنا الأوائل حتى نتفهّمها جيداً و نستوعبها بطريقة صحيحة ؟.. إن كلّ ما نعرفه عن هذه الديانة هو ما تقوله لنا .. كيف لنا أن نصدّق كلامك في الوقت الذي نتعرّض فيه دائماً للمكر و الخديعة على يد الرجل الأبيض ؟..

أخي .. تقول أنه هناك طريقة وحيدة لعبادة الروح العظيم و خدمته .. إذا كان هناك حقاً ديانة واحدة ، لماذا أنتم البيض تتجادلون دائماً حولها و تختلفون ؟. لماذا لا تتفقون على سلوك واحد طالما أن التعليمات مكتوبة في هذا الكتاب ؟..

أخي .. نحن لا نفهم هذه الأشياء .. قيل لنا أنكم توارثتم هذا الدين من أجدادكم و انحدر من الأب إلى الابن إلى أن وصل إليكم .. لكن نحن أيضاً لدينا دين .. و قد توارثناه من أجدادنا .. هذه هي طريقتنا في العبادة .. إنه يعلّمنا كيف نحمد الخالق على ما نجنيه من خيرات .. و يعلّمنا كيف نحب بعضنا البعض .. و كيف نتّحد .. نحن لا نتجادل و لا نختلف حول ديننا ..

أخي .. إن الروح العظيم قد خلقنا جميعاً .. لكنه جعل أولاده البيض و الهنود يختلفون في أشياء كثيرة .. فقد أعطانا لون بشرة مختلف .. و عادات مختلفة .. و أعطاكم الفنون .. خاصة تلك التي تتعلّق بالحروب .. فهو لم يفتح أعيننا لهذه الأشياء .. و بما أنه جعلنا نختلف بأمور كثيرة ، لماذا لا نتفق على أنه أعطانا ديانة مختلفة لكنها مناسبة لطريقة عيشنا و فهمنا للحياة ؟. إن الروح العظيم لا يخطئ أبداً .. و هو يعرف ما يناسب أولاده .. و نحن مكتفون بما أعطانا ..

أخي .. نحن لم نشأ تدمير ديانتكم .. أو نجرّدكم منها .. إننا فقط نريد أن نمارس ديانتنا ..

أخي .. قلت أنك لم تأتي إلى هنا لتأخذ أرضنا أو مالنا .. بل أتيت لترشدنا إلى طريق الصواب .. لكن أحب أن أقول لك بأنني قد حضرت إحدى اجتماعاتكم العبادية .. و رأيت الراهب حين كان يدور على المصلّين و يجمع منهم المال .. أنا لا أعرف إلى أين يذهب هذا المال أو لماذا تجمعوه .. لكن دعونا نفترض أنه يذهب إلى الكاهن الأعلى .. و إذا بنينا هذا على طريقة تفكيرك ، نستنتج بأنك تريد بعض من مالنا ..

أخي .. قيل لنا أنك تقوم بالتبشير بين البيض الذين يسكنون في الجوار .. هؤلاء الناس هم جيراننا و نحن نعرف سلوكهم جيداً .. سوف ننتظر لفترة من الوقت و نرى ما هو تأثير تعاليمك التبشيرية عليهم .. و إذا اكتشفنا أن لها نتائج إيجابية على سلوكهم ، و تجعلهم صادقين في تعاملهم مع الهنود و تردعهم عن الغش و الخداع الذي طالما عانيناه منهم ، سوف نعيد النظر فيما قلته ..

أخي .. لقد سمعت جوابنا على اقتراحك .. و هذا كل ما عندنا لنقوله حالياً .. و بما أننا سوف نفترق ، سنتقدّم لمصافحتك باليد و نتمنى أن يحميك الروح العظيم في رحلتك ، و العودة إلى ديارك و ذويك بأمان ..

لقد تعرّض بعدها الزعيم ريد جاكيت لتهم كثيرة تنعته بالهرطقة و الشعوذة و الخروج عن السلوكيات الدينية الأصيلة و اتخذت بحقه الإجراءات المناسبة لها ... !







