عرض مشاركة واحدة
قديم 19/08/2008   #30
شب و شيخ الشباب رجل من ورق
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ رجل من ورق
رجل من ورق is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
ببحر بعيد
مشاركات:
1,989

إرسال خطاب MSN إلى رجل من ورق
افتراضي


النظرية الجديدة للحرب الأميركية: من يحب جيداً ... يؤدّب جيداً



النظرية الجديدة للحرب الأميركية:
من يحب جيداً ... يؤدّب جيداً

بشرى من »هآرتس«. في السادس من الشهر القادم يكشف كولن باول خارطة الطريق إلى »الشرق الأوسط الجديد«، أي إلى عالم عربي قائم على الديموقراطية والتنمية الاقتصادية. سيركز على دمقرطة المؤسسات الراهنة، وتطوير حقوق النساء، وتعزيز حرية الصحافة، وتوسيع الفرص الاقتصادية والتربوية، وزيادة الشفافية في عمل الحكومات.
يقترب باول، إذ يفعل ذلك، من مدنيي وزارة الدفاع (بيرل، وولفويتز، فيث) الذين غرفوا من التجارب الكولونيالية الغابرة والتي رفعت رايات التنوير فوق بوارج الفتوحات. يعتبر هؤلاء »المثاليون« أن »العنف قابلة التقدم«. فالوضع العربي بات بالغ الانسداد ولا بد من القوة لتحريره من وضع آسن يركد فيه ولا يُنبت إلا العداء لأميركا وسياستها ما يحسم أي جدل في أنه وضع مزر. ويستطيع الكولونياليون الجدد أن يزعموا أن ما دعوا إسرائيل إلى تطبيقه ضد الفلسطينيين نجح: كان يفترض ممارسة هذا القدر من القهر من أجل فتح أبواب الإصلاح الموصدة!
مدنيو وزارة الدفاع هؤلاء باتوا في غنى عن التعريف. إلا أن وسائل الإعلام الأميركية كشفت أنهم، وعلى رأسهم دونالد رامسفيلد، يلجأون دورياً إلى استشارة المؤرخ والأكاديمي برنارد لويس. ولعل الكتاب الأخير للرجل يشكل مرجعية فكرية تتحكّم بما ينوي باول الإعلان عنه. فرداً على السؤال الأميركي بعد 11 أيلول »لماذا يكرهوننا؟« أجاب لويس: »لأنهم فاشلون«. وشرح »أن الفشل يطال الاقتصاد والاجتماع والثقافة والتربية والعلوم والحريات السياسية واحترام حقوق الإنسان«. أضاف أن ما يقوم به العرب (والمسلمون) هو إسقاط هذا الفشل على أميركا وإسرائيل لنفي مسؤوليتهم عنه. وبما أن هذه هي الثقافة السائدة يصبح ظهور الإرهابيين مفهوماً.
تشكل نظرية لويس الإطار الذي يفسر الاهتمام البالغ الذي حظي به تقرير »برنامج الأمم المتحدة الإنمائي« حول التنمية الإنسانية في البلاد العربية. ومن دون التشكيك بواضعي التقرير أو بمعطياته، كان يصعب ألا يلاحظ المرء المكانة الخاصة التي احتلها في الإعلامين الأميركي والإسرائيلي والتعليقات والمقالات التي تناولته. والتقرير لا يقول شيئاً آخر سوى أن العرب، اليوم، وبصورة إجمالية، يكادون يحتلون أسفل الهرم العالمي لناحية التنمية الإنسانية: الحريات، الاقتصاد، التعليم، المرأة، الهجرة... ولقد جرى توظيف التقرير، رغماً عن إرادة أصحابه، بطريقة تجعله رافداً لما كتب عنه لويس.
