عرض مشاركة واحدة
قديم 30/11/2009   #25
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : مجنون يحكي وعاقل يسمع عرض المشاركة
المتغير الوحيد في حياته أن عداد الزمن ما زال مستراً بالعمل رغم شعوره ببطء نبضاته , فالبارحة عندما جلس أمام مكتبه أعلنت الساعة على الشاشة أمامهالثامنة من صباح يوم الأربعاء 10/14/ 2009 أما اليوم فأصبح 10/15 وغير ذلك لا يشعر بأي تغيرات إلا عندما يتجرأ أو يضطر للنظر إلى المرآة , فيعتريه الأسى والحزن ويشعر بان هذه الصحراء أعطت لونها ليس لبشرته فحسب بل حتى لروحه , وعندها فقط يعرف معنى أن ينتمي الإنسان لبلاد الشام
كآخر كل يوم عاد إلى زنزانته المنفردة , القى بحمل جسده عنه على السريربكامل لباسه , والعتمة تلف المكان, لا يريد إشعال النور , فلا يرغب أن يراه أطفاله يمسح الدموع من عينيه , فاليوم أيضاً فقد صديقا عزيزا عليه
- ولكنني فقدت كل شيء عزيز منذ ذرفت أول دمعة رحيل , قال في نفسه
بحث عن لحافه ليغطي راسه بمزيد من العتمة , أين ذهب اللعين ؟! يا إلهي كيف أنام بون اللحاف والكونديشن شغال, صحيح نحن في منتصف تشرين ولكن لا يمكن أن تنام هنا بدون التبريد فالرطوبة ألعن من الحر , حسناً أطفىء جهاز التكييف , لا .... لا يمكنني ذلك لأنني أصبح وجلدي ملوناً كجلد النمر من الحساسية
أشغل نفسه بهذه الأمور الثلاثة , اللحاف , الكونديشين , الحساسية والبرد الذي يمسك أسفل رجليه
أغمض عينيه على دموع رجل شرقي خوفا أن تراها الصور المتعربشة على جدران الغرفة , وعندما فتح عينيه في الصباح كان أول ما وقعت عليه اللحاف الذي ينام تحت رأسه بهدوء وسكينة وأمن
جنونُك اليومَ يحدّثنا عن "الموت" و"الغربة"، وعن هذه الصّلة الوثقى التي تجمعُ هذه بذاك!
أن تقاسي الموتَ في وجودٍ تعرفه، يُعادلُ غربتك التي انتزعتك من كلِّ وجودك... وراحت تبني لكَ وجوداً جديداً لا تعرفه، أو لا تريد!
كانَ "اللحافُ" دثارَه البعيد القريب في ليلةٍ لا نورَ فيها... لكنّ وطأة الموتِ، وثقل الدّموع، حجباه عنه، فنامَ كما لو كانَ غريباً حتّى عن الفراش!
صورةُ الوقتِ ومضيّه الحثيث، هي الصّورة الأكمل للغربة والموت في باطن الإنسان!
.

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
 
Page generated in 0.03314 seconds with 11 queries