إن التاريخ المثالي هو الذي يكتبه مؤرخون متخصّصون يتمتعون بإلمام كامل عن الحقائق و التفاصيل التاريخية المختلفة . بالإضافة إلى عدم الانحياز في النظر إلى الأحداث . لكن الواقع يظهر حقيقة أخرى . فالتاريخ الذي تتعلمه الجماهير هو التاريخ الذي فرضه المنتصرون !.

هذا يذكرني بكلام داروين عن حقيقة " البقاء للأنسب " ؟. ليس من الضرورة لأن نكون خبراء محترفين حتى نكتشف حقيقة أنه عندما يتعلّق الأمر بالإنسانية نجد أن الذي يبقى هو ليس الأنسب !. إذا نظرت إلى الواقع بنظرة إنسانية أصيلة ، تجد أن الذي يبقى هو الأكثر رغبة في القتل ، المدجّج بالسلاح و المحترف بفنون القتل و الدمار ، القاسي الذي يخلو من أي رادع أخلاقي يكبح وحشيته الشريرة . و بكلمة أخرى نقول :

إن الذي يبقى هو النوع الغير مناسب إنسانياً !.



تزوير التاريخ .... حالة طبيعية .. تعتبر إحدى أهم الضروريات الاستراتيجية في عملية إدراة الجماهير ... لكن لصالح من ؟.

أنظروا إلى ما وصلت إليه البشرية ... أنظروا إلى التوجّه الفكري و الأخلاقي الذي تسلكه الشعوب .. من المسئول عن هذا الوضع المرعب الذي نعاني منه الآن ؟.. لماذا لا تعلن الحقيقة ؟.. حقيقة أن التاريخ المكتوب صنعه مشعوذون استراتيجيون .. هدفهم هو توجيه الشعوب كما يشاؤن .. و التحكم بهم كما يشاؤن .. و تسخيرهم لتنفيذ أهداف قلّة شريرة من الناس .. و أهوائهم السخيفة .. فتاهت الشعوب .. و ابتعدت عن الحقيقة تماماً .. و راحوا يخوضون الحروب على الآخرين معتمدين على التاريخ المكتوب .. و راحوا يشعلون النيران و يقطعون الأشجار ... كما هو مكتوب ... راحوا ينهلون من المعلومات التاريخية المزوّرة حتى أصبحوا كائنات شريرة ! لا تستطيع العيش دون قتال ..

فلم يعد للخير بينهم مكان ... و بدلا من تبجيل الخير و لعنة الشرّ ، راحوا يعبدون القوة و يحتقرون الضعف و الهوان !.. انقرض الخير و سادت القوة .. فحكم الشرّ !.. و نسب السيف للمجد !.. و نسبت القوّة للعظمة !. و المجرم السفاح أصبح بطلاً !. و الضعيف الذي خسر المعركة هو دائماً الشرير !.. أما المنتصر ، فهو القديس الذي اسمه يسود !.

...................................... ثم نظرنا حولنا ... فرأينا مجموعة من الذئاب .. تجتمع حول غزال مسكين .. و انقضّت عليه و مزّقته إرباً .... بشراسة مخيفة ... دون شفقة أو رحمة .. ثم التفتنا إلى كلب ودود .. الكائن الوحيد الذي أثبت وفاؤه المطلق للإنسان ... و المستعد للتضحية بحياته من أجله .. فقرّرنا استخدام الاسم " كلب " لنشتم به الآخرين ! .. أما الاسم " ذئب " فمدحنا به الآخرين !.. و أطلقناه اسماً على أحد أولادنا تيمناً بذلك الوحش المرعب المخيف !..

من قال أن الإنسان على صواب ؟!.



آن الأوان أن ندع التاريخ جانباً ... و نبدأ بتلقين أولادنا الأخلاق !.. آن الأوان أن نتعلّم كيف نحب الآخرين .. مهما كان لونهم .. مهما كانت ثقافتهم و معتقداتهم و علومهم .. يجب أن تسود المحبة .. كي يعمّ الخير من جديد ... هل هذا المطلب كبير علينا كشعوب و جماهير ؟.. أم أن هناك من يقف عائقاً في هذا التوجّه الإنساني العظيم ؟!..
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.06033 seconds with 11 queries