في مجال آخر وإنما في السياق نفسه، رد عشرات المثقفين الأميركيين على رد للمثقفين السعوديين. قالوا لهم، قبل أيام، »نطلب منكم أن تعيدوا النظر في التوجه السائد في رسالتكم والذي يلقي اللوم في المشاكل التي يواجهها مجتمعكم على الجميع إلا قادتكم ومجتمعكم. فبعض القادة السياسيين يجد فائدة في بعض الأحيان في اللجوء إلى إثارة البغض إزاء الآخر أو العدو، وذلك في سبيل تحويل أنظار الجمهور عن المشاكل الفعلية القائمة«. أضافت الرسالة الأميركية »نحن ندعوكم، بصفتكم مثقفين، إلى إعادة النظر في ما إذا كان السبيل إلى التصدي للتحديات الملحة التي يواجهها مجتمعكم من البطالة إلى غياب الحريات الديموقراطية وعدم النجاح في تحقيق اقتصاد عصري متنوع، واحتضان العنف الإسلاموي وتصديره هو اللجوء إلى إلقاء اللوم على الآخرين من أفراد وأمم«. المنطق هو نفسه وحتى العناوين تتكرر من باول إلى لويس وصولاً إلى »المثقفين«.
يصل الأمر إلى ذروة غير مسبوقة في مقال لباري روبين عن »الجذور الحقيقية للعداء العربي لأميركا« (فورين افيرز تشرين الثاني كانون الأول 2002). يكذّب »الادعاء« القائل إن الاعتداءات على أميركا هي رد على سياستها الخاطئة ليقول إن
السياسة الأميركية تبالغ في تأييدها للعرب. ويعتبر أن تسعير العداء لواشنطن تتوسله قوى تريد إلهاء الشعوب عن أمور أخرى: الخصخصة، الحرية، المرأة، المجتمع المدني... يستعرض روبين العقود الماضية فلا يرى فيها إلا الانحياز الأميركي للعرب والمسلمين (على حساب إسرائيل أحياناً!) ويهاجم الأنظمة العربية والمنظمات والصحافيين والمثقفين الذين يقننون العداء لأميركا لحماية فشلهم.
والاستنتاج السياسي من ذلك كله، حسب روبين، أنه إذا حاولت الولايات المتحدة إظهار أن نواياها غير عدائية حيال العرب والمسلمين فإنها تكون ترتكب خطأً كبيراً بدعم المتطرفين. ويعني ذلك، عملياً، أنه ليس على أميركا أن تتغيّر وإنما عليها أن تغيّر... العرب. يلتقي روبين هنا مع من سبقه ومع لويس تحديداً الذي اعتبر الامتناع عن تغيير النظام العراقي خدمة لبن لادن والتطرف. وتصب هذه الوجهة كلها في مجرى الدعوة التي يدافع عنها »حزب الحرب« الأميركي وهي دعوة صاغها بول وولفويتز بصفتها الإجراء التأسيسي لإدخال العرب في المعاصرة!
يتبنى هذا التيار الفكرة القائلة إن الحرب على العراق إنما هي لمساعدة العرب تماماً مثلما فعل شارون مع الفلسطينيين. الحرب، إذاً، قضية نبيلة تقوم بها جمعية خيرية اسمها الولايات المتحدة وبغيرية لا يسع غير الأميركيين امتلاكها. يريدون التضحية من أجلنا. لا يهمهم سوى إخراج العرب من حالة الفشل التي أوقعوا أنفسهم فيها. واشنطن هي القائدة الفعلية لحركة التحرر العربي وهي تصادر الشعارات التي ارتفعت ذات مرة في المنطقة واستدعت، من أجل كسرها والانتهاء منها، كل الحروب من 48 إلى 67 إلى 82 إلى المواجهة المستمرة في فلسطين.
لقد دعمت الولايات المتحدة الحروب ضد العرب الداعين إلى الحداثة والتقدم والتنمية والعدالة ومساواة المرأة... وكان دعمها ناجحاً إلى حد أن هذه الموجة تحطمت. يُراد لنا أن نصدق، اليوم، أن المجرم يعود إلى ساحة الجريمة لإحياء الضحية. صحيح أننا نعاني تخلفاً ولكن ليس إلى هذا الحد! فما زال هناك إدراك أن »الشرق الأوسط الجديد« الذي تقود إليه الخارطة الأميركية لا علاقة له ب»شرق أوسط جديد« يلبي الحد الأدنى من طموحات المنطقة وأهلها.

26/10/2002

قم واضرب المستحيل بقبضتك اليسرى
انت تستطيع ذلك
http://themanofpapers.wordpress.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.04113 seconds with 11 